الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدوى الحياة

ماهر رزوق

2017 / 9 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لا تسأل عن جدوى الحياة ... فهذا السؤال لا معنى له ... لا إجابة عليه ... إلا إذا كنت تبحث عن إجابة درامية مريحة ... كالتي علموك إياها منذ الصغر !!

أما من يقول بأنه يعيش ليشبع من الحب أو الجنس أو المعرفة أو أي شيء آخر ... فالحقيقة أنك لن تشبع يا صديق ... الشبع هو الشيء الذي لن تدركه أبداً ... فمهما كان عمرك ، لن تمل الحياة و ستبقى متعلقاً بها ...

أما عن بحثك عن الغاية و السبب و تحليل الوجود ... فعليك أولاً أن تتأكد بأنك تمتلك توازناً نفسياً كبيراً لتستطيع أن تتقبل أنك لا شيء سوى مادة !!
تفكيرك و مشاعرك و وعيك ليسوا سوى نتيجة لشذوذ معين في حركة الذرات و مكونات الذرات التي تكون خلاياك العصبية !!
لذلك تكون المادة جامدة ... بينما أنت تتحرك و تفكر و تشعر ... فكل مكان في جسدك لديه شذوذه الخاص الذي يمنحه ميزته الخاصة !!

لذلك يا صديق ... أنت تحيا بلا سبب ... بلا غاية ... بلا هدف !!
فهل لو عرفنا كل ذلك ، سيقودنا ذلك إلى عتبة الجنون أو اليأس أو فراغ داخلي كبير ؟؟ للأسف ربما ...

لكن الحقيقة لدي رأي خاص في هذا الأمر : لماذا لا يقودك ذلك إلى أعلى درجات البساطة و التواضع !!
لماذا لا تبدأ ببساطة بالتقليل من الأهمية الكبيرة التي تمنحها للأفكار و المعتقدات التي تحارب الآخرين من أجلها ... لماذا لا تستسخف الخلافات بينك و بين الآخرين على أشياء ظننت لمدة طويلة أنها أهم من حياتك أنت ... أشياء خلقتها في مساحات عقلك المبدع الذي يتخيل وجود أشياء لا وجود لها ، و يكتب لها سيناريو عظيم و مقنع إلى حد ما ... عقلك الذي بدأ منه كل شيء و ينتهي فيه كل شيء ، عندما تتوقف الخلايا عن الانقسام و تموت ...

لو قررنا مثلاً أن نأخذ وعيك و ذاكرتك ... لنقوم بزراعتهم في جسدٍ آخر ... هل سيصبح ذلك الجسد أنت !!؟
قد يتوصل العلماء في الأعوام القادمة إلى القدرة على القيام بعملية كهذه ... فما هي الروح إذاً !!؟
هل هي ذاكرتك ؟ أم وعيك ؟ هل هي تسكن في الدماغ فقط ؟ أم تتوزع في كامل الجسد ؟
كيف لنوع محدد من الديدان _ إذا قسمتها إلى قطع متعددة _ أن تبقى كل قطعة منها قادرة على الحركة بمفردها ؟؟ هل توزعت الروح إلى باقي الأجزاء ؟ أم أن الروح حكر على البشر فقط ؟ و باقي الكائنات الحية الأخرى بلا روح ؟؟
ما الذي يساعد أجسامها على الحركة إذاً !!؟
كيف يستطيع الدلفين أن يميز نفسه في المرآة ؟ من أين له بالوعي إذا كان بلا روح !!؟

كل هذه الأسئلة قد تسبب لك يأساً شديداً ... أو بالعكس فهماً دقيقاً و استيعاباً رشيداً لوضعك في هذا الكون ... لبساطة وجودك و تعقيده في نفس الوقت ...

أقترح عليك منذ اليوم ... أن تبدأ بالتفكير في ما إذا كانت كثيرٌ من الأشياء في حياتك ، تستحق تلك الأهمية الكبيرة التي تمنحها إياها ... و يضيع لأجلها عمرك القصير في هذه الحياة !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.. وتوقف دخول


.. بعد قتله جنديين.. حزب الله يستهدف مجدداً ضباطاً إسرائيليين ب




.. هل سيطرة إسرائيل على معبر رفح مقدمة للسيطرة على المدينة بكام


.. شقاق متزايد في علاقة الحليفين.. غضب إسرائيلي من -الفخ الأمير




.. ترامب يتهم بايدن بتزوير المحاكمة لأهداف سياسية