الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستقبل الدولة الكوردية بين البداوة والمدنية

سامي عبدالقادر ريكاني

2017 / 9 / 30
القضية الكردية


المحزن ان الشارع الكوردي لحد الان لايعرف او لايريد ان يعرف الفرق في ادارة السياسة بين مجتمع بدوي قائم على الغلبة والقوة وبين مجتمع قائم على المدنية وسلطة القانون والمؤسسات لذلك فهو لم ينتبه للتناقض الفاضح بين طريقة تعطيل البرلمان سابقا وبين تفعيلها اليوم ولم ارى اي سياسي او اعلامي او اكاديمي اشار الى تلك النقطة لذلك اردت ان الفت نظر الشارع الكوردي الى هذه النقطة ، حيث نرى بان الاحزاب الكوردية تصرفت مع الاولى عبر شرعنة التوافق وايجاب تفضيلها على البنود القانونية وعطل البرلمان بموجبها، واليوم فضلوا القانون على التوافق وتم تفعيل البرلمان بموجبها، وفي كلا الحالتين نرى بان قانون القوة كان هو المتحكم في تمرير القرار وليس قوة القانون.
والمشكلة ليس في ان الامر تم بهذه الصورة ، ذلك لاننا نعرف اننا مجتمع قائم على قانون القوة ولم نخرج بعد من مرحلة البداوة، ولكن المشكلة تكمن في انه ، بدل الاعتراف بالامر الواقع وفهم الاشكالية المجتمعية الذي نعيش فيه ، وذلك لكون الاعتراف بالاشكالية كانت لتقدم نصف الحل ، ومن ثم الانطلاق من هذا الفهم لوضع النقاط على الحروف ومن ثم المحاولة لاخراج المجتمع من مستنقع البداوة في ادارة الدولة التي تتطلبها مقتضيات المرحلة ، ومحاولة الارتقاء بها الى مصافي المجتمعات المتطورة عبر بناء وترسيخ قواعد الدولة المدنية ، الا اننا مع الاسف بدل الاعتراف بالخطا وفهم الاشكالية التجانا الى التضليل والتشويه لتبرير وشرعنة قانون القوة عبر حجج وهمية وواهية لاترسخ سوى لقواعد البداوة.
فالذين برروا تعطيل البرلمان سابقا على خطوتها القانونية بحجة وجوب التوافق بين الاطراف السياسية خارج البرلمان على تلك الخطوة واي خطوة اخرى ومن ثم تمريرها على البرلمان ، هم انفسهم الذين برروا تفعيل البرلمان اليوم بحجة قانونية الخطوة ومن ثم مرروها بدون الحصول على التوافق ، وفي كلا الحالتين وصف خطوة الطرف الاخر الضعيف ودعاتها بانهم مهددون لامن المجتمع وانهم عملاء وناقصي الوطنية واخيرا ناقصي الدين ويجب رجمهم!.
مع الاسف الشديد فنحن نتعامل مع مسالة الاستفتاء من نفس المنطلق ودون الانتباه لما يجري ذلك من انشقاق في الصف الكوردي امام هذه القضية المصيرية ، والذي كانت من نتائجها ازدياد المعارضة الاقليمية والدولية، وتراجع بعضها في اللحظات الاخيرة ، وذلك لكون تلك الاطراف رات في هذا الانشقاق تهديدا على مصالحها ولايمكن الاعتماد عليها لكونها لاتنم عن ارادة كوردية موحدة ولاترى فيها سوى فرض امر بالقوة لجهات معينة تريد فرض مصالحها على الجميع، لذلك لم يغري الخطوة الكوردية اي طرف صالح مصلحة في تبني الدفاع عنها لكونها رات فيها لغياب الاجماع الكوردي بانها مجازفة وصفقة خاسرة ، وهذه رسالة بان الارادة الكوردية لو توحدة لكان كافيا لمواجهة كل التحديات وكانت لتنجح مهما ازدادت المعارضة الخارجية لاننا لم نكن نترقب منهم سوى ذلك ، ولكن الذي يشجعهم ويهدد خطواتنا هي تشتيت وحدتنا، فمتى سنستفيد من تجاربنا السابقة !؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليس هناك استفاقة.
خليل احمد ابراهيم ( 2017 / 9 / 30 - 20:52 )
يا أخ سامي وصفتنا وصفة صحيحة مليون في المئة لا زلنا شعب بدوي بتصرفاتنا
و لا أقول بمهننا،لسنا قادرين على قراءة الأحداث القريبة فكيف بالبعيدة،ونضع كل بيوضنا في سلال الذين لا يخدمون كردستان وهم بدورهم وضعوا كل بيوضهم في سلال الد أعداء الكرد،حيث وضع مسعود البرزاني كل بيوضه في سلة أردوغان،متوهمٱ-;- أن التجارة البينية سيمنع أردوغان من معاداته.
كما وضع الإتحاد كل بيوضه في سلة الملالي في طهران،والبدو الكردي غير قادر التجاوز على الهتهم البشرية،وليكن ابناءهم حطب لنيران الأعداء،ويبدو لي ليس هناك امكانيات علمية كردية خارج العائلتين مع جل احترامي لنضالهم وتضحياتهم
ولكن حتى تلك التضحيات أصبحت في مهب الريح بعد بيعهم كردستان بثمن بخس قبل هذه الأزمة عندما دخلوا في المحاصصة (المخاصصة)واقاموا دولة دينية،مذهبية،ولهم دور كبير في ذلك بدلٱ-;- من دستور علماني والتوجه نحو بناء عراقي علماني ولكن مصالحهم اعمت بصيرتهم قبل بصرهم.

اخر الافلام

.. بالحبر الجديد | نتنياهو يخشى مذكرة اعتقال بحقه من المحكمة ال


.. فعالية للترفيه عن الأطفال النازحين في رفح




.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - اعتقال عشرات المؤيدين لفلسطين في


.. العربية ترصد معاناة النازحين السودانيين في مخيمات أدرى شرق ت




.. أطفال يتظاهرون في جامعة سيدني بأستراليا ويدعون لانتفاضة شعبي