الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا لو طالب الفلسطينيون باستفتاء

حسين القطبي

2017 / 9 / 17
القضية الكردية


اتساءل حقا، ماذا لو طالب الشعب الفلسطيني باستفتاء على الاستقلال، او الروهينجا، او اي من الشعوب المحظوظة الاخرى، هل سيستخدم هؤلاء السياسيين، واتباعهم من المثقفين، نفس الحجج والمعاذير التي يستخدمونها لمعارضة طلب الشعب الكوردي الاستفتاء على استقلاله؟؟؟؟

هل سيكون الموقف الايراني مثلا نفسه اليوم ويعارض الاستفتاء الفلسطيني ام سيتفرغ اعلامها على مدار الساعة لتذكير العالم (مسلمين وكفار) بالقيم الانسانية، وتنقش مقولات عن الامام علي وايات قرانية مسالمة على اكسسوارات وديكورات الاستوديوهات الفضائية..

وماذا سيكون الموقف التركي الذي يزداد تطرفا يوما بعد اخر في الدفاع عن الشعوب "الاسلامية" من جهة، وقمع الشعب الكوردي "المسلم" من جهة ثانية؟؟ هل سيعتبر اردوغان ان الاستفتاء سوف يدخل الشرق الاوسط في حروب طاحنه، ام سوف يزايد على لائحة حقوق الانسان وحقوق الشعوب "المسلمة" الطبيعي بالحرية والاستقلال، باعتباره حق مكفول لجميع الشعوب؟؟؟


وموقف البرلمان العراقي، الذي عطل اهم مادة دستورية تخص هذه القضية، وهي المادة 140 بسقفها الزمني الذي كان من المنصوص عليه ان ينتهي منها في العام 2007، هل سيكون ضد الاستفتاء بعذر انه يعارض الدستور؟؟؟

اكثر من ذلك، اتساءل عن رأي امريكا، حامية الديمقراطية كما نسمع، او بريطانيا، ام الديمقراطية كما تلقب، او فرنسا، مهد القوانين الحقوقية..هل كانت مواقف هذه الدولة ستعتبر استفتاء الشعوب من اجل معرفة مطاليبها هو عمل منافي للقيم الديمقراطية، وهل ستعتبر رغبة شعب يتظاهر بصورة سلمية من اجل عرض رأيه على العالم، هو فعلا تهديد للامن في العالم؟

وربما اكثر الاراء المعادية للاستفتاء الكوردستاني تطرفا، هو الموقف الاسرائيلي، الذي يدعي بانه المساند الوحيد للشعب في تطلعاته للحرية... وما احوج الكورد لابعاد اسرائيل انفها عن قضية تخص حريته واستقلاله، خصوصا وان اسرائيل هي الدولة المعروفة بعدائها لحريات الشعوب وتطلعاتها...


اسرائيل تعادي كل حركة تحررية داخل حدود الدول العربية الحالية، والاسلامية القريبة، خصوصا الحركات التحررية القومية، من اجل ابقاء هذه الدول منخورة من الداخل. ولها سوابق غير خافية في قمع الحركة التحررية الكوردية لعل من اكثرها شخوصا امام التاريخ هو الدور الذي لعبته في اتفاق الشاه وصدام حسين عام 1974.. ولمن لا يتذكر ذلك التاريخ اشير الى اعتقال القائد الكوردي عبدالله اوجلان، والذي نفذته المخابرات الاسرائيلية "الموساد" طواعية، في كينيا، وسلمته الى تركيا في شباط 1999م.

وضرب اسرائيل للاستفتاء الكوردي، يتم بثيمة اعلامية مختلفه، وهو اعلان مساندتها للكورد، لان ذلك من شأنه ان يعزز الصورة المزيفة التي رسمها الاعلام الرسمي، العراقي والايران، خصوصا، وهي تدعي علاقة الحركات التحررية القومية باسرائيل، كما يوفر موقف اسرائيل هذا الفرصة لاعداء الشعب الكوردي باتهام الحركة التحررية الكوردية بالعمالة للصهيونية.. الخ

ترى، لو كان الشعب الفلسطيني فعلا هو الذي طالب الاستفتاء، هل كانت موقف دول العالم برمته نفسها اليوم؟ معادية؟ ام انها، كل الدول والاحزاب، شرقيها وغربيها، كان يزايد على حق الاستفتاء، اكثر من الفلسطينين انفسهم؟؟ وسيختلف حينها حتى الموقف الاسرائيلي؟؟؟

حسين القطبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترحيل اللاجئين.. هل بدأت بريطانيا بتفعيل خطة رواندا؟ | #ملف_


.. Thailand: How online violence and Pegasus spyware is used to




.. التونسيون يتظاهرون لفلسطين في عيد العمال


.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين المقرر ترحيلهم لرواندا




.. وزير الداخلية التركي: اعتقال 41 شخصا لـ-الاشتباه في صلات تر