الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وزارتا التعليم والأوقاف وشغل الحواة

طلعت رضوان

2017 / 8 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وزارتا التعليم والأوقاف وشـُـغل الحواة
طلعت رضوان
لماذا الخوف من توحيد مادة الدين؟
ولماذا لم يفكر المسئولون فى أثر جلوس التلميذ المسيحى بجوار المسلم؟
منذ عدة سنوات والأحرار من المثقفين المصريين، وهم يـُـطالبون بتدريس (مادة الأخلاق) لتلاميذ مرحلة التعليم الأولى (إبتدائى، إعدادى، ثانوى) وبمراعاة سن التلاميذ عن كل مرحلة.
ولكى يكون لتلك المادة تأثيرها الفعال، يجب مواجهة الأمر (من المسئولين) بشجاعة، حيث لابد أنْ تكون هى البديل لحصة الدين. وأنْ الحل فى منتهى البساطة وهو: تدريس نماذج من الآيات القرآنية، ونماذج من الأناجيل الأربعة، التى تحض على تعميق الروابط الأسرية، وأهمية دور الأم والأب فى التنشئة، وتدريس تاريخ المرحلتيْن المسيحية والإسلامية (بموضوعية، أى بدون تزوير، وبدون تجميل) واختيار بعض النماذج (من الأدب والتراث المصرى القديم) التى رسّـختْ بعض القيم الإنسانية النبيلة مثل (عطف الكبيرعلى الصغير، بالتوازى مع احترام الصغير للكبير)..إلخ.
وهذا الاقتراح يتضمّـن (كنتيجة لإلغاء حصة الدين) أنّ الطفل (القبطى/ المسلم) سيجلس بجوار الطفل (القبطى/ المسيحى) وبذلك ينشأ جيل جديد لا يعرف التفرقة على أساس اختلاف الديانة، فلا يشعر الأطفال بأية سدود أو حواجز بينهم، فالجلوس على مقعد (واحد) داخل فصل دراسى (واحد) ومنهج تعليمى (واحد) كل ذلك سوف يـُـعمّـق الرابطة الإنسانية والاجتماعية بين الأطفال، وتكون نتيجتها الاشتراك فى المذاكرة واللعب وتناول الطعام، بل وتبادل الزيارات.
ولكن هذا الاقتراح قـُـوبل من قبل المسئولين (من قمة الهرم الرسمى لمؤسسات الدولة، إلى أسفله) بالرفض، واشترك فى الرفض كبار شيوخ السلطة، بالتضامن مع كبار من الذين أطلقوا على أنفسهم (سلفيين)
ومع تصاعد العمليات الإرهابية ضد المسيحيين فى التسعينيات، من قتل والاعتداء على بيوتهم ومحلاتهم، بل وتخريب محلات المسلمين الذين يبيعون (شرائط الفيديو) وهى المرحلة التى شهدتْ اغتيال شهيد الفكر (فرج فوده) ومحاولة اغتيال بعض الوزراء والصحفيين، ثم محاولة قتل الأديب نجيب محفوظ..إلخ. فى تلك الفترة تجـدّد طلب الليبراليين بضرورة تدريس (مادة الأخلاق) وبالفعل استجاب النظام، وعلمتُ من صديق يعمل فى وزارة التعليم بأنّ الوزارة طبعتْ كتابـًـا عن (الأخلاق) فطلبتُ منه الحصول على نسخة للإطلاع، ولكنه فشل فى مهمته. أما ستار الختام فكان بإختفاء (كل) النسخ، ولا أحد يعرف مصيرها : هل تـمّ (تخزينها)؟ أم (حرقها)؟ أم بيعها لتجار الروبابيكيا؟ أم لمصانع الورق لإعادة تدوريها؟
ثـمّ كان الفصل الأخير الذى حدثتْ وقائعه فى شهر إبريل2017، حيث نفى د. طارق شوقى وزير التربية والتعليم، ما أثير حول إتجاه الوزارة لإلغاء مادة التربية الدينية، لتحل محلها (مادة القيم والأخلاق والمواطنة) وأضاف الوزير أنه تـمّ الاتفاق على تدريس مادة القيم والأخلاق والمواطنة، دون أنْ يكون لها أى تأثير على تدريس مادة التربية الدينية بالمدارس.
انضمّ إلى وزير التعليم د. مختار جمعة (وزير الأوقاف) الذى قال : إنّ مادة القيم والأخلاق والمواطنة، الهدف منها التأكيد على القيم والأخلاق من منظور إنسانى. وهذا المنظور هو : رسالة أساسية هى : أنّ الإسلام والمسيحية يـُـدعمان الأخلاق والقيم والمواطنة. وأضاف وزير الأوقاف أنّ كتاب الأخلاق تـمّ إعداده من قـِـبل وزارة التربية والتعليم، وشارك فى مراجعته د. أحمد الطيب (شيخ الأزهر) والبابا تاواضروس الثانى ووزير الأوقاف. وأنّ الكتاب يـُـدعـّـم التربية الدينية، ولا يـُـدرّس كبديل عنها.
وأعتقد أنّ كلام هذيْن الوزيريْن يستوجب إبداء الملاحظات التالية :
أولا: الاصرارعلى الاحتفاظ بتدريس مادة التربية الدينية، أى العودة إلى المربع الأول، فيحق الاستشهاد بالمثل الشهير ((كـأنك يا بوزيد ما غزيت.. وكأنك لا رحت ولا جيت)) فلماذا هذا الاصرارعلى تدريس الديانة الإسلامية فى حصة مستقلة؟ وتدريس الديانة المسيحية فى حصة مستقلة؟ أى الأصرارعلى فصل أبناء الشعب الواحد فى (حصة الدين) التى تسبـّـبتْ فى تعميق الكراهية بين التلاميذ المسلمين والمسيحيين من خلال التمييز بين الديانتيْن وإبراز الفروق بينهما، خاصة أنّ التلاميذ يسمعون من أولياء أمورهم أنّ (ديانتهم) هى الأفضل..إلخ
ثانيـًـا : هل شيخ الأزهر، وبابا الكنيسة ووزير الأوقاف سيخرجون على النصوص الدينية الواردة فى (كتبهم المقدسة) ويمتنعون عن ذكرها فى حالة تعارضها مع (قيم المواطنة)؟ ولماذا لم يُـفكــّـر هؤلاء الرموز الثلاثة فى تأثير تدريس المأثور الإسلامى حول مصطلحات (أهل الذمة) و(أهل الكتاب)؟ وهل يمكن التدقيق فى اختيار أسماء أبطال القصص، فتأخذ صفة الأسماء المجردة بعيدًا عن اسقاطاتها الدينية، كما هو فى بعض القصص حيث ((عمر يلعب بالكرة)) فتكون ((عادل يلعب بالكرة))؟ وهل الكتاب (الحكومى) المقترح سيلغى الجريمة الموجودة فى كتب المرحلة الإبتدائية حيث ورد بها ((أحمد نصح بطرس وقال له أنّ الكذب حرام))؟ وهل سينجح الكتاب الحكومى فى ترسيخ معنى المواطنة، لو أصرّ المسئولون عن التعليم فى (حصة الرسم) على أنْ يرسم التلاميذ (المسيحيين) مآذن المساجد..إلخ؟ وهل سينجح الكتاب الحكومى المقترح لو أصرّ المسئولون عن كتاب اللغة العربية، على تدريس وحفظ الآيات القرآنية الواردة فى بعض نصوص (المطالعة)؟ أو نصوص من الشعر كلها تمجيد للرموز الإسلامية (شخصيات ووقائع وآثار..إلخ)؟ وهل سيشترك فى وضع الكتاب بعض المفكرين الليبراليين الأحرار؟ أم سيـُسيطرعليه الأصوليون الإسلاميون، سواء من يرتدون الزى الإسلامى، أو الزى الأوروبى؟
فهل يمكن أنْ يأتى يوم على (مصرنا) يكون فيه مسئولون يعقدون مقارنة بين الاقتراح الحكومى، واقتراح الأحرار، الذين تضمن اقتراحهم نماذج من حكماء الشرق القديم مثل بوذا وكونفوشيوس وحكماء مصر القديمة مثل الحكيم (آنى) الذى قال فى نصائحه لابنه ((ابتعد عن أهل الشر)) وهى النصيحة التى تحوّلتْ فى العصر الحديث إلى (ابعد عن الشر وغنى له) وتعاليم (أمنوبى) الذى قال لابنه ((لا تسب من هو أكبر منك سنــًـا)) (سليم حسن "الأدب المصرى القديم"- كتاب اليوم- منتصف1990) فهل سيأتى هذا اليوم؟ أم ستستمر المسيرة كما هى الآن؟ وأليس تصريحات وزيرىْ التعليم والأوقاف (التى لم تــُـقدّم أى جديد) تنطبق عليها مقولة شعبنا البديعة (شـُـغل حواة)؟
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المتشددين الأصوليين يقفون بالمرصاد
johnhabil ( 2017 / 8 / 30 - 21:29 )

الزمان : 1964
المكان : سوريا - الحسكة - حي تل حجر - مدرسة سيف الدولة الحمداني - الصف السادس الأبتدائي
عدد التلاميذ 53 من الديانة الإسلامية والأغلبية الكردية سوى أنا ( حنُا) الوحيد المسيحي في الصف السادس وكنت أرغبً البقاء مع زملائي في حصة التربية الإسلامية ولا يمانع معلم التربية أيضاً وكان لدينا معلم من مدينة حماه اسمه حسن .. يعلم اللغة العربية وحينها كانت الإبتدائية ( شهادة ) وفق امتحانات عامة، سمع بمواظبتي على دروس مادة التربية الإسلامية ولم يروقً له هذا ويوماً تحجج عليُ وضربني أكثر من عشرين كفاً ولكمة .. وقال خذ كتبك وأذهب إلى بيتك.... وعندما فتحتً الباب لأخرج فاجأني المدير وهو واقف امام باب الإدارة الملاصق لصفنا وقال وين رايح يا حنا ؟؟ قلت الأستاذ ضربني وطردني وطلب مني حضور الولي .. وجن جنونه حينما لاحظ الأصابع المعلمة على وجهي وآثار الدماء على شفتي وجرني لداخل الصف وقال للمعلم : أنا ولي هذا التلميذ !! قل لي : هل أنت معلم أم ملاكم في وزارة التربية؟ ثم قال لنا : انصراف للبيت . رحم الله روحك
الطاهرة أيها المربي الفاضل( ياسين السيد ) وأًبعد المعلم عن التعليم وعاد إلى مدينته


2 - الرئيس جمال عبد الناصروالتطرف
johnhabil ( 2017 / 8 / 30 - 21:57 )

عندما حط بي الرحال عام 1986 في مدينة (غرب نيويورك) في نيوجرزي الأمريكية كان من بين جيراني العرب بيت ( حاوي ) من القامشلي قدمت لي السيدة ماري حاوي صورة وقالت لي هل تعرف من هذا.. فدققت النظر في الصورة ( رأيتً ) ناس حاملين السيد الرئيس جمال عبد الناصر وسيارته على الأكتاف وقلتً بنشوة إنه سيادة الرئيس جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة .. قالت نعم وهذه هي سيارتي ( كادلاك لعام 1959 ) وأكرمه مجلس المدينة بعشاء فاخرة لمقامه... وكان يتلفت السيد الرئيس كثيراً فسأله أحدهم نعم يا سيادة الرئيس فقال : كثيرين هم من حولي الياس - جرجس - عبد المسيح زابو ارتين.. أمان فين محمد واحمد وحسنين ؟؟؟ فضحك كل الموجودين وقال له المسؤول نحن هنا يا سيدي في القامشلي وهي مدينة أغلبية سكانها بنسبة 98% من المسيحيين .. وعندما عاد الرئيس للقاهرة . منعت اللغة السريانية من التدريس في سوريا وتم تعيين مدير مسؤول لكل دائرة رسمية حكومية في المحافظة من خارج محافظة الحسكة وتم تعيين الآلاف من المعلمين المصريين والموظفين الحكوميين من بقية المحافظات في محافظة الحسكة لتغيير طابعه السكاني

اخر الافلام

.. رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت: نتنياهو لا يري


.. 166-An-Nisa




.. موكب الطرق الصوفية يصل مسجد الحسين احتفالا برا?س السنة الهجر


.. 165-An-Nisa




.. مشاهد توثّق مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة في المسجد الحرام