الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انه زمن المد الديني الاحمق

مالوم ابو رغيف

2006 / 2 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مد اسلامي عدواني اقرب الى الهمجية منه الى المنطق والعقل يجتاح البلدان العربية والاسلامية، يناصب العداء لكل توجه انساني ولأي تقدم علمي.هذا المد الذي يحاصر العقل والفكر يستند بالاساس على احياء ماضي غابر، يتحول فيه المرتزق واللص والقاتل والنخاس الى مجاهد في سبيل الله واعلاء كلمته. تسويق تصور موهوم عن تاريخ زاخر بالمآسي والمظالم والالام والمجازر والسبايا تُحيهه مراكز دينية اتخذت من الدين وسيلة لاستغباء الناس وابعدته عن غايته الاساسية بعبادة الرب واستغلته وسيلة للاثراء واكتناز المال على حساب المعدمين والمظلومين، وصورت لهم ان غاية السعادة هي الموت شهادة والتمتع بالحياة الابدية في جنة الخلد التي لم يرغب فيها اي ملتحي او مفكر اسلامي من اصحاب الكروش والعمارات والسيارت والعيش الرغيد.
مد اسلامي يحرف جميع المبادي والوسائل الانسانية التي لم يكن له يدا في خلقها وانبعاثها، بل وقف ضدها وناصبها العداء ،ولما فشل في وأدها، تبناها كاحد انجازاته، ثم اوغل في تحريفها وحرفها عن مسارها الطبيعي وافراغها من محتواها الانساني وحشاها بمخلفات السلف وافكار وعاظ السلاطين والجلادين الاسلاميين ثم سخرها لخدمة غايات خبيثة لئيمة تنبعث منها رائحة الموتى والعفن.
لقد حشر رجال ومفبركي الدين انوفهم في كل الحقول الاجتماعية والفنية والادبية والعلمية والمهنية، فحولوا الموسيقى والاغاني الى تواشيح نبوية، والادب الى حكايات عن السيرة والشهادة والغزوات الاسلامية والسياسة الى مواعظ وحكم ومقولات اكل الدهر عليها وشرب، وحاربوا المفكرين والمثقفين وكسروا اقلامهم واجبروهم على الجلوس في البيوت خوفا من رصاصة اسلامية طائشة او خنجر ديني غادر. اما الممثلين والممثلات فقد تحولوا الى مجموعة من الحجاج والحجيات والمفتي والفتيات وخصصت لهم برامج تلفزيونية لحث الناس على الهداية واخبارهم عن الرسائل الالهية التي وصلت اليهم وجعلتهم مؤمنيين بالله واليوم الاخر وزيادة بالنفاق لا يكفون عن ذكر تقواهم وحجهم وصلاتهم ووجود القرآن في بيوتهم وشققهم، وعن كل هذا النفاق والاداء الهابط يتقاضون اموالا طائلة من دول لم تجد ما تنافس فيه العالم فكان الدين هو التجارة الوحيدة التي قد تدربوا وتمرنوا على تسويقها وتوزيعها في مراكز اسلامية، وجمعيات خيرية تسوق الشر والبغض والارهاب والحقد وتفرض على الناس الشراء دون الاعتراض على البضاعة وابداء الرأي فيها اورفضها ان لم ترق لهم.
لقد تحول المسلمون من الذين تتشوهم جبهاتهم ببقع سوداء كناية عن التعبد وطول السجود، الى ما يشبه بالصبي الشقي الذي يقف في باحة المدرسة ويجبر غيره الى الانصياع لاوامره وتلبية طلباته والا لا يكف عن انزال الاذى والضرب به. شقوات وفتوات دينية لا تعرف حكما غير الجلد والقطع والتعذيب والموت. ما زاد في عنجهية هؤلاء هو الموقف الرخو والاحترام المنافق لهذا النوع من السلوك الهمجي الظلامي، وغياب روح التحدي عند العلمانيين والتقدميين والمهادنه مع الفكر التحريفي المتخلف. تصور يدعي المقدرة على تغيير الاشياء بالتدرج والرضى او القناعة بتسويق المفهوم حتى لو كان فارعا من محتواه. تسويق الشكل فقط دون المضامين، فالديمقراطية اصبحت مجرد فكرة سياسية للانتخاب، وليس حياة تبدا من الولادة، وليس نظام اجتماعي يكفل التساوي بين المراة والرجل، يحتكم فيها الناس الى قانون وضوعوه وارتضوه واصبح ملزما للجميع، وليس قانونا الاهيا يشرف على تفسيرة رجال كل ما يفعلوه هو احكام الحيض والنفاس والوضوء وتحريم وتحليل ما اصبح بديهيا عند كافة الناس. المضحك ان مسؤول الحريات في مجلس الوزراء العراقي سُئل مرة اذا ما تعارضت الديمقراطي او احد بنودها مع الاسلام فمن هو الابدى بالاعتبار، فقال الاسلام اولا والاسلام ثانيا والاسلام عاشرا. فاذا كان هذا هو رأي مسؤول الحريات في الامور الاجتماعية والديمقراطية، فما بالك برأي رجال الدين المتزمتين.؟ هذه هي الديمقراطية في زمن المد الديني، لك حق الموافقة وليس حق الاعتراض، لك الحق ان تكون بوقا في الجوقة ولا يحق لك ان تكون مؤلفا للقطعة الموسيقية.
فهل يجرأ في هذه الدول الظلامية كاتب او مفكر او اديب او فنان على البوح بما يجول بخاطره او ان يكتب ما يراه صحيحا او يبحث في التاريخ وفي السيرة ليضع النقاط على الحروف دون خوف من عقاب او من حكم بالموت يسمى القاصاص او حكم الردة.؟
لم تقتصر فتاوى رجال الظلام على محيطهم واوطانهم بل اصبحت فتاوى عالمية تهدد بالموت والقتل كل من يتجرا على مخالفة نظام التفكير الديني واسلوبه وادواته، واذا كانت محاكم التفتيش قد اقتصرت على اماكنها فان محاكم التفتيش الاسلامية اصبحت عالمية، تجد رجال شرطتها في كل البلدان لمحاسبة من يخالف الامر وان كان من دين اخر. واشبه بما يكون بصيادي الرؤوس الذين يجندون انفسهم للقتل من اجل الجائزة، تتوزع العصابات الدينية وتجند المراهقيين والزعران والفتوات للفتك بالناس وتخصص جوائز لهذا الغرض مثل تلك الجائزة التي خصصت لمن يأتي برأس سلمان رشدي لا ليضعه بين يدي يزيد بن معاوية ولكن هذه المرة امام رجل دين يدعي التقوى ومخافة الله.
واذا كانت رواية ايات شيطانية قد تطرقت الى اسماء وشخصيات تشبه شخصيات زوجات النبي ، فما هو المحرم في رواية وليمة لاعشاب البحر لحيدر حيدر وما الذي يجبر نجيب محفوظ على التماس السماح من جامع الازهر قبل اعادة طبع روايته اولاد حارتنا وما الذي جناه طاهر ابو زيد حتى يحكم عليه بعض معتوهي الازهر بالردة ويعتبرون زوجته طالق منه شرعا.؟ وما الذي فعله السيد القمني حتى يجبروه على اراقة حبر دواته وكسر قلمه ثم الصمت.؟
فهل من المنطقي ان تباح حرية الكلام، وتخصص برامج ومحطات فضائية وتُهيأ ملاعب كرة القدم لاستقبال رسمي شعبي لأهبل ابله مثل عمر خالد الذي يوعد بالجنة لكل من يعرف اسماء زوجات النبي ويحاول ببلاهة نادرة قلما تجدها حتى عند المتخلفين عقليا، اقناع الناس بان الطمث يمكن ان يدرك الطفلة وهي بالسادسة من عمرها، ويوهم المعدمين انه يمكن تغيير الوضع المزري للناس بمجرد حفظ بعض ايات من القرآن وكم حديث نبوي، هل من المعقول ان يكون لهذا المعتوه قواعدا ومراكزا وحراسا ويُؤخذ بالاحضان اينما حل، وتطارد وتقتل شخصيات فكرية مبدعة خلاقة وتُنفى خارج بلدانها.؟
في زمن المد الديني كل شئ ممنوع الا الدجل والشعوذة والمتاجرة باسم الله، انه زمن المحتالين...لكن لكل مد نهاية وسيدرك الناس، بعد تضحيات جسام، ان رجال الدين لا يصلحون الا لما وجدوا له..احكام الحيض والنفاس والعبادات فقط لا غير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسي اليميني جوردان بارديلا: سأحظر الإخوان في فرنسا إذا و


.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف




.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله


.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446




.. 162-An-Nisa