الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماحصل اكبر خسارة للكرد منذ قرن

لؤي الشقاقي
كاتب _ صحفي _ مهندس

(Dr Senan Luay)

2017 / 10 / 24
القضية الكردية


قد يبدو للبعض او يتصور ان خسارة الكرد للمناطق المختلف عليها قليلة او بسيطة ومقتصرة على فقدان تلك الأراضي او خسارة الدعم الامريكي التركي الايراني فقط مقابل دعم اسرائيل غير محدود ولن تزيد اكثر ويمكن لهذا الدعم ان يعود او تلك الاراضي ان تعود برغبة اهاليها او حتى رغماً عنهم فهو واهم , الخسارة اكبر من هذا بكثير,الخسارة كانت على كل الاصعدة نفسية ومعنوية واقتصادية وسياسية وسنفصلها في التالي :

1- موت الحلم قبل ولادته ,حيث ان الكرد تصورا وانهم اصبحوا في افضل وقت لقيام دولتهم وان تحقيق حلم المئة عام الماضية صار قريبا بل في اليد ,وبرايي انها اصعب من القضاء على دولة مهاباد فتلك لم تنل الا دعما من دولة واحدة وضد دولة واحدة اما اليوم فهي ضد اربع دول وليس لها الا دعم خفي من اسرائيل وحتى الدعم الدولي والاقليمي قد صار في مهب الريح.

2- تبخر الهالة التي احاطت قوات البيشمركة من حيث انها لاتقهر وهزمت داعش هي ومستعدة لدخول اي حرب سواء مع العـــــــراقيين العرب ام مع الايرانيين او الترك "خسارتهم اســـــــــــوءا من حرب67 .

3- اثبتت القيادة فشلها في ادارة الازمات وفقرها ومراهقتها السياسية وهشاشتها,حيث بنت رأيها على عدم حصول حرب او قتال وحتى لو حصلت حرب فالبيشمركة ستصمد الى ان يتحرك العالم لانه لايمكن ان يسكت على اعمال كهذه وايضاً من المستحيل ان تشن ثلاث دول حربا على الاقليم لان امريكا ستكون طرفا"الدولة لاتعتمد على مراهنات كما فعل صدام".

4- انكسار شديد وموت للروح المعنويه القتالية ,حيث شعر الكرد بان حلمهم تبخر وانتهى بعد انسحاب جيشهم وبوقت اقصر من انسحاب الجيش العراقي من الموصل"تأكدوا ان بيتهم من ورق"صحيح انهم معتادون على الانسحابات والحرب كر وفر لكنهم لم يحاربوا اصلاً ولم يكونوا بتلك بالقوة التي يملكونها اليوم.

خسارة الدعم

5- خسارة الدعم الدولي والامريكي التركي الايراني تحديداً حيث اثبتت تصرفات البارزاني انه ليس محلا ثقة مع ان في السياسة لاشيء مستحيل وعدو اليوم يمكن ان يصبح صديق الغد لكن بعد ان خرج من تحت المظلة لتلك الدول اصبح ورقة محروقة وفقد زمام المبادرة والمناورة معهم ,صحيح ان الكرد دخلوا في تحالفات سابقة انتهت بتخلي الحلفاء عنهم الا ان هذه المرة مختلفة فالكرد هم من دفعوا الحلفاء للتخلي عنهم ونقض اتفاقاتهم تلك.

6- خسارة القضية الكردية والمظلومية التي طالما نادوا بها وكسبوا تأييد العالم وتعاطفهم معهم بسببها حيث اثبتت افعال الكرد في دول اوربا وامريكا وفي العراق ان العراقيين العرب اكثر ثقافة وتحضرا وودا ,حيث شاهد العالم كيف تعامل الجيش وحتى الحشد مع اهالي كركوك والمناطق المحيطة وصولاً الى التون كوبري بكل الود بينما تعامل الكرد بهمجية ووحشية مع الجيش ومزقوا الاعلام وحرقوا وشتموا في سفاراتنا بالخارج وفي المدن العراقية كخانقين, بالاضافة الى تصريحات مسؤوليهم المكتظة بالتحريض والعنصرية وو مع ان العرب لم يفعلوا شيئا سوى الدخول الى مناطق كانت تابعة الى الحكومة المركزية قبل دخول داعش.

7- خسارة موارد مهمة كأبار النفط بالاضافة الى المناطق المتنازع عليها حيث انهم وللمرة الاولى يصلون لتلك المناطق وبشكل رسمي بل وبطلب من الدولة ومن التحالف الدولي وحتى من اهاليها للحفاظ عليها من براثن داعش"كان يمكن ان يستمر نفوذ الكرد عليها لو ان البارزاني قبل التفاوض"اما الان فلن يعد بمقدورهم ان يعودوا لها مرة اخرى"الحكومة استعادت مناطق كانت تحت يد الكرد منذ 14 عاما واكثر".

8- خسارة المكاسب التي حصل عليها الكرد من بغداد ومن دول الجوار ,حيث لن يكون بمقدور البارزاني المناورة مرة اخرى لان ليس في يده شيء يقايض به كما كان يراهن على نتيجة الاستفتاء سابقاً "الخاسر لايفاوض بل يقبل بالشروط".

9- سقوط الرمز وصورة الزعيم المخلص البارزاني في اعين الجماهير فبعد ان وعدهم بالجنة وجدوا انفسهم في الجحيم والعرب على ابوابهم.

10- كثير من المحللين شبهوا تصرف البارزاني بما فعل صدام عام 91 ولكني اعتقد انهم ليسوا على صواب فالبارزاني اذكى من صدام مع انه قبلي مثله ولكن الوضع مختلف واذا كان هناك شبه بين الحالتين فهو ان الكرد اصبحوا في عز قوتهم ريشة تطير في هواء العرب وسيكونوا مثل الكويتيين تأتيهم احلام الغزو وهم في عز يقضتهم اكثر مما تاتيهم وهم نائمون واصبحوا يتذكرون ايام الجبال التي سمعوا عنها من ابائهم"البعبع العربي للظهور مرة اخرى".

11-خسارة الاستقرار فبعد ان تعودوا الرخاء وابتعاد الحرب عنهم عادت لهم الذكريات المؤلمة وتذكروا كيف كانوا يعيشون في تخوم الجبال وبطن الكهوف والشكفتات والتشرد والهجرة الى الجبال ومعارك الفرسان والجحوش وغيرها واصبحوا غير أمنين حتى في داخل بيوتهم بعد ان صارت لهم قصور وفلل ومزارع ويعيشون في رخاء اقتصادي واستقرار اجتماعي كل هذا اصبح اليوم مهدد.

قرار مستقل

12- بعد ان اصبحت للكرد شبه دولة وقرار مستقل الان هم ملزمون بتنفيذ قرارات المركز وبعد ان كانوا يتدللون على بغداد ويتبطرون على طلباتها اصبحوا اليوم مجبرين على تنفيذها والا فهم على موعد لفصل جديد من الصراع بكل انواعه حتى العسكري.

13- اظهرت الاحداث ان الصف الكردي يمكن ان يتمزق في اي لحظة وجداره الصلب كان من ورق وهش بحيث يتصدع مع اول نسمة تهب من بغداد ,وعادت للكرد ذكريات الحرب الداخلية التي انتهت في تسعينات القرن الماضي"صدعهم القديم لم يندمل بعد".

اخيراً اعتقد ان الكرد لن يتخلصوا من هذه الازمة بسهولة فهذه الاحداث اصبحت بالنسبة لهم كما وصفها كوسرت رسول انها اسوأ من الانفال وهو محق فنتائجها وتبعاتها لن يتسطع اهلنا الكرد التخلص منها وتجاوزها كما فعلوا مع الانفال وسقوط دولهم السابقة وهي خسارة لجهودهم منذ 100 عام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المتحدث باسم اليونيسيف يروي تفاصيل استهداف الاحتلال أطفال غز


.. مأساة إنسانية في غزة.. أكثر من 37 ألف قتيل ونصف مليون تُحاصر




.. مسؤول إسرائيلي لـ-أكسيوس-: حماس رفضت مقترح بايدن لتبادل الأس


.. سرايا القدس: لا نعلم إن كانت المعاملة الطيبة مع الأسرى ستستم




.. فوضي في يوروو 2024 ..اعتقال 50 مشجع إيطالي يحملون عبوات ناسف