الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكم الاسلامي بين النظرية التاريخية والتطبيق العملي المعاصر.

خطاب عمران الضامن
باحث وكاتب.

(Khattab Imran Al Thamin)

2017 / 9 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منذ سقوط الدولة الاسلامية العباسية عام 1258م على يد المغول ونحن ندعو ربنا لتهيئة من يقوم بأمرها لتطبيق أوامرها ونهاياها.

وقد صادف ان هيئت الظروف التي ساعدت على قيامها عام 2014 في شمال غرب العراق، حيث سبق نشوئها نظام فردي استبدادي، مد اسلامي سلفي، انهيار الاجهزة الامنية ومؤسسات الدولة، احتلال امريكي، مقاومة اسلامية للاحتلال، طائفية، دولة ضعيفه، فساد، ارهاب، دور تركيا، دور ايران، نظام سياسي فاشل، عبوات، لاصقات، اغتيالات، مؤسسة عسكرية فاسدة، قيادات محلية خائنة وغيرها.

بعد كل ذلك انهارت القوات الامنية في الموصل فتنفس الجهاديون الصعداء وبدؤوا بتطبيق منهجهم، حدود، زكاة، صدقة، أمر بالمعروف، نهي عن المنكر، جهاد المرتدين والكفار، سبي وبيع نساء الكفار، قتل رجال المرتدين والكفار، استعباد وبيع اطفال الكفار، غنم اموال وحلال المرتدين والكفار، توزيع كل ما تقدم على المجاهدين بالرجوع الى النصوص التاريخية.

والنتيجة كانت ان قلنا جميعاً أن هؤلاء: مجرمون، قساة بلا رحمة، غدارون، ساقطون بلا اخلاق، مغتصبون، غلاة، نهابة ولصوص.

يا أهلنا: ينبغي ان ان نحتكم للعقل اذا ما اردنا اصلاح احوالنا، واذا ما احتكمنا فأقول أن الدواعش سعوا في سبيل تطبيق احكام للتوحيد والولاء والبراء والجهاد باسلوبها التاريخي القديم فكانوا حريصون كل الحرص على تطبيقها بنسختها الاولى منذ 1400 عام، حيث كان السبي أمر طبيعي بين القبائل المتحاربه، أما باخلاقنا اليوم فأن المساس بزوجة أو ابنة عدوك أو اغتصابهما تعتبر جريمة نكراء ودليل على انحطاط اخلاقك وانسنانيتك ودينك، فالاخلاق الحديثة ترغمنا على احترام الاسرى من النساء والاطفال والرجال، ولكم ان تقيسوا بهذا ما قام به الدواعش من جرائم وموبقات كثيرة.

خلاصة القول ان الخلل الذي انتج الدواعش وساهم في استمرار ظهورهم عبر مئات السنين هو الجدار الناري الذي بني حول الاراء التي تفيقه بها من ادعوا الفقه في الاسلام، واكدوا على ضرورة الرجوع الى اعمال السلف الصالح وتطبيقها في الحياة العملية حتى بعد 1000 عام من حدوثها، متجاهلين وجاهلين أن مرور الايام والسنين يغير ظروف الحياة وبالتالي وسائل العيش والاخلاق واخيراً الاحكام، متجاهلين ايضاً ما قدمه الخليفة عمر بن الخطاب من دروس في هذ الامر عندما خالف امر النبي في تقديم الاموال لابي سفيان نتيجة لتغير الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في مكة بعد حوالي 20 عام على وفاة النبي وليس 1400 عام خدمة للاسلام والمسلمين.

ايها الدعاة، ايها الخطباء، ان غرس الرؤوس في الرمال لم ولن يجدي نفعاً، ينبغي عليكم ان تواجهوا هذا المأزق الكبير والخطير، ولكم في أجتهاد عمر بن الخطاب اسوة ودليل قوي، اصلحوا منظومة الاسلام
الدينية واجعلوها متلائمة مع رضى الله والاخلاق الانسانية النبيلة. تحياتي لكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah