الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا وسطية فى الدين

جمال رفعت

2017 / 9 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


- على مر التاريخ ، ظهر الدين ، لا ليقول " ما أنا سوى مجرد دين جديد آخر كمثل الأديان الموجودة بينكم من يريد تصديقى مرحبآ ومن لا يريد فهو حر " .
بل يظهر الدين ليقول " أنا الحق وغيرى الباطل ، أنا الازلى وغيرى الضلال، أنا المطلق ، ومن يصدقنى له جنتى ومن يكذبنى له عذابى الأليم "
- الأديان تظهر لاحتكار الحقيقة و القيم والأخلاقيات والنفس ( أو الروح ) الحياة والموت،البدايات والنهايات .
- لم يظهر أى دين،أعترف بمصداقية ومشروعية أى دين آخر غيره ، فهو يرفض جميع الأديان التى سبقته والتى تعاصره والتى ستعقبه ويكفر تابعينها ،فهى ليست فكرة فلسفية يمكننا النقاش والجدال عليها وقبول مختلف الآراء حولها،بل هى فكرة عقائدية إلهية مطلقة ،لا تخضع للجدل ولا توضع على طاولة النقاش .
- كل دين ظهر ، ظهر بشخصيات جديدة و إله جديد وقيم وأخلاق وتعاليم وأوامر ونواهى جديدة ،وأفكار عن بدء الكون ونهايته، وخلق الإنسان ومصيره، تختلف عن الأخرى .
- الأديان ،وأخص المسماه بسماوية ، كل على حده ،ظهرت من الإله مباشرة إلى رجاله الأنبياء ، منها التى على لوح صخرى وأخرى من خلال وحى . اذآ ، فهى لاتعتبر نصوص بشرية كتبها أشخاص بمجهودات ذاتية . يؤمن بها مدونيها ومتبعيها على إنها وحى مقدس من الإله مباشرة لرجاله الأنبياء والرسل مؤسسى الدين .
- وعليه ،أتعجب ، عند سماع هكذا مصطلحات " وسطية الأديان " أو"دين وسطى" أو " تجديد الخطاب الدينى " !! .
- فما معنى وسطية دين ما ؟!
والمطلوب أن تكون وسط ماذا ؟
وهل من وسطية مع المطلق ؟
وهل هى كوحى خام ليست ديانة وسطية لنجتهد نحن فى التجميل أو التجاهل فى اوامرها ونواهيها لتصبح دين وسطى ؟
هل من أصدرها من البداية لم يصدرها كدين وسطى !!
- الوسطية، هى حيود عن طريق الدين و أوامره ونواهيه الصريحة أما بسبب صرامتها الأن فى وقت أصبح فيه التطور والتقدم العلمى والتكنولوجي الذى يكسب الإنسان الراحة هو المفضل ، أو بسبب مخالفة الأوامر الدينية للقوانين الوضعية وحقوق الإنسان .
- النصوص الدينية عند تطبيقها أو نقلها حرفيآ من فم الإله إلى أرض الواقع تحدث الصراعات والمطاردات وجرائم القتل والرق والحروب والغزوات والنبذ وغيرها من مصائب أنقذتنا منها فرنسا بعد تشريع القوانين
- أكثر المتدينين هم إرهابيين أو مرضى نفسيين أو مخدوعين .
- الأديان لا تقبل بعضها البعض والتابعين لها بمختلفها ومختلف طوائفها يكفرون بعضهم البعض .لم يظهر دين من الثلاث السماوية إلا وكان مصحوبآ بالقتل واراقه الدماء ، فلولا ذلك،ما كان إستطاع الخروج من رحم الأساطير للواقع واستمراره حتى الآن .
- المطالبة بوسطية دين ما مرفوضة رفضآ تامآ من قبل المتدين الحقيقى الذى يفهم أن دينه ،مطلق الحق ، كما هو بدون تعديل أو تبسيط أو تجميل ، سواء بسلمه أو حربه سواء بقسوة أوامره أو بساطتها ،فالدين لديه مقبول بيسره وعسره .
- فمن يطالبون بالوسطية هم أشخاص أما غير متدينين حقيقيا أو تجار دين يلبون مطالب الساسه .
- الدين من وجهه نظر المتدين الحقيقى،صالح لكل زمان ومكان وليس لحاجة لتعديله أو تأويله لمسايره الزمن هذا . فهو لابد أن يطبق كما هو ، فهو الدين السماوى . وعلى الزمن أن يساير الدين لا العكس ، فالزمن وقتى والأرض مكان مؤقت للاختبار ،والجنة هى الغاية والابدية ! .
- لولا صرامة الأديان وعدم قبولها لبعضها البعض ، ومخالفتها لطبيعة وتطور بيولوجية وسيكولوجية وحضارية الإنسان، ما كانت ستظهر العلمانية لتضع حدآ لتلك الصراعات الدينية ولتنحى حكم الدين جانبآ بعد فشله الذريع على مر التاريخ من إدارة الدول والعلاقات الاجتماعية بين أصحاب الدين الواحد وبين اصحاب الأديان المختلفة .
- لن يستطيع أى دين(سماوى) أن يكون وسطى مهما اجتهد، فأصحابه يؤمنون بمطلقه، مطلوب منهم تنفيذه حرفيآ راديكاليا فى كل وقت ، الصالح منه للمجتمع والطالح .
- لقد كانت العلمانية ولازالت هى المخلص الذى أنقذ الأرض من أن تكون ساحة صراع طائفى وجودى بين معتنقى الأديان المختلفة .
- بالرغم أن العلمانية لازالت شبه ضعيفة فى مجتمعاتنا الشرقية، هذا لا يلغى أننا قد جنينا من ثمارها عندما طبقتها الدول الأوربية الكبرى فى أرضها وتلك الدول هى ، شئنا أم أبينا ، تعتبر ذات سيادة وقوة وتأثير على جميع الدول الأخرى التى ضمنها الدول العربية .
- العلمانية هى القادرة على أن تصنع أرضية مشتركة و تجعل الشعوب قادرة على التعايش السلمى بين مواطنيها معتنقى مختلف الأديان ،ووضع قيم وأخلاق راسخة للإنسان غايتها المساواة واحترام الآخر وقبول الجميع .
- إذآ ، ما سيضع للدين حدود تحفظ كرامته وكرامة غيره ، ليست وسطيته المستحيلة فى ذاتها أو محاولة تجميله أو تشويهه ،إنما العلمانية وتطبيقها.
- واخيرآ ما كتبه كانط : ( أن أى كتاب من الكتب المقدسة وكل ما ينزل به الوحى يجب أن يحكم عليه بما له من قيمة أخلاقية ولا ينبغى أن يكون هو نفسه الحاكم أو القاضى الذى يرجع إليه القانون الاخلاقى ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذه هي الحقيقة للأسف.
خليل احمد ابراهيم ( 2017 / 9 / 21 - 13:07 )
اصبت الهدف أخ جمال،واللهإن كان موجوداً من يقول عكس ذلك فهو غير صادق
لا أقول كذاب.


2 - الدين والحياه
على سالم ( 2017 / 9 / 21 - 15:55 )
مقال رائع يصف الاديان بشكل دقيق , الاديان ماوجدت الا للخراب والقتل والغزو والسرقه والاجرام والاغتصاب والارهاب والتصفيه الجسديه , كل الاديان صبغت نفسها بقدسيه مايسمى الرب او الاله حتى تخدع به الدهماء والعوام والبلهاء وايضا العصا لمن يفكر ويجادل , لكن نشكر ثوره المعلومات والتواصل التى فضحت هذه الخرافات والشعوذه والدجل بأسم رجال الدين والذين هم لصوص وكذبه وفاسدين مخادعين , التحالف الوثيق بين رجال الدين والسياسه يوضح تماما اصل هذا البلاء

اخر الافلام

.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت


.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق




.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با