الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى أين نتجه؟

محمد الشاوي

2017 / 8 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إلى أين نتجه؟
بقلم:محمد الشاوي(*) 

إن الحياة التي نعيشها مهما عظمت و طالت، فإنها تظل جد قصيرة و بئيسة ، إذا ما نظرنا إليها بمنظار الأخطاء التي يرتكبها غيرنا من الناس سواء معنا أو مع أشخاص آخرين قد يختلفون عنهم في السلوك و الطبع ، بل وحتى في الثقافة و العادات ...
 صدق "ماهاتما غاندي" حينما قال :"لا أحب كلمة التسامح لكن لا أجد كلمة أفضل منها." و في هذا القول حكمة بليغة فقد يدل التسامح على الضعف في  نظر البعض ، إلا أنه لا يعبر عنه بقدر ما يعبر عن رجاحة و قوة العقل البشري حينما يتبنى خطاب التسامح يقيمه الإنسانية النبيلة ويرفض مختلف مظاهر العنف و الصراع من أجل البقاء الدال على حضور الجانب العدواني  بغريزته البشعة التي يشترك فيها الإنسان مع الحيوان . 

لو تأملنا جيدا ما يعيشه العالم من صراعات وحروب تنقل إلينا عبر و سائل الإعلام السمعية و البصرية منها ، لأدركنا جيداً أهمية  التسامح و حوار الحضارات و الشعوب في سبيل الرقي بالمشترك الإنساني نحو وجهة سيوليها في خدمة الإنسانية جمعاء،حينما لا يصير فرق بين عربي و ذمي؛ و بين شرقي و غربي ...إلا بالتحلي بالقيم الإنسانية وبالمعرفة و العلم اللذان يذران الخير الكبير على  جميع المجتمعات .
إذا لم نتجاوز عقلية الإستبداد الشرقي بمفهومها الهيجلي ( نسبة إلى الفيلسوف الألماني هيجل ) أو الإستعمار الغربي للدول العربية بمفهومها الإمبريالي ... فإننا سنعيش إستبداداً جديداً و إستعماراً آخر بمنطق
 و مفاهيم جديدة تنحث و تصنع في  كل ما يلج إلينا من علوم و معارف لا يمكن أن تجدها إلا داخل الدول المتقدمة التي يسافر إليها لإستكمال الدراسة و من أجل العمل في تخصصات جد دقيقة تتطلب الكفائة العالية لايمكن أن تجدها إلا لدى طلاب الدول السائرة في طريق النمو، و هذه هي المفارقة الكبرى.

ليست هناك ثقافة أحسن من ثقافة ولا شعب أفضل من شعب؛  فمعيار التقدم هو المعرفة والعلم اللذان يذران الخير على الإنسانية جمعاء.
لقد قيل لفيثاغورس : من الذي يسلم من معاداة الناس ؟ 
قال: من لم يظهر خير ولا شر .
قيل : كيف ذلك ؟
قال : لأنه إن ظهر منه خير عاداه الأشرار، وإن ظهر منه شر عاداه الأخيار .
فل نكن من  الأخيار رغم معادات الأشرار لنا، فبالتسامح وتقبل الإختلاف سنصل إلى كل ما نريده، أما إذا ارتبطنا بمعادات  و الحقد
والضغينة فإننا سنسقط في فخاخ الأشرار الذين لا هم لهم  سوى  أن نبقى في مخيم التخلف و الجهل والأمية.
________
(*) فنان تشكيلي مغربي وباحث في النقد الفلسفي للفن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدبلوماسية الأمريكية: أي أمل لغزة ولبنان؟ • فرانس 24


.. هاريس - ترامب: أيهما أفضل للعالم العربي والمنطقة؟




.. تونس: ماذا وراء حبس -صنّاع محتوى- بتهم أخلاقية؟ • فرانس 24 /


.. ما أسباب توقيف طالب فرنسي في تونس بقرار من القضاء العسكري؟




.. تونس: السجن أربع سنوات ونصفا لناشطة تونسية على إنستغرام بتهم