الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بابا محمد الذي هبط عبر المدخنة

كامل السعدون

2006 / 2 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وصلني من صديق أديب أريب ، مقطع من برنامج إسلامي في قناة من قناني ( عفوا ) قنوات الردح والدجل العربي الإسلامي ال( المسخ ) المريض ، ويسألني الصديق رأيي في السخف الذي رأه وأراد إمتاعي أو ربما إغاظتي وإشعال فتيل حنقي الكامن تحت رماد القلب .
الطريف في البرنامج ، صوت فتى صغير أشك في أنه يتجاوز العاشرة يسأل رجل الدين الثقيل الجرم ( كما كل القصابين في العالم ، قصابوا اللحم البشري الحرام ، وقصابوا اللحم الحيواني الحلال ) .
يسأله :
مولانا ماذا تقول في بابا نوئيل الذي يأتي في عيد الميلاد ليعطينا الهدايا ، هل يحق أن نأخذ هذه الهدايا أم لا ..؟
ويجيب الشيخ : ومن هذا البابا نوئيل يا ولدي ؟
نحن نعرف بابا محمد ...
بابا محمد يمكن أن يعطينا الهدايا ، ومن يد بابا محمد يمكن أن نتقبلها شاكرين مستبشرين .
يذهل المذيع لهذا القول الذي لم يبدعه لسان عربي من قبل .
أما الشيخ ذاته فينتشي ويتهلل وينتفخ كما الديك الواقف على تل قمامة .
وذاته ... ذاته كما الديك في تلك اللحظة ، لكنه يقف على تل قمامة تاريخية قريشية وصلت إلى مرحلة الإختناق والتعفن التام وأوشك العالم أن يطمرها إلى الأبد .
يتهلل وجهه بشرا لهذا الإكتشاف الرائع الجديد الذي لم يرد على لسان رجل دين منذ أيام لصوص الإسلام الكبار وطغاته الأول عمر وأبا بكر وعثمان ، وشيخهم الذي علمهم السحر ، ذاك الذي ذبح من العرب واليهود والنصارى الآلاف ، بما فيهم النساء والولدان والشيوخ .
لم يرد هذا الكشف الجميل الملهم العظيم منذ ما قبل سقيفة بنو ساعدة والفتنة الكبرى التي ذبحت العرب حتى يوم الله هذا ومهدت لإنتهاك هذه الأمة وأختراقها من الفرس والترك والالبان والشركس وعبيد الحبشة و...و..الخ .
بابا محمد يحمل الهدايا لنا ويهبط عبر المدخنة ( وهل لدينا نحن العرب مداخن أم إننا نتجرع سمومنا وسموم الجيران وسموم الحكومات الفاسدة الجائرة ليل نهار لنموت باكرا في الخمسين والستين وقلة يعبرون منا ضفة السبعين ) .
حاولت أن أتخيل المشهد ... حاولت أن أرتدي عقل هذا الطفل وأتخيل ما يمكن أن يتخيله في تلك اللحظة..!
حاولت ولكني فشلت لأن خنجر بابا محمد وخز عيني ، وحافر جواده داس على آخر ضلع لم يكسره طغاة العرب بعد .
كان يسوع يغسل بيديه أرجل العاهرات ويطهرهن من الخطايا ، وكان يمسح على العيون فيشتعل فيها الضوء من جديد بقدرة العلي الجميل العادل النبيل ... الأب والحبيب والرب الحقيقي ... !
لا ... ليس رب قريش من أعني ... بل الآخر الحقيقي الأوحد الأجمل .... !
وما كان يسوع يحمل سيفا ، وحتى لحظة أعتقاله من قبل الحرس الروماني وحاول أحد الأتباع أن يخرج خنجرا ، هب به الجميل يسوع قائلا :
- ما يؤخذ بالسيف ، بالسيف يُسترد ، ( بمعنى لا أريد أن اعيش برهة أخرى على دم غيري ) .
- وما كان يسوع يركب فرسا ، بل بغلة أو ربما حمار ... !
فمن يمكن أن يظن أن بمقدور صبي عربي مسلم في العاشرة ، وهو من يُحقن منذ نعومة أظفاره بالكراهية والعنصرية والإشمئزاز والرفض للآخر ، يمكن أن يتخيل بابا محمد هابطا من المدخنة ، وعلى ظهره كيسا كبيرا ملونا فيه حلوى وأشرطة ملونة ودمى وأغاني ....؟
لا أظنه يستطيع أن يتخيل هذا وهو الذي قرأ في كتب المدرسة في الصفوف الإبتدائية الأولى ، كيف أن محمد وأتباعه أفتوا بحرمة اللعب والمرح وحب الحياة ، وقالوا للصغار قبل الكبار ، تعلموا كيف تتهيأوا باكرا للموت ـ لأن الحياة مجرد معبر لا أكثر أما لعزّ إذلال الأخرين وإستلابهم قيمهم وكراماتهم وعقائدهم وبالتالي نشر الرأي الواحد والفكر الواحد ونمط العيش الواحد الكئيب المرعب الممل ، أو..... الموت العاجل ومن ثم الإنتقال إلى الجنة ، حيث الأطفال فيها عصافير ملونة لا أكثر ، وحيث الرجال فيها ينكحون ليل نهار بأعضاء لا تهمد ولا تلين ... !
وحسبنا الله ونعم الوكيل في ما فعله إبن آمنة بالخلق .
_____________________________________________________________________
وللحديث صلة

أوسلو في ال13من شباط 2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب


.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين




.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ


.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح




.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا