الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كانتا رتقاً ففتقناهما

محمد ماجد ديُوب

2017 / 10 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يحاول مفكرو الإسلام وجرياً على عاداتهم لي عنق النّصّ القرآنيّ وتحميله مالايحتمل ليتناسب ويتماشى مع المكتشفات العلميّة
الحديثة في محاولةٍ بائسةٍ لإثبات أنّ القرآن هو كتابٌ بشّر بكلّ الجديد في العلم .
هذه المحاولات كان أخطرها إحتقاراً للعقل البشرّيّ هو القول أنّ نظريّة الإنفجار الكبير قال بها القرآن قبل 1400 عاماً عندما قال : أو لم ير الذين كفروا أنّ السّماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما .
وجعلنا السّماء سقفاً محفوطاً
بغضّ النّظر عن صحّة نظريّة الإنفجار الكبير وأنا من الذين لايعتقدون بصحّتها وقد كتبت في هذا مقالاً مفصّلاً بعنوان : نظريّة الإنفجار الكبير هل دسٌّ للسّم في عسل العلم ?
سأساير الذين يقولون بصحّتها ولنر أنّ المشكلة في عدم توافقها مع الآية القرآنيّة السّابقة
يفترض القرآن من حيث المبدأ أنّ الأرض والسّماء من طبيعةٍ واحدةٍ أي كلاهما مادّيتان ( كانتا رتقاً ففتقناهما )
أي أنّ السّماء كما هي الأرض من طبيعةٍ مادّيةٍ ( وزيّناها بمصابيح ) أي السّماء أي أنّ كلّ النّجوم والكواكب والمجرّات التي تملؤ قبّة السّماء طولاً وعرضاً ماهي إلا زينةٌ للنّاظرين
ولكن على مايبدو لم يكن مؤلف القرآن يعلم شيئاً عن أحجام الكواكب والنّجوم والمجرّات والأهمّ أنّه لم يكن يعرف شيئاً عن المسافات الكونيّة .فوضع الأرض التي هي في حجمها أقلّ من ذرّة ٍ من ماء ٍ بالنّسبة لكلّ محيطات الأرض في مقابل السّماء التي الكون كلّه
فمن الآية نستشفّ أنّ الأرض تساوي في حجمها أو أقلّ قليلاً أو كتيراً حجم السّماء لأنّ الرّتق والفتق يكونان بين مساحاتٍ أو أحجامٍ متعادلةٍ إلى حدٍّ ما وليس بين ذرّة من ماء ومحيط فأيّ معنىً لقولنا لو قلنا أن ّذرّة الماء ومحيطات الأرض كانت رتقاً ففتقناهما ?
لم يقل لنا القرآن من أيّة مادّة صنعت السّماء
هنا ربّ قائلٍ يقول من المادّة السّوداء وسيكون جوابنا نحن في قلب هذه المادّة وجزءٌ منها ولم نفتق عنها
وما قوله وجعلنا السّماء سقفاً محفوظاً الا دليلٌ على ماديّة السّماء .والسّقف لايكون فضاءاً بل هو مادّةٌ ما تعلو الفضاء الممتدّ بين الأرض والسّماء وحيث زيّنها بمصابيح هي الكواكب والنجوم فهي في تصوّر كاتب القرآن تشبه سقف البيت الذي تزيّنه المصابيح ليلاٌ أي أنّ صورة البيت الذي يعيش فيه أسقطها بطريقةٍ مباشرةٍ على الكون وهو بذلك حوّل الصّورة الذّاتية إلى صورةٍ موضوعيّةٍ تناسبت ومعارفه في ذلك العصر تحتوي في نظره كل مافي هذا الكون
إنّ المقارنة الواردة في القرآن بين الأرض والسّماء ( كانتا رتقاً ففتقناهما ) هي مقارنةٌ ذاتيّةٌ لأنّ كاتب القرآن لم تكن لديه أدنى فكرةٍ لاعن حجم الأرض التي كان يراها مسطّحةً ولاعن حجم الفضاء الذي إفترضه سماواتاً ومسطّحةً أيضاً وقد جعل السّماء سقفاً محفوظاً ولو علم أنّ الأرض كرة ٌ والسّماء كلمةٌ لامعنى لها بالمفهوم العلميّ وأنّ النّجوم والكواكب ليست مصابيح معلّقةً للزينة بل أجراماً وكواكب كما هي الشّمس والأرض والقمر وأنّ هذا السّقف لم ولن يقع على الأرض فوقوعها أشبه بوقوع مياه الأرض على ذرّة ماء وأيّ وقوعٍ هذا ? وأيّ جهلٍ قال به كاتب القرآن ?
إنّ واحدةً من أهمّ معضلات العقل البشرّي المزمنة ّ هي مسألة القياس فأخذ يقيس كلّ شيءٍ يراه ولايفهمه على مايراه ويفهمه وهنا الطّامّة الكبرى فتمّ قياس الأرض والسّماء على أرضيّة البيت وسقفه ولمّا كنّا نستطيع تكبير هذا السّقف قال ( وإنّا لها لموسعون )
لو عاد كاتب القرآن إلى الحياة ثانيةً وعرف بالدّليل القاطع أنّ الأرض ليست أكثر من كرةٍ أشبه بذّرةٍ بل وأصغر كثيراً تسبح في هذا الفضاء اللامتناهي الأبعاد واللامحدود كماهي بقيّة النّجوم والكواكب وأنّه لامعنى كلمة سماء وأنّ مالانراه لايساوي بالحجم شيئاً تقريباً أمامه مانراه ماذا كان سيقول عن القرآن ?

ٌ
ٍ
ٌ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب