الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تنويعات إنسانية!

محمد مسافير

2017 / 9 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


من يريد حلا لجميع مشاكله، من يبحث عن راحة البال دون غيمة تعكر صفو مزاجه، فالموت أهون وأرحم له...
الإنسان يقوم من مصيببة ليسقط في أخرى، يحل مشكلا ليجد نفسه أمام تحديات أخرى..
وهكذا تستمر الحياة... بل إن المشاكل هي محرك الحياة... هي صانعة الأمل...

الحزن يا صديقي... ضيف ثقيل على القلب... أجل أعرف ذلك... لكنك البتة لن تستطيع منعه من الدخول... وبدلا من محاولة المنع، حاول الجلوس إليه ندا لند، ناقشه، حاوره، جادله... ثم افتح له الأبواب جميعا ليعود حيث أتى... لكن لا تسمح له بالمبيت ليلة واحدة...

لست جاهلا بقضايا الإنسان، لست أدير ظهري لمعاناة شعبي، كل ما في الأمر أني حين رأيت عينيك، قررت أن أجعلهما أولى اهتماماتي...

يا صديقي...
أنا لست سياسيا ولا أديبا ولا حاملا لأي هم، ولا أدافع عن أية قضايا، ولست محتاجا أبدا لوجع دماغ... فبالكاد أدبر شؤوني...
كل ما يهمني في هذه الحياة، أن آكل وأشرب، وأن أكون قادرا على دفع الإيجار، وأن أسعد وأتجول وأرقص...
لا تهمني الحروب ولا العلاقات الدبلوماسية ولا مسألة الديون ولا قوس قزح... لا يهمني أن تكون متدينا أو علمانيا أو رافضيا أو قرزنستانيا، لا يهمني إن عفوت عن لحيتك أو حلقتها، أو قلعت أظافرك أو أزلت زغب رجليك، كلها مسائل تهمك وحدك، فلا تحاول إقحامي في تفاهاتك...
لا تنصحني ولا تستجدي مني النصح، فلست مفتيا ولا متحزبا ولا متطفلا، لا تسألني هل ترضاه لأختك أو أمك؟ وما شأني أنا بذلك، لا تشتم في حضرتي الشيوخ ولا الأشباح... كل يعيش في حالو ولحالوا...
لا تحاول أن تجعلني شبيها لك، ولا شبيها لأي حد، أنا هكذا، وسأموت هكذا...
كل همي في هذه الدنيا، أن نقبل بعضنا البعض بكل أريحية، دون ضغينة ولا حقد ولا نفاق، همي أن أسير بكم إلى مرحلة الإقتناع بوجود الآخر المختلف عنا تماما، إن ذاك الاختلاف، والتعايش الودي، هو ما يجعل الحياة رائعة ووحلوة، ما يجعل الحياة، تستحق أن نحياها...

عندما تحتار في الاختيار بين أمرين، اختر أمَرَّهما، لأن ذلك ما يتماشى مع منطق الحياة... مرارة الحياة!

أستغرب دوما من حال أولئك المتسلقين المتملقين، كيف يستطيعون العيش على لعق الأحذية، إن مجرد التفكير في حبس الشتائم في داخلي يصيبني بذبحة صدرية...

الإنسان المتخلف، حين يفتقر إلى الشرف (الحرية، الكرامة...)، يبحث عنه بين رجلي بنات أسرته!

أرقصي يا سيدتي، أرقصي... ولن تشيخي...

أنا لم أخطئ يوما يا سادة في تقييم الإنسان، وأدري جيدا أنه كائن فقري ثديي لغوي عاقل لاحم وعاشب، هذا هو مفهوم الإنسان، وهذه هي هويته الحقيقية، وما دون ذلك، ليس إلا تنويعات مختلقة لمفهوم الهوية... الهوية هي الفطرة... أما ما اكتسبه الإنسان، نتيجة لعوامل ثقافية، كاللغة والدين، أو نتيجة موروث جيني، كاللون والقامة، ليسوا إلا مثيرات لنزعات هوياتية وهمية... وكي نكف تماما عن اللغط والجدال حول الموضوع، يجب أن نقتنع بافتقارنا إلى دولة تستطيع لم الشمل وطي النزاع المبتذل، ولن تكون هذه الدولة بطبيعة الحال، إلا الدولة المدنية بمؤسساتها الحداثية...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين في -عيد النصر-: لن نسمح لأحد بتهديدنا والقوات النووية


.. رحلات إنسانية.. الإمارات تنفذ عمليات إجلاء للأطفال المصابين




.. خيانة و قتل من أجل الحب


.. سموتريتش: يجب أن تستمر الحرب حتى القضاء على حماس بشكل كامل




.. استهداف جرافة عسكرية للاحتلال بعبوة ناسفة خلال اقتحام قباطية