الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة القرصنة والانقلابات

توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية

(Tawfiktemimy)

2006 / 2 / 15
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


اذاعد المؤرخ حسن العلوي انقلاب بكرصدقي هو البداية الحقيقيةلسلسة الانقلابات السوداء في تاريخنا الوطني فان انقلاب 8 شباط1963يمثل الذروة الكارثية والبداية الحقيقية للنكبات التي اصابت الامة العراقية والعراقيين فيما بعد.
وان كانت الاجيال الجديدة والناجين من حكومة البعث الثانية مازلت تحمل في اعماق ذاكرتها وخارطة جسدها الجراحات الاليمة والكوابيس المرعبة.
فان طعم الوقائع المرعبة ووخز الذكريات الموجعة لايام الحرس القومي لايمكن ان تنساه ذاكرة ما تبقى من ضحاياها وما تركته من جيش من الارامل واليتامى لم تسلم من ارث عصابات الحرس القومي التي خلفت اكبر مؤسسة قمعية في العالم وابشع تقاليدالقسوة التي طورها الجيل الثاني من الحرس القومي في انقلابهم التموزي الثاني فاهلك اولئك اليتامى وما ولد من اجيال في حروب وسجون وثرامات ومناف.
لم يمض يومان عقب زحف دباباتهم الهمجية واغتيال الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم حتى تم الشروع ببناء اكبر منظمة سرية مهمتها تصفية الخصوم والتفنن في اساليب الاغتيال وابتكار اساليب غرائبية من القسوة.
من هناك افتتح اخطر مشروع سياسي في العراق اباد وبطش بالعشرات من المبدعين والعلماء والمناضلين الذين يشكلون الرءاسمال البشري لامتنا العراقية.
وعند مرور هذه المناسبةالدموية فان الذاكرة العراقية تستحضر العشرات من الوثائق والشهادات والعشرات من المصادر والمراجع والاوراق التي لم تر النور بعد ومذكرات مدفونة في قلوب ضحاياها.
عشرات من المراجع لكتابة تاريخ هذا الفصل التاريخي الدموي باقلام شعراء وعلماء وساسة ومستشرقين اجانب وبسطاء معهم الاف القصص الشفاهية غير المدونة.
افتتحت هذه الاستذكارات التاريخية بكتاب اصدرته مديرية استخبارات حكومة عبد السلام عارف " المنحرفون" وبعدها توالت مذكرات بعثيين تائبين كهاني الفكيكي وطالب شبيب وحازم جواد
وشهود من الشيوعيين العراقيين كزكي خيري وصالح مهدي دكلة ورحيم عجينة وبهاء نوري ومؤرخين اجانب محاييدين كحنا بطاطو ومؤرخيين محليين كعلي كريم سعيد وشعراء عاصروا المحنة كفاضل العزاوي في كتابه الروح الحية.
الا تثير هذه الوفرة في المراجع والشهادات والمذكرات لاهم حقبة سياسية عراقية الرغبة والتفكير الجدي بانشاء مركزا متخصص لدراسة ثقافة الانقلابات والقرصنة السياسية والتي مثل انقلاب شباط الاسود نمو ذجها الصارخ.
ونحن نعلم بان الشعوب المتحضرة تسعى لانشاء مثل هذه المراكز البحثية لشؤون اقل شانا وادنى قيمة تعنى بالبيئة والطيور والتلوث وغيرها.
فكيف ونحن امام ثقافه غريبة ادت لطمس تراث هذا البلد ومزقت نسيجه الاجتماعي وفتت مكوناته الوطنية بما لم تنجح فيه السياسات الاستعمارية نفسها كماكانت هذه التقاليد الانقلابية سببا مهما لاهدار الثروة الانسانية لحياة الملايين من العراقيين الذين هلكوا في سلسلة من الحروب المهلكة ودهاليز مظلمة من السجون السرية وبالتالي تشريد الالاف من المبدعيين و ما تسبب من اهدار وطني لثرواتهم الفكرية والعلمية والثقافية.
ان مركزا للابحاث بهذا الطراز تسهم فيه النخب السياسية والفكرية والثقافيةكفيل بالاجابة على مشاعر القلق وهو اجس الخوف لما تبقى من ضحايا هذه الثقافةبعدم عودة هذه العصابات الحزبية المنظمة لممارسة قرصنتها الانقلابية ومؤامراتها المشبوهة.
ويثبت مثل هذا المركز بما لايقبل الشك بان الذاكرة العراقية لايمكن ان تتعامل مع وقائعها التاريخية وفصولها المهمة بمنطق الاهمال واللامبالاة.
ومن اهم الثمار المستخلصة لمثل هذا المركز هي تلك التطمينات التاريخية للامة بان المسار الديمقراطي هو الخيارالحتمي لها لعدم عودة مناخات وشروط هذه الثقافة من جديد
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شرطة نيويورك تعتقل بالقوة متظاهرين متضامنين مع غزة في بروكلي


.. قراءة عسكرية.. ما الذي يحدث بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاح




.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة اليمين المتطرف برئاسة


.. تفاعلكم | تعطل حركة الطيران في مطار ميونخ، والسبب: محتجون في




.. إسبانيا: آلاف المتظاهرين ينزلون إلى شوارع مدريد للدفاع عن ال