الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقتطفات

عماد حياوي المبارك
(Emad Hayawi)

2017 / 10 / 21
المجتمع المدني


مقتطفات

× مؤنث ومذكر
هُم في الدول العربية يقولون (مديرية الأمن العام) ونقول نحن بالعراق (مديرية الأمن العامة)، وبرغم أنه لا أختلاف بما تدل عليه التسميتان لكننا نشير للمديرية بالعامة بينما الأشقاء يُشيرون للأمن بالعام وهو الأصح. يدعو العرب صاحب المنصب الأعلى فيها بمدير الأمن العام، وهو يكون بذلك مديراً للأمن، بينما نحن نقول مدير الأمن العامة بالإشارة لكونه صاحب المنصب الأكبر بالمديرية. تسميتهم أكثر (مهضومة) ليس فقط من وجهة نظر التسمية وإنما لأن عملية التأنيث لا تعطِ الأمن القيمة التي يجب أن يشغلونها في بلدان معظم أجهزتها مخابراتية!
× هلو عيني
في السبعينات وفي صباح يوم مررت على أحد الأقرباء ممن فتح له أبوه محلاً جديداً بشارع النهر ووضع له بالفترينة عدة كيلوات من الذهب، ألقيت عليه تحية نتميز بها نحن العراقيون... (الله يساعدك)، فرمقني وأجابني أجابة غريبة... (على شنو الله يساعدني، دتشوفني أكرب)!
منذ طفولتي قد تعودتُ في بيت أهلي ومن ثم مع عائلتي، زوجتي وأبنائي، أننا بكل صباح نحيي بعض أي نلقي تحية الصباح، كذلك حينما نغادر ونعود، على الدوام نصبّح ونمسي... (صباح الخير ومع السلامة وإلى اللقاء...)، قبلما نأوي للفراش نتبادل القول... (تصبح على خير) وبعدما نأكل ونستحم نتبادل أيضاً كلمات رقيقة... (بالعافية، هنيئاً، نعيماً...)، كلمات كلها ضرورية لتضفي جو من الألفة والمحبة وتذلل أية سحابة سوداء قد تعكر صفو يومنا. هذه العبارات القصيرة وغيرها لا تكلفنا شيئا... (هلو عيني، الله يساعدكم، سنلتقي بأذن الله، بخير أن شاء الله، كيف حالكم؟)، حينما نتبادلها مع بعض حتى في أشد الظروف وأصعب اللحظات التي تمر، تعطينا أمل وبهجة بأننا جزء من الكل وأننا لا نحيا في الدنيا لوحدنا.
لك مني أخينا المتمرد كل التحايا وأنت تجلس على عرشك (بمحل أبوك) بشارع النهر، وأسمح لي بأن القول بأن العرب تؤمن بأن الكلمة الطيبة صدقة وللكلام اللطيف سحراً لا يضاهيه سحر.
× الضمير
جاءت الأديان لتخفف عن كاهل الأنسان التفكير بالذنب حين يستغفر ربه ويسأله التوبة لتجاوز ذنبه شريطة عدم القيام به من جديد، فشعور الإنسان بالذنب والندم عن أخطاء أقترفها هو ما ندعوه بتأنيب الضمير، عدم تخطيها وأستمرار القلق والصراع بداخل الشخص نفسه يولـّـد المرض والاكتئاب. الضمير يعيش بوجدان الإنسان، وهو يحيا بداخلنا ولا يموت بل يستمر بتانيب صاحبه كلما أخطأ أو أساء، لكن تجاوز الشعور بتأنيبه هو الذي يولد الشخصية السلبية المضادة بالمجتمع التي تعجز الأديان والقوانين عن ردعها.
ليس الضمير ضمير الإنسان فقط، ممكن أن يكون لأمة ولشعب وهو سر نقائها وبياضها، لو يحب الله شعباً يزرع فيه ضميراً حياً، فجدوى عبادة الله أنه حينما يصحو الضمير على أرضٍ ويكون قادراً على توجيه البشر نحو العمل الصالح والنأي عن الباطل وأدانة الرذيلة.
الديانتان الرئيسيتان باليابان، الشنتو والبوذية، ليستا ديانتين توحيديتين، لكن هل تعرفون شعوباً أكثر من الشعوب اليابانية تعمل بضمير حي وأخلاص للمجتمع وللوطن؟ لم أعرف سكاناً بالأرض انقى وأطهر منهم.
× فرايحي
حينما وصلتْ هي وأبنها الصغير قبل عدة سنوات لهولندا لم تكن تتكلم العربية مطلقاً برغم أنها كانت تعيش في دولة عربية، كوردستان العراق. أبنها تعلم العربية الفصحى بطلاقة من خلال أفلام الكارتون على التلفاز وصار يتداولها بمهارة لكنه كبقية الجيل الجديد هنا غير متمكن من القراءة والكتابة. هذه السيدة فنانة بالفطرة، أحتضنها الفنانون العراقيون المقيمون هنا وألتفوا حولها لتشاركهم معارضهم الفصلية برسومات تطوف بك بلوحات تعبيرية جميلة.
بمعرضهم الأخير كنت أمام لوحة لها لا تحمل عنوان، كانت تُسعد الناظر بألوانها الزاهية وأبعادها المختلفة للجبال والسهول والأنهار. قلتُ لها أنني أفتقد فيها الفكرة التي تتضمنها فنحن اليوم نحتاج أن نرى لوحة بأسم لمسمى كي نبحث فيها عن أية حركة أو زاوية أو (ضربة) كما يسمينها الفنانون تعطينا أبعاداً أخرى بين الجبال والوديان غير تلك المرسومة. نظرت لي السيدة برهة وقالت سأترك الأمر لك تفسرها كما تشاء وتعطيها الأسم المناسب، (كيف ذلك) قلت لها... (فأسم اللوحة يفترض أن تكتبيه أنتِ تحتها كما يفعل بقية الفنانون ليوحي للمشاهد بالفكرة)، قالت بأنها لوحة بسيطة تُمتع المشاهد بألوانها وليس بالضرورة الدخول بأعماقها، (أنها بأختصار) قالت بحدّة وهي تشير لكل رسوماتها... (لوحات فرايحي)!
فاجأتني الكلمة، فبرغم أنها كلمة مفهومة لكنها ليست واردة باللغة، فقلت لها تقصدين لوحات مبهجة مفرحة تسعد الناظر، قالت... (أجل أجل كما قلت لك... فرايحي).
حينما تجولت مع بقية الفنانين كانت لوحاتهم بألوان جميلة فيها الزهور والطيور والنجوم وهي تتماشى وزمانها ومكانها، وكانوا يتبادلون كلمة أمام الحضور من الهولنديين هي (فراولك) وتعني أبتهاج وسعادة وغبطة، فسألتهم أن يترجموا الكلمة للعربية أمام جمهور أغلبيته من الوافدين السوريين الجدد، قالوا... (بسيطة، معرضنا ولوحاتنا هذه المرة كلها... فرايحي).
حينما غادرتُ المعرض لم أتذكر من لوحاتهم الكثير، لكن بقيت كلمة تدور بمخي وأرددها طيلة الطريق، كلمة بلغة عربية لكنها ليست موجودة بمعاجمنا، كلمة من أبتداع سيدة لا تتكلم العربية، تعلمها زملائها العرب منها وأخذوا يرددونها، تعبر بوضوح عند وصفنا لمنظر جميل يسعد الناظر له أو لقماش وثوب ذو ألوان زاهية ونقوش جميلة، لوصفنا معاني قصيدة شفافة وحكاية للصغار، لمهرجان وأحتفال جميل، الألوان والحكايات والأشياء... كلها... (فريحي فريحي)!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا


.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة




.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 


.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال




.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني