الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صيادلة أم مافيات دواء ,أطباء أم قصاصي رؤوس

فؤاده العراقيه

2017 / 10 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



فما بين حانة المافيات ومانة القصابين كثُرت أعبائنا وزادت همومنا
ذهبتُ لعيادة الطبيبة بعد طول انتظار رجوعها من الحج ابتغاءً لغسل ذنوبها لترجع صفحة بيضاء لا غبار عليها ولكن سرعان ما تسوّد صفحتها بعد حين فتعاود الكرّة للحج لتُبيّض صفحتها ثانيةً وهكذا تستمر هذه الدوامة بين التبيّيض والتسويد طالما الطريق مفتوحا لها والوسيلة متوفرة وسهلة للغاية وما عليها سوى جمع ملايين أخرى من المرضى الذين لا حول لهم ولا قوة إلا بها .
وجدتُ العيادة مُكتظة بالنساء ,اللواتي انتظرن طويلا رجوعها , يلتحفنّ بالعباءات السوداء لكون السواد صار زيا رسميا لهنّ ,انظر في عيونهنّ ولا أجد سوى نظرات بلهاء بانتظار الرحمة ممن لا تتحرك رحمته إلا بعد أن تحريك أياديهنّ بالنقود .
اقرأ وجوههنّ ولا أجد سوى البؤس عنواناً لها بعد أن اعتلتها تلك النظرات,وجوه بائسة ونظرات بلهاء وعقول مُتعبة ويائسة من رحمة الله لهنّ ولا ادري كم من المشاكل تدور برأس كل واحدة منهنّ , غالبيتهنّ يجرجرن أبنائهن معهنّ كعادة نساء بلدي المبتليات بالأبناء دون أزواجهنّ,هذه التي تأن وتبكي من الألم دون أن يرف لها جفن أحدهنّ وتلك التي كانت ضحية لفشل عملية وأعداد تذهب لتأتي أخرى وإلى ما لا نهاية من تكبّد آلام الحمل والولادة ومشاق الحياة الزوجية , تتصاعد أصواتهنّ حيناً بسبب عدم انتظام الدور وتخفت حيناً آخر وعندما استفسرت من السكرتيرة عن سبب عدم الالتزام بالمواعيد والدخول العشوائي للمريضات أجابتني دون خجل بان هؤلاء من أقارب وأحباب الدكتورة يدفعنّ أكثر ويجلبنّ لها الهدايا .
من ضمن الهدايا كانت هناك لوحة مُعلّقة على الجدار عبارة عن آيات قرآنية مكتوب عليها هدية من المريضة فلانة الفلانية للطبية فلانة الفلانية ولوحات أخرى تتضمن آيات قرآنية فقط ,وتحت ستار الدين تتم السرقة العلنية فلا خوف من بعدها .
وأنا انتظر دوري تخيلتُ الباب الذي تقبع خلفه تلك الطبيبة والذي سيُفتح لي بعد حين هو باب من أبواب الجنة ثم تخيلتُ نفسي عند خروجي من تلك الباب وكأنني سأخرج من الجحيم أو سيتم إطلاق سراحي من سجن مؤبد .
بعد طول انتظار وتحمّل أجواء تشل العقل جاء دورنا ودخلنا للحاجة (الطبيبة) التي كانت تضع على رأسها الحجاب بشكل مٌحكم ومُبالغ به مما يتوافق مع لقب ’’الحاجة’’, ويُرافق حجابها وجه مُتجهم للغاية وزاد من تجهمه دخولنا ,نحن السافرات أنا وابنتي , نحن الكافرات بدينها وبربها وبكل ما تؤمن به , مهما كانت أخلاقنا ومهما كانت أفكارنا فنحن مرفوضات من قِبلها ولا يهما دواخلنا طالما لا يوجد غطاء نحجب به رؤوسنا .
هذه الطبيبة وأمثالها الكثيرات صرنّ نسخة مستنسخة منها , الالتزام بالحجاب, الاعتناء بوضع لوحات تُمثّل آيات قرآنية كعنوان للصدق وللاستقامة , الجشع , الوجه المتجهم, انعدام الإحساس والشعور بالمرضى .
بعد الفحص والتشخيص كتبت لنا التحاليل والسونار والدواء وحددت لنا , وأكدت علينا بأن نعمل أشعة السونار والتحاليل بالمختبر والعيادة التي حددتها لنا لكونها لا تتعامل إلا مع هذه المختبرات , وكذلك الأدوية علينا أن نشتريها من الصيدلية التي تتعامل معها أيضا !! وأكدت على اسم الصيدلية .
الغريب هو أن يتمسك أمثال هؤلاء بالمال أكثر من غيرهم فيكون لهم المال غاية ومبتغاة , والوسيلة تبرر غاياتهم , عبيدا لغاية اسمها المادة رغم معرفتهم من أنها زائلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وزير يتمنى للفقيد كل الموفقيه ... !!!
ابو علي التوبي ( 2017 / 10 / 10 - 20:53 )
عدد من الاطباء والطبيبات في مناطق الفرات الاوسط وجنوب العراق يكلفون معارفهم بوضع الحناء على ابواب عياداتهم بين فتره واخرى للأيحاء بان هذا الطبيب او هذه الطبيبه قد تمكنت من شفاء حاله مستعصيه او ميؤوس منها ... اسلوب من اساليب الدجل والخداع في زمن التيه والضياع في بلادنا المنكوبه بالشياطين واخوان الشياطين .... في بلادنا وفي مجلس عزاء رئيس الجمهوريه السابق وزير خارجيتنا ينعى الفقيد ويقول أتمنى له كل الموفقيه .... !! يحصل هذا في العراق الأشم وفقط في العراق الأشم


2 - اغلبهم يعيشون على خداع الناس
فؤاده العراقيه ( 2017 / 10 / 10 - 21:26 )
بخصوص مجلس العزاء الذي صارت عبارة وزير الخارجية نكتة يتداولها الكثيرين هي مهزلة والضحك على ذقوننا والاستخفاف بنا وزين انه لم يقل الله يطول بعمر المرحوم ويعطيه الصحة والعافية أو ربما كان يقصد بأنه يتمنى للرئيس المتوفي أن ينعم بحور العين , من يدري


3 - الجريمه والعقاب
طارق ( 2017 / 10 / 10 - 22:29 )
المغدوره خريجة كلية العلوم قسم البايولوحي , لديها مختبر تحليلات مرضيه يدرُّ عليها بدخل يومي عالي جداً يجلب إنتباه العامل الشاب المعدم الذي وضفته لديها عن طريق الفيسبوكhttp://www.alsumaria.tv/mobile/vod/317/alsumaria-shows/12810/1


4 - السلام عليكم
طلعت خيري ( 2017 / 10 / 11 - 18:03 )
الحل

--ما هو الحل تحيه طيبه
سنرفع الحجاب عن الدكتوره وسنزيل هديا الايات القرانيه ونطلب من كل مراجع عدم التوسل بالدكتوره وسكرتيرتها الله يخليك الله يرحم والديك --هذا ما تريد الكاتبة ايصاله-- اما حل جذري فلا يوجد هذا حال كافة موسسات الدول التي تريد الديموقراطية الراسمالية


5 - سرقة تحت الحجاب
فؤاده العراقيه ( 2017 / 10 / 12 - 21:17 )
هذه الحجة يا طلعت خيري تسرق المرضى
أما الحل الجذري فعلينا ان نكشف ما هو مستور خلف الحجاب ونعترف بأزدواجيتنا
هي اول خطوات بناء مجتمع سليم
هذا ما اردت ان اوصله

اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي