الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التنظيم أية ضرورة

محسين الشهباني

2017 / 9 / 4
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


"ان تاريخ الاشتراكية-الديمقراطية في روسيا يكتظ بشراذم رات النور "لساعة" لبضع اشهر , دون ان تكون لها جذور في الجماهير " والحال ان السياسة بدون الجماهير سياسة مغامرة " , دون ان تكون لها اية افكار جدية ومتينة . وفي بلد يتسم بطابع برجوازي صغير , لا مناص في المرحلة التاريخية من تحولات البورجوازية من انضمام المثقفين من كل شاكلة وطراز الى العمال , لا مناص من محاولاتهم لتاسيس شتى الشراذم - المغامرة بمعنى الكلمة المشار اليها
...اذا كانت هذه الفرق تضم عددا لايستهان به من الاشتراكيين-الديمقراطيين الشرفاء والنزهاء , ولكنها ظهرت مغامرة بمعنى انه لم تكن عندها اي افكار متينة , جدية , اي برنامج وتكتيك وتنظيم , اية جذور في الجماهير"(1)
لايمكن تاسيس الحزب الثوري تحت طلب النخبة البرجوازية وشيوخ النضال واشباه اليساريين ومحترفي الاسترزاق السياسيوشيوخ الاوراق التحريفية بل يتم تأسيسه من طرف المحترفين الثوريين المركسيين اللينينيين الذين لهم ارتباط عضوي ومباشر بالجماهير وكافة الفئات المهمشة والمعدمة والمفقرة والتي يصبح فيها التنظيم ليس غاية او هدفا بل هو تراكم نوعي يقتضي ايجاد الية هيكلية تقتضي اصطفاف الجماهير واستيعاب التطور الكمي والنوعي للسيرورة النضالية مع معبر حقيقي يرقى الى مستوى المشروع الثوري تماشيا ومشروع الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية.
"ان احزاب العمال لا توحد في اي مكان من العالم فريقات " تيارات" المثقفين ,بل توحد العمال بشرط :
-الاعتراف بقرارات ماركسية معينة في التكتيك والتنظيم وتطبيقها .
- خضوع اقلية العمال الواعيين لاغلبيتهم .
وهذه الوحدة القائمة على اساس التنكر بلا قيد ولا شرط لاعداء النشاط السري .
التاسيس للاداة الثورية ليس غاية ولا هدف ولكن وسيلة وهو ضرورة ملحة وفق مرحلة معينة تفرضها اليات تطور نضال الجماهير ونضج شروط ذاتية و موضوعية متسقة وهذا لايجعلنا نسقط في الانتظارية بل يقتضي الانخراط مع الجماهير وتكوين القواعد الممثلة لكل الفئات عبر العمل البسيط في افق المعقد المنظم ."(2)
بعيدا عن البناء الفوقي ومنطق الوصاية واستثمار الرصيد النضالي التاريخي فقط التي تعكس التراجعات الانية والمراجعات التحريفية ذات افق اصلاحي تبتغي العمل داخل المؤسسات على اساس ديماغوجية التغيير من الداخل .
بعيدا عن الاسقاطات التقليدية لثراث الحملم دون تحيينه او تقييمه وتقويمه و القطع بشكل نهائي مع التصفويين الجدد ومع كل الخطوط الصبيانية اليسارية والطروحات اليمينية .
بعيدا عن الحسابات السياسوية الضيقة والصراعات الصبيانية المبنية على النميمة السياسية والتخوين ونشر الاشاعات المغرضة بهدف الحفاظ على الزعماتية التي يتوهمونها عبر تزعمهم مجيمعات لاتتجاوز اصابع اليد وامتهان تجريح الخصوم .
بعيدا عن تفريخ اطارات شبه جماهيرية تتبنى في ابجدياتها الثورجية وممارستيا تجسد الاصلاحية وتنسق بشكل مفضوح مع من يدفع اكثر و مع الجميع بما فيهم اعداء الماركسية اللينينية التجميع/التنسيق العددي الكمي للمجيمعات (فدرلة) على حساب النوع وكل من يبحث عن ترقيع بكرته السياسية ممن لفتضهم الجماهير
بعيدا عن تشخيص الامراض اليسراوية وتنقيتها من الشوائب الاصلاحية ذات النزعة البرجوازية لن يستقيم اي بناء كيفما كانت صيغته وسيكون فقط تكرارا لما سبق دون الاستفادة من التاريخ مع التاكيد على تكرار التجارب السابقة باخطائها بما لها وماعليها نتيجة العقم النظري وعدم القدرة على تحمل المسؤولية في الانفتاح على كافة الجماهير والاقتصار على حقل دون غيره واجترار ما سبق باعتباره مقدس .
"لا يمكن أن يتحقق تحول الاشتراكية الديمقراطية إلى منظمة مستقلة للبروليتاريا الاشتراكية الديمقراطية إلا بقدر ما تبنى المنظمة الاشتراكية الديمقراطية في سيرورة تنحو إلى إشراك الجماهير العمالية في كل المظاهرات السافرة للحياة الاقتصادية و الاجتماعية"(3)
لن يستقيم اي بناء اذا كان يضم في صفوفه كل الاشكال التحريفية سواء الكلاسيكية او المعاصرة أو الجديدة التي نجدها متعايشة معنا والتي لاتجيد سوى تضليل الطبقة العاملة وتدفع بها نحو العفوية والمغامراتية القصيرة الافق والتي تنتهي في الغالب الى التعرض الى القمع الوحشي دون تحقيق الاهداف التحررية.وتستمد ابجدياتها من برنامج غوتا التحريفي و برنشتاين والوغد كاوتسكي .تساهم فقط في تجديد لنمط الانتاج الرأسمالي وتضليلها للحركات الاحتجاجية والتي تعتمد فقط في الشكل على الشعارات الثورية و تدعي في مضامنها على الجوهر الحي للماركسية كحزب النهج الديموقراطي ومجموعة البديل الجذري وتفرعاتها فبالنسبة للنهج فقد تجاوز التحريفية الىً تحالفه مع القوى الظلامية ظنا منه انه سيتخذه مطية للوصول الىً أهدافه. لكن نمط التفكير القصير يحول دون ان يعرف بان الظلام الرجعي بمريديه هو ًاكثر تغلغلا فكريا في المجتمع ومستغلا الرواسب الثقافية والدينية لتكريس والتغلغل أعمق بأفكاره وسط الجماهير وهو العدو الأول لإرادة الجماهير وللحرية والديمقراطية
اما التيارات التصفوية للحركة العمالية العالمية، وللماركسية اللينينية على الخصوص متمثلة في التروتسكية والماوية، والخوجية ...
وكل تنسيق في اطار التوافقات والتجميع هو توفيق بين الجماهير المناضلة وبين الأحزاب الإنتهازية المعادية للثورة بترديد الجمل الثورية ذات المضمون الثوري خارجة من سياقها الغرض منه استمالة الجماهير لمخططاتهم التصفوية واخرى انتهازية ضيقة الافق تخدم اجندة البرجوازية الصغيرة شيوخ النضال والنخبة السياسية من اجل التحكم في الجماهير ولعب دور الاطفائي كلما استدعى الامر واستثمار النضالات للاسترزاق السياسي داخل وخارج الوطن .
(1)فلاديمير لينين "رابوتشي" "العامل" العدد 8-9 يونيو 1914 المجلد 25 الصفحة 223-220
(2)نفس المصدر السابق
(3)مقتطف من كتاب لينين (الحزب غير الشرعي والعمل الشرعي )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Brigands : حين تتزعم فاتنة ايطالية عصابات قطاع الطرق


.. الطلاب المعتصمون في جامعة كولومبيا أيام ينتمون لخلفيات عرقية




.. خلاف بين نتنياهو وحلفائه.. مجلس الحرب الإسرائيلي يبحث ملف ال


.. تواصل فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب بمشاركة 25 دولة| #مراس




.. السيول تجتاح عدة مناطق في اليمن بسبب الأمطار الغزيرة| #مراسل