الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكشافة.. الفخ الرسمي للتجنيد والتدريب عند الإخوان

عادل محمد - البحرين

2017 / 8 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المنظمة الكشفية التي أسسها وأرسى مبادئها الضابط في الجيش البريطاني بادن باول (1857 - 1941) وقع مسخها وتفريغها من قيمها التربوية والبيئية والتطوعية في بلدان عربية وإسلامية كثيرة حين تسلّل إليها الإخوان المسلمون وعملوا على جعلها مصيدة للأطفال والفتيان من أجل بث سمومهم التكفيرية، متمثلين تعليمات مؤسس الحركة وبقية قياداتها في ضرورة اختراق مؤسسة العائلة عبر احتواء عقول أطفالها.

عبدالجليل الشرنوبي
نُشر في 2017/08/18

القاهرة - المكان مدينة دمنهور عاصمة محافظة البحيرة، حيث نشأ كاتب هذه السطور، والزمان عام 1988 حين كانت دوائر الأنشطة الخاصة بالأطفال والشباب محدودة للغاية.
في هكذا مناخ كان بعض الصبية يختفون من الحي ليوم وأحيانا أكثر، ثم يعاودون الظهور لتكون إجاباتهم عن سؤال “أين كنتم؟” تقول “في رحلة أو معسكر مع الكشافة”، لتبدأ آفاق أخرى من الطموح في أنشطة مختلفة يمارسها صبية الحي محمولة على أسئلة من نوعية “كيف يمكن أن نشارك؟، وما هي القيمة المالية المطلوبة للاشتراك في الرحلات والمعسكرات؟”.
المفاجأة أن سهولة الإجراءات تحمل الصبية الصغار على سرعة البحث عن طرق الوصول إلى المشاركة في هذه الأنشطة والتي كانت تبدأ من “رحلات صيد سمك خلوية” في قرى على أطراف المدينة وتنتهي بمعسكرات لمدة أسبوع في المخيم.
كانت اللافتة الكشفية هي الفخ الذي يتم عبره اصطياد الصبية والفتية قبل أن يتحولوا ترقيا إلى مرتبة أعلى خاضعة لنفس اللافتة وإن تغيّر عنوانها من “الكشافة” إلى “الجوالة”. إنها الترجمة العملية والتطور الطبيعي للنشيد الذي كان الصبية يرددونه صغارا “أنا كشافٌ كلي همّة/أسدٌ وعريني في الخيمة/ وطني وطن العرب جميعا/وأنا ديني دين الرحمة” ثم سرعان ما يتطور مع تطور سن الفتى ليصبح “ها أنا ذا كشاف اليومِ/أنا بالأمس من الأشبال/أُصبِح كشافا متقدما/ورفاقي فخر الأجيال”، يرددها الشبل المتقدم أملا في أن يأتي اليوم الذي يترقى فيه “لمَّا أكبر يا أصحابي/أغدو في رتبةِ جوال/فأنا دوما أحفظ وعدي/أصدق بالفعل وبالقولِ”.
لم يكن الآباء يمانعون من أن ينخرط أبناؤهم في النشاط الكشفي، خاصة وأن أفرع ومقرات هذا النشاط جميعها في أماكن خاضعة لسلطان الدولة شكلا، وكان الربط بين النشاط الكشفي وبين الشعائر الدينية مغريا لكل أولياء الأمور لأن يثقوا في اللافتة الكشفية التي يحملها أبناؤهم، كونها تحضّ على الأخلاق الحميدة والالتزام الديني.
هكذا كانت الكشافة واحدة من الفخاخ التي أوقعت بالآلاف من أبناء جيل كاتب هذه السطور في براثن التنظيم، حيث سرعان ما كان ينتقل الصبية من ساحات النشاط الكشفي في مراكز الشباب والمدارس والنوادي إلى “مدارس القرآن في المساجد” ثم إلى “حلقات علم تنظيمية في البيوت” ليبدأوا أولى خطوات الترقي التنظيمي وليصبحوا بعد فترة وجيزة قادرين على أداء البيعة للتنظيم والمرشد بعدما يطمئن التنظيم إلى أنه قد أحسن طبخ شخصياتهم لتنطبق عليهم مقولة مؤسس التنظيم الشهيرة “وأعني بالسمع والطاعة أن يكون الأخ بين يدي مسؤوله كالميت بين يدي مغسله يقلّبه كيف يشاء”.
كان لا بد من هذا المدخل لفهم حقيقة الدور الذي تلعبه الكشافة في دعم بناء التنظيم الإخواني وطبيعة الرؤية الاستثمارية لها، إذ أن عمرا قضاه كاتب السطور داخل التنظيم لم تنقطع فيه علاقته بالكشافة منذ بدأ أولى رحلات صيد السمك عام 1988 ليقع في مصيدة التنظيم وتستمر العلاقة مع الكشافة فيما بعد حين أصبح “مشرفا للأشبال” يحصل على خطاب مزوّر من “كشافة دمنهور” وهو ينظم رحلات لأطفال الابتدائي ثم لطلاب الثانوي مشابهة، وصولا إلى جامعة الأزهر بالقاهرة التي كانت معسكرات التدريب والترقي التنظيمي فيها تتم تحت غطاء من “الجوالة”.
الربط بين النشاط الكشفي والشعائر الدينية كان مغريا لكل أولياء الأمور بأن يثقوا في اللافتة الكشفية التي يحملها أبناؤهم
إذن كانت الكشافة والجوالة في مجملهما بالنسبة إلى التنظيم مجرد واجهة حركة تتجاوز أهدافها بكثير حدود النشاط الكشفي المعلنة والمعروفة إلى اختراق الأجيال القادمة أو ما يمكن تسميته بالاستلاب التنظيمي للمستقبل، وهو ما تحدّث عنه عام 2012، عبدالفتاح مورو نائب رئيس حركة النهضة -الإخوان في تونس- عندما قال في لقاء مسجل له مع القيادي التنظيمي وجدي غنيم “هؤلاء -يقصد رموز المجتمع التونسي بكامل تشكيلاته- خصومنا ونحن خصومهم لكن لم نباشرهم بعداوة ظاهرة لأن غايتنا هي أبناؤهم وبناتهم وأحفادهم، وهم عندنا اليوم وغايتنا أن نفصلهم عن رأي آبائهم، وهو ما يحدث حاليا في مدارسنا وأنشطتنا”.
لا يمكن فصل التصور الخاص باستثمار الكشافة داخل التنظيم الإخواني في قطر عن آخر، إذ أن المحدد لهذا الاستثمار هو الرؤية الأصيلة التي وضعها حسن البنا مؤسس التنظيم وهو الواقع الذي شهده كاتب هذه السطور في جولاته التنظيمية في أقطار مثل الجزائر، الكويت، اليمن ولبنان، فالأصل ما سطرته لجنة التاريخ بالتنظيم في استعراضها للعلاقة بين حسن البنا والجوالة (الكشافة)، حيث يسطر الباحث التنظيمي عثمان عبدالمعز رسلان تفاصيل هذه العلاقة تحت عنوان “نظام الجوالة عند الإخوان المسلمين”، مؤكدا أن البنا أسس فرقة للرحلات لمزاولة النشاط الرياضي، متأثرا بفكرة الجهاد الإسلامي مع تأسيس أول شعبة للإخوان عام 1928 في الإسماعيلية ثم أسس فرقا أخرى في القاهرة وكل فروع الإخوان وكانت هذه الفرق نواة الجوالة.
وفي العام 1935 أقر المؤتمر الثالث لهم لائحة الرحلات وعمل على تعميم فرقها في كل شعب الإخوان وسجلوا أول فرق للكشافة الإخوانية في الكشافة الأهلية المصرية عام 1940.
وبحسب لجنة التاريخ بالتنظيم كان الدافع لإنشاء النشاط الكشفي “عقيديا سياسيا هو التدريب الرياضي والاستعداد للجهاد في سبيل الله”.
إن هذا الهدف في صياغته لا يختلف بحال من الأحوال عن الهدف الذي تحدث عنه المحامي أدهم أبوطالب، أمين عام قسم الأشبال بالتنظيم المصري نهاية عام 2011، في ملتقى الكشافة العام التابع للتنظيم حيث أكد أن التنظيم يستهدف استثمار الكشافة لتوسيع قواعده، وهذا الملتقى الذي بدأ فيه التنظيم مرحلة التمكين المعاصر، لا يجب فصله عن بدايات النشأة الكشفية لدى التنظيم، حيث أن حسن البنا مؤسس التنظيم اعتبر الكشافة والجوالة، النواة الأولى لصناعة جيش التنظيم حيث رأى أن أساليب تربية الأفراد لدى التنظيم تتنوع بحسب أهدافها: الأول روحي، ويراد به تقوية الصف بالتعارف وتمازج النفوس والأرواح، والثاني يهدف إلى تقوية الصف بتنمية الأجسام والتعويد على الطاعة والنظام وإعدادهم للجندية الصحيحة التي يفرضها الإسلام على كل مسلم، أما الهدف الثالث فيراد من خلاله تقوية الصف بتنمية أفكار الإخوان وعقولهم بدراسة جامعة لأهم ما يلزم الأخ المسلم معرفته لدينه ودنياه.
وبغض النظر عن الأهداف البعيدة لتكوين وإعداد الجيش التنظيمي فإن الكشافة تظل واحدة من أهم أدوات التنظيم الإخواني في توسيع دوائر العضوية به والتمدد داخل المجتمعات من ناحية وتوفير الغطاء الرسمي لممارسة الأنشطة والفعاليات التنظيمية المختلفة خاصة على مستوى التدريبات البدنية الرياضية والمهارات الحرفية المتعددة، ومن ثم تطوير هذا التأهيل ليكون قابلا للاستخدام وقت المواجهة، لذا كانت أدوات الكشافة والجوالة في الجامعات المصرية خلال فترة التسعينات من القرن الماضي هي الأدوات التي يتم استخدامها من قبل لجان الردع التنظيمية في مواجهة قوات الشرطة.
وتطور هذا التوجه إبان ثورة 25 يناير في مصر2011، حين قرر التنظيم أن يستعين بعناصر الكشافة والجوالة لإقامة الخيم والأسوار داخل ميدان التحرير خلال أيامه الثمانية عشر، واستطاعت جوالة وكشافة التنظيم أن تساهم مساهمات فعالة في إنشاء تجمعي “رابعة العدوية والنهضة” خلال الفترة التي أعقبت ثورة 30 يونيو 2013، وكانت مهارات عناصر الجوالة والكشافة في تشييد الخيام والأسوار هي المدير الفاعل لبناء البنية التحتية والأساسية لهذه التجمعات وتمددها.

نقلاً عن موقع العرب
----------
رابط الموضوع + صورة
http://www.alarab.co.uk/article/morenews/116824/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B4%D8%A7%D9%81%D8%A9..%20%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AE%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%85%D9%8A%20%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%AC%D9%86%D9%8A%D8%AF%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%A8%20%D8%B9%D9%86%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86
الزعيم جمال عبدالناصر يتحدث عن مؤامرات الإخوان المسلمين
https://www.youtube.com/watch?v=L9AR6qzOXkc
بالفيديو.. دهاليز الظلام الإخوان المسلمين - 1
https://www.youtube.com/watch?v=2Avgc0HbExo








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس #السيسي يستقبل سلطان البهرة ويشيد بدور الطائفة في ترم


.. 116-Al-Baqarah




.. 112-Al-Baqarah


.. سي إن إن تكشف عن فظائع مروعة بحق فلسطينيين في سجن إسرائيلي غ




.. نائب فرنسي: -الإخوان- قامت بتمويل الدعاية ضدنا في أفريقيا