الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعائر في بلد العجائب

جعفر مهدي الشبيبي

2017 / 10 / 4
المجتمع المدني


عندما يزرع جاك حبة من الفاصوليا فانه سيذهب إلى السماء ليقابل الوحش و يحصل على فتاة أحلامه و بطة تبيض ذهبا و يرجع ليصبح ملكا ضرغاما بعد حقبه من الفقر !!!
هكذا هي شعائرنا..
بدون منطق أو هدف لا تصلنا إلى السماء و لا تعطينا ملك الأرض لكن عليك إن تؤمن بقدسيتها أو تجلد ولنذهب مع الواقع و نسير مع الشعائر السنوية لشهر محرم في مدينة عراقية جنوبية و عندما أقول جنوبية فتصور بذهنك منطقة فقيرة و شوارع ترابية و خدمة صحية دون مستوى الحمير و خدمات لا تصلح لفصيلة قرود الشمبانزي و عسكرة امنية في مداخل المحافظات حتى لا تتنفس إلا بأمر و مراكز شرطة كحظائر الخنازير و فقر و جشع و جهل و لافتات للشهداء بالطول و العرض..
هذه هي مدن الجنوب العراقي بفضل النخبة السياسية التي قدمتها لنا المؤسسة الدينية الحوزوية فقدمت لنا هذه النمونه الملائكية و أوجبت علينا انتخابها لنتمتع بانجازاتها الرائعة هذه ..
و قبل إن نعود إلى شعائرنا نتمنى إن لا يفهمنا أهلنا في التركيبة اعلاة إننا نمس الحسين علية السلام فنحن حسينيون إلى حد النخاع لكن بفارقة بسيطة إننا حسينيون مع عقل ينبض كقلب ..
ايه نعود إلى شعائرنا و لنسير في شارع تقام فيه المواكب و مقرات العزاء فهذا الشارع مغلق تماما و ارجوا تتصوروا معي إن مدن الجنوب هي مثل ما يقال باللهجة العامية العراقية شارعين و فلكه!!
إي شارعين رئيسيين يحوم عليهن مركز المدينة التجاري المحال التجارية و الصحي المستشفى الرئيسي و العيادات الطبية الخاصة و القانوني بناية المحكمة الاتحادية العادلة طبعا!!
و غيرها إي ببساطه كل شيء في مركز المدينة و هذين الشارعين مقطوعين تماما !!
الأمر الأخر يتشارك الناس الرصيف و الشارع بين قدور الطبخ و السيارات و ألباعه المفترشين الارصفه!
نكتفي هنا من مدننا الجنوبية و شوارعها و احوالها مع إن الموضوع ذو شجون و نغص بعمق الشخصية للإفراد المقيمين للشعائر طبعا كلنا نرى و نشاهد طرق إقامة الشعائر الغريبة من قبيل اللطم بالزناجيل المسكننه و مواكب الزحف و السير على الجمر و التطيير و يطلق على من يقوم بذلك خدام الحسين !
اروي لكم طرفه في احد مواكب العزاء التي حظرتها قدموا لنا وجبة طعام و كان هناك الكثير من المدعوين و كان احدهم من الوزن الثقيل يتزاحم مع الجميع و يأكل بقدر خمسة رجال و بعد إن امتلاء الشحن لفوق 100% كانت قد بدأت المحاضرة الدينية و من المتعارف عليه إن يبدأ القارئ بقول السلام عليك يا أبا عبد الله يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما
صرخ صاحبنا إي و الله يا مولاي يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزا عظيما و بعد إن خلصت المحاضرة كان صاحبنا يبكي و يقول يا ليتني كنت معكم فدنوت منه و قلت له أخي انته (وين) تقدر تكون معهم !
فقال لماذا إني خادم الحسين!
قلت جيد . هل قرأت القران و تحديدا سورة الماعون فان اهل البيت ضلوا ثلاث أيام بدون طعام لحضور ثلاث سائلين في كل يوم عند وقت الإفطار بعد الصوم و يتصدقون عليهم بطعامهم! حتى نزلت سورة الماعون بحقهم فخاطبهم الله و يطعمون الطعام على حبه , فكانوا يطعمون الطعام و هم ليس عندهم ما يأكلوه لثلاث ايام متتالية حتى قالت العرب بحقهم فاق كرمهم كرم حاتم الطائي و ضحوا بأنفسهم من اجل الله و الجود بالنفس أقصى غاية الجود.
هل تعلم إن النبي محمد و الإمام علي كانوا يشدون حجر الخصاصة على بطونهم ! من قوة الجوع و قوة الارادة في سبيل الله ففي يوم حفر الخندق استمروا بالعمل لايام متتالية وهم على هذه الحال , أنت وينك وين يا ليتنا خويه خليك بالتمن و القيمه حتى تلقى الله بطينا غليضا من عند الراس افضل لك!
هل تعرف عزيزي القارىء إن مسير الحسين إلى كربلاء كان لطلب الإصلاح و الثورة على الفساد و الظلم هل سمعت بأحد خرج سائرا لهذا الأمر أم إن الجميع يخرجون للنزهة و الرحال و تعطيل العمل في الدوائر و المؤسسات !
طرفه أخرى من طرائف مدينتي السحريه خرج موكب للتطبير فيه أكثر من مائتين نفر يرتدون الكفن و يضعون عصائب بيضاء و يحملون سيوف و سكاكين طويلة تسمى (قامه) بالعامية و هم يصيحون حسين يا حسين و بعد لحظة هرب الجميع مع كل الموجودين و الحاضرين و المتفرجين و لبرهة من الوقت و بعد انجلاء الغبار الغليظ و الخفيف تبين إن احد الحضور اشتبه بان احد المارين بقرب الموكب يحمل حزام ناسف ! فأين الكفن و القوه و العزم ! أين الروح الاستشهادية الحسينية و هذا يذكرني بركضه طويريج عندما عزم الناس على تأديتها في زمن صدام و خرج مئات الآلاف يركضون في وسط شارع يؤدي مباشرة إلى قبر الإمام الحسين فتصور العدد مئات الآلاف يركضون و يصيحون يا حسين و لو اطلعت على الغبار المتصاعد منهم لضننت إن إعصارا حصل في كربلاء فقابلهم بالصدفة شرطي كان يتناول طعام الإفطار في احد مطاعم الوجبات السريعة و على حين لحظه تبخر الجمع عن اليمين و الشمال و داسو بعضهم البعض فقد وجدوا أنفسهم في مقابل شرطي لا علاقة له بصدام و زبانيته بشي مجرد كان يأكل لفة فلأفل و يمسح العمبه الصفراء عن وجهه بعد إن خرج من مطعم الوجبات السريعه؟
فهذه التربية و الإعداد السطحي لا ينطلق من منطلق العقيدة الراسخة الغير مهتمة لا بالموت و لا بالحياة كما يقول العباس
(اني انا العباس اغدو بالسقا ... لا اهاب الموت يوم الملتقى ... !!! إذ كان إعداد العباس و غيرة من أصحاب الحسين و أهل بيته راسخا عميقا ذا هدف اسمي و أنبل من خزعبلات ما تتربى علية أرباب مدرسة الشعائر الحسينية.
إن الحديث بموضوع الشعائر حديث طويل و ذو شجون و الم و اذكر كلام للشيخ الوائلي على المواكب التي تخرج في لندن حيث يسير الموكب و معه عدد من ْالابعرة و الخيول و الحمير فيستغرب الشيخ من هذا الأمر و يقول إي ثقافة هذه و إي صورة نعطي للعالم عن الحسين !
و اقول في اخر الكلام ان الحسين مثله كمثل الإسلام ولد غريبا و سيبقى غريبا فغيوم الجهل السوداء لا زالت تلف هذا القمر المنير و تحجبه عن هدفه الاسمي و غايته المثلى و زاد من عتمة هذا السواد تواطأ السياسيين و المؤسسة الدينية التي تعزز من فكرة هذا هو الحسين و هذه هي شعائر الله و يجب تعظيمها لكونها من تقوى القلوب فالجهل نعمة للطغاة على مر الزمان كما يحدثنا الله في فرعون (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ) و كما يقول الإمام حسين عليه السلام: لا يَكمُلُ العَقلُ إلاّ بإتباع الحَقِّ" ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم اصبح العراق بلاد العجآئب تحت حكم الفتاوى
سمير آل طوق البحرأني ( 2017 / 10 / 5 - 06:22 )
لقد كتب الاخ غيث اياد الشمري مقالاتحت عنوان -هل الشعأئر الحسينية فلكلور- وكان لنا تعليق عليه وهو مناسب للرد على هذا التحليل المنطقي ايضا.فعلى من يريد معرفة راينا فليرجع اليه تحت الرابط الاتي:
http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?t=2&aid=574543
شكرللجميع

اخر الافلام

.. مراسل #العربية فادي الداهوك: ‏طلاب جامعة السوربون ونواب فرنس


.. رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية: نتهم ا




.. ماذا كشف التقرير السنوي لمنظمة -مراسلون بلا حدود- عن حرية ال


.. استشهاد الطبيب عدنان البرش إثر التعذيب بعد اعتقاله




.. الأمم المتحدة: الدمار في غزة لم يحدث منذ الحرب العالمية الثا