الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسباب تأخر المسلمين الجزء الثاني

المعانيد الشرقي
كاتب و باحث

2017 / 9 / 5
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


أسباب تأخر المسلمين
الجزء الثاني

فهذا الأمر من الواضح، الذي وقع بسبب الجهل به غلط عظيم على الشريعة الإسلامية، أوجب بعبارة ابن القيم الجوزية: ( من الحرج و المشقة و تكليف ما لا سبيل إليه ما يعلم أن الشريعة الباهرة التي هي في أعلى رتب المصالح لا تأتي به.).
فسد باب الاجتهاد معناه مخالفة نصوص الشريعة و مفاهيمها، و الحكم على المسلمين بالجمود الدائم، و بالابتعاد عن سنة النشوء و الارتقاء، و بالبقاء على الحالة التي كانت أيام الفقهاء الأقدمين و بإتباع ما رسمه هؤلاء لأنفسهم و للمسلمين، في أيامهم و فيما يأتي بعدهم من الأيام و السنين و الأجيال و القرون إلى نهاية يوم الدين.
و لا ريب في أن دواء هذا الداء هو هدم ما سده الأقدمون و ما حاولوا سده، و فتح باب الاجتهاد على مصراعيه لكل من حاز شروط الاجتهاد الشرعية. فالخطأ كل الخطأ في التقليد الأعمى، و في الحجر على الفكر، و الصواب هو في إباحة الاجتهاد و في انطلاق الفكر و تمكينه من الإنتاج العلمي الصحيح، و إعمال العقل في قضايا الوجود الإنساني، و بما يخدم الإنسان الذي يوحده المشترك الطبيعي و الثقافي على حد سواء.
غير أن واجب الاجتهاد مقيد باستيفاء شروط المجتهد، التي أوضحها علماء الأصول، و التي لا مجال هنا لذكرها جميعا. و لكن لأبأس بكلمة عن العلم، الذي هو ضرورات الاجتهاد، و من ضرورات حرية الفكر و الحياة جميعا.
فالتعليم من واجبات المسلم الأساسية، فقد جاء في القرآن الكريم " و قل ربي زدني علما. " طه 20 الآية 114 . و جاء في الحديث الشريف: ( الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها).
فعلى الرغم من هذه النصوص الصريحة، أهمل كثير من المسلمين هذا الواجب المقدس. فأصابهم الجهل و ما يستتبعه من مرض و فقر و انحطاط، و جمود عقائدي كلفهم الخروج عن الملة و تتبع من هب و دب. فإذا أرادوا التخلص من هذه العلل فعليهم بالعلم و بأداء واجب التعلم. فبذلك - و بذلك وحده - ينهضون من سباتهم و يرتفعون في حياتهم رفعة تليق بكرامتهم الإنسانية، مصداقا للآية: " يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات" ( المجادلة الآية 58 ، 11 ) .
فقد قرن القرآن الكريم العلم بالإيمان، لأن الإيمان عقيدة و تفكير و اقتناع و كل ذلك لا يكون إلا بالعلم، و العلم الصحيح، و تتبع ما يرسمه القول المنطقي السليم الذي لا يحيد عنه إلا غافل جاهل.
و لن يكون المسلم مؤمنا حقا و لا مسلما حقا، إلا إذا قام بواجب التعلم، ثم بواجب التفكير و الاجتهاد و العمل المثمر و الإنتاج الفكري و الروحي و العلمي. و بذلك يقضي على التقليد الأعمى و الجهل و جميع آفاتهما الذميمة، كالتطرف و الإرهاب و العنف بكل أشكاله و أنواعه المتفشية في عصرنا الحالي. و يعوض ذلك بقيم الخير كالتسامح و الفضيلة و الدفاع عن الكرامة الإنسانية دون تمييز و لا تحيز عرقي أو ثقافي أو لغوي...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يتسبب بإقالة سفير بريطانيا لدى #المكسيك #سوشال_سكاي


.. فيديو متداول لطرد السفير الإسرائيلي من قبل الطلاب في جامعة #




.. نشرة إيجاز - مقترح إسرائيلي أعلنه بايدن لوقف الحرب في غزة


.. سلاح -إنفيديا- للسيطرة على سوق الذكاء الاصطناعي




.. -العربية- توثق استخدام منزل بـ-أم درمان- لتنفيذ إعدامات خلال