الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرسوم الكاريكاترية الدانماركية ، ونتائجها السياسية

صباح قدوري

2006 / 2 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نشر كثير من الكتاب والمعنيين بشوؤن الأديان وحرية الفرد وحقوق الأنسان والديمقراطية....، مقالأت حول قضية الرسوم الكاريكاتيرية ، التي نشرت في صحيفة يولأندس بوستن الدانمركية في شهر ايلول/سبتمبر2005، ومن ثم تم اعادة نشرها في بعض الصحف ألأوربية كفرنسية ، نروجية ، المانية وغيرها. تناولت كثير من هذه المقالأت المسالة ، كقضية ظهرت الى حيز الوجود بسبب هذه الرسوم ، من دون التطرق وبشكل التفصيلي الى اسباب تدويل هذه القضية وتحويلها الى ضجة كبيرة، كانه حرب معلن بين الأسلأم والمسحيين، رغم مرور فترة اكثر من 5 اشهر على نشرها . ان ظهور هذه القضية وبالشكل الذي رأينا وسمعنا وقراءنا عن احداثها ، هي نتيجة لعوامل مختلفة، التي تتعلق بشكل النظام السياسي الحاكم في الدانمارك من جهة ، والنظام الحكم الموجود في معظم البلدان الأسلأمية من جهة اخرى . كما هو معروف ان الأحزاب اليمينية المتمثلة بحزب اليبرالي الدانماركي ، والمحافظين وحليفهما في العمل السياسي الشعب الدانماركي، وهو حزب شوفيني يمثل اقصى اليمين ، تحكم الدانمارك منذ سنة 2001 و لحد الأن .تتميز سياسة هذه الكتلة اليمنية ازاء المهاجرين واللأجئين ، بالأستمرار في مزيد من التشديدات على قوانين اللجوء واللأجئين ، وخاصة في مجال منح اللجوء ، جمع شمل الأسرة ، سوق العمل ، المساعدات الأجتماعية ، قانون الجنسية الدانماركية ، التفكير الجدي في ارجاع طالبي اللجوء وحث الذين لديهم الأقامة الدائمة وليس لديهم حتى الأن المواطنة الدانماركية الى بلدانهم الأصلية . هذا بالأضافة الى زيادة الكراهية تجاه اللأجئين من البلدان الأسلأمية بعد احدات 11 سبتمبر2001. استمرار هذه الكتلة في تطبيق نهج السياسة الخارجية المؤيدة للمواقف الأمريكية ، تجاه الأحداث الدولية ،منها على سبيل المثال، شن الحرب على العراق واحتلأله.المضي قدما في تعميق فكرة لبرالية الأقتصاد والمجالأت الأخرى السياسية والأجتماعية والثقافية ، تمهيدا لأسراع في التحاق الدانمارك بدوعاة الفكر النيوليبرالي في شتى مجالأت الحياة ووفق النمودج الأمريكي .

ان ما حصل في العالم العربي والأسلأمي، وخاصة النظام السوري والأيراني وفي الفلسطين، كرد الفعل تجاه هذه القضية ، هي تدويل القضية الى مسالة سياسية، وتوقيتها الأن كمناسبة لأعلأن عن تظاهرها وانشغال الجماهير بمثل هذه الأحداث ، بهدف الأستفادة منها لمواجهة أزماتها الداخلية وعزلتها التي تعاني منها على الأصعدة السياسية والأقتصادية والأجتماعية والثقافية . كما هو المعروف ان النظام الأيراني، وخاصة بعد مجئ أحمد نجاد الى الحكم ، اصبح اكثرمحاصرا من قبل امريكا وحلفاءها ، وذلك بسسب صراعه الراهن حول تخصيب اليورانيوم للأغراض العسكرية ، شن حمله ضد اسرائيل، والأدعاء بمحو اثرها من الوجود، تدخله المباشر في شوؤن العراق وزعزعة استقراره .كذلك ان النظام السوري مهدد من قبل امريكا وحلفاءها، وخاصة بعد اقدامه على التنسيق والعمل المشترك مع ايران ضد سياستها. والمطالب باجراء الاصلأحات السياسية والأقتصادية، واقرار الديمقراطية وحماية حقوق الأنسان وتفعيل دور منظمات المجتمع المدني في البلد، والأستجابة والتعاون التام في مسالة تحقيق قضية اختيال الحريري ، وعدم التدخل في شوؤن لبنان وكذلك العراق، وخاصة فيما يتعلق بالمسائل الأمنية.كما وان الحماس الذي وصل مؤخرا الى السلطة في الفلسطين ، هو الأخر ايضا مرفوض من قبل امريكا وحلفاءها ، والمطالب بالأعتراف باسرائيل والعمل المشترك معها ، وفق مبادئ المقرة لحل القضية الفلسطينية بطريقة السلمية. ان بعض القوى الأسلأمية السياسية المتطرفة ، واتباع القاعدة من انصار بن لأدن والظواهري والزرقاوي وانصار الأسلأم الكرد والسلفيين ، تمارس العنف واشاعة العداء ضد الأديان الأخرى في حرق الكنأس والسفارات والقنصليات والمراكزالثقافية والأفراد ودور الأحياء السكنية ...الخ ، وذلك للوصول الى السلطة ، واستغلأل كل الفرص في سبيل اشاعة الفوضى والتخريب والقتل ، وكأن حكومات بلدانها عاجزة عن حفظ النظام، وتعبر عن غضبها تجاه السياسة الأمريكية وحلأفاءها في المنطقة.

ان ايجاد الحل لمثل هذه الأحداث ، لأيمكن ان يتم بهذه الطريقة .اذ لأبد من الألتجاء الى خلق حوار ديمقراطي حضاري ، ينسجم مع متطلبات عصرنا الراهن، على اساس العمل والمصالح المشتركة بين الشعوب والأديان . لأيمكن تحقيق ذلك في حالة استمرار مزيد من الكراهية والعنف والتشديد في القوانين ضد اللأجئين في اوربا ، وخاصة في الدنمارك . التدخل الأمريكي المباشر في شوؤن الشعوب تحت ايدولوجية العولمة الراسمالية وقيادتها للعالم وفق ما يسمى بالنظام العالمي الجديد ،واشاعة الأوهام الفكرية حول فعالية النيوليبرالية في السياسة الدولية، وتحويل الصراع الفكري الى استخدام القوة وتهميش الشرعية في العلأقات الدولية ، وذلك تحت حجج وذرائع مختلفة، وعلى راسها محاربة الأرهاب الدولي، الأدعاء بالديمقراطية وبناء مؤسسات المجتمع المدني، واخضاع ذلك لهيمنتها بالحرية المطلقة لأحدود لها في التوسع الراسمالي وعولمة العلأقات الأجتماعية والثقافية. كذلك على الأنظمة والشعوب الدول العربية والأسلأمية ، ان تعيد النظر في نفسها، واجراء الأصلأحات اللأزمة من اجل اقامة مجتمعات مدنية ، من خلأل ، أقرار بالمبادئ الديمقراطية وممارستها في الحياة اليومية ، الفصل بين الدين والدولة ، محاربة الأرهاب بكل انواعها ، تحقيق التنمية الأقتصادية الأجتماعية الحقيقية في بلدانها، ترسيخ علأقات التبادل التجاري مع العالم، وفق المنافع والمصالح المتبادلة ، تمتين علأقات المحبة والسلأم بين الشعوب والحضارات والقيم الدينية والأخلأقية والحضارية والأديان والمذاهب والأفكار المختلفة.تأسيس مراكز بحوث متخصصة لوضع دراسات وخطط ثقافية واعلأمية ، والتفاعل مع ثقافات العالم ، والتاكيد الطابع الأنساني والسياسي لقضايا الشعوب ، وايجاد صيغة عمل مشترك مع المنظمات الدولية والعربية والوحدة الأوربية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان ترفع مستوى الإسناد


.. لماذا تخشى الكنيسة الكاثوليكية الذكاء الاصطناعي؟




.. الرئيس السيسي يستهل زيارته للأراضي المقدسة بالصلاة في المسجد


.. ساعة حوار | برنامج -مراجعات- يكشف شهادات من داخل جماعة الإخو




.. الرئيس السيسي يستهل زيارته للأراضى المقدسة بالصلاة فى المسجد