الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاهيل الحقل الديني في المغرب بين السؤال الثقافي و تطلعات المستقبل الجزء الاول

المهدي مالك

2006 / 2 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الان المغرب يبحث في تاريخه المعاصر عن مجموعة من الحقائق تساعده على القيام بنقاش فكري حول مجموعة من القضايا كقضية تاهيل الحقل الديني في بلادنا و الذي اصبح ضروريا على ضوء مجموعة من الامور التي وقعت على المستوى العالمي كاحدات 11 شتبر 2001 في الولايات المحتدة الامريكية و على المستوى الوطني كاحداث 16 ماي 2003 المؤلمة بالنسبة لنا كشعب مؤمن بقيم التسامح و التعايش مع اهل الكتاب.
لكن هناك سؤال كبير و ذو ابعاد عديدة الا و هو ماذا نقصد بتاهيل الحقل الديني في المغرب و ساحاول بقدر الإمكان الاجابة على هذا السؤال الكبير.
ان مغرب الاستقلال امن بان ديننا الاسلامي يجب ان يقع تحت طاعة الفكر الايديولوجي للحركة الوطنية التي جعلت منه أي الدين وسيلة لنشر مجموعة من معتقداتها الخرافية و التي تدخل في اطار مرجعياتها المعادية لمنطق التعدد الثقافي و اللغوي فهذه الحركة الايديولوجية عملت على جعل مغرب الاستقلال يسبح في بحور التخلف الديني العديدة و تقديس العروبة و ليس الاسلام و هناك فرق كبير بين هذان المصطلحان فالعروبة هي فكر قومجي و إيديولوجي و الذي يهدف الى السيطرة بكل ابعادها السياسية و الفكرية و اللغوية بسبب ان الرسول ص ينتمي الى قبيلة قريش العربية و كذلك اصحابه الكرام.
و ان العروبة ضد الاسلام حسب اعتقادي لانها تقصي الشعوب الاسلامية الغير الناطقة باللغة العربية و تمنعها من ممارسة حقوقها الثقافية و اللغوية على ارضها و تمنعها ايضا من ممارسة شعائرها الدينية بلغاتها الاصلية كخطبة الجمعة و العيدين و نحن نشاهد في بعض الدول الاسلامية كايران و هي دولة اسلامة و هذا لا يمنعها من الحفاظ على لغتها الفارسية و التي هي لغة الخطاب الديني بامتياز و لست هنا بهدف الدفاع عن احد ولكني احاول ان أعطي بعض من النماذج للسياسة الدينية لبعض الدول التي لم تؤمن بالعروبة كفكر معادي للتعدد الثقافي و اللغوي .
و ان المغرب قد دخل الى العهد الجديد بماضيه الأسود و الذي يتحدث عن القمع بكل ابعاده و هذا القمع طال كل من ينادي الى الديمقراطية و اعادة الاعتبار لثقافتنا الامازيغية الموقرة و التي ساهمت بشكل كبير في الحفاظ على هويتنا الدينية و مجتمعنا الامازيغي خير دليل على ما اقوله حيث هو مجتمع متدين و لنا تقاليد تدعوا الى الاحترام و الوقار و الالتزام بالأدب و الاخلاق الفضيلة و لنا مجموعة من الفنون كفن الروايس الموجود عندنا في سوس و هذا الفن له مجموعة من الوظائف و من بين هذه الاخيرة التوعية الدينية مثل كيفية اذاء الفرائض كالصلاة و الصيام و الحج لكن لغة التجاهل الايديولوجي لها راي اخر و الذي يقول ان فنوننا الامازيغية و خصوصا الدينية منها لا تصلح ان تبث على امواج الاذاعة او على شاشات التلفزيون في كل مناسباتنا الدينية بسبب مرجعيات الحركة الوطنية و التي لا تعترف بالبعد الديني للمكون الامازيغي بل تتجاهله نهائيا و خير دليل على ما اقوله هو ان الحركة الوطنية جعلت من الطرب الاندلسي ركنا من اركان مشهدنا الديني الرسمي و يبث هذا الطرب الايديولوجي على امواج الاذاعة و شاشات التلفزيون في كل مناسباتنا الدينية كانه ذو قداسة عظيمة اكثر من الدين نفسه و سيعتقد الانسان العادي و هو يشاهد هذا الطرب في مناسباتنا الدينية و خصوصا في شهر رمضان المبارك انه يعتبر من مقدساتنا الاسلامية و هذه مغالطة كبيرة لان الاسلام دين المساواة بين المسلمين على اختلافاتهم الثقافية و المذهبية و انني لست ضد الموسيقى الاندلسية كطرب عريق وللحديث بقية

المهدي مالك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah