الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة وجيزة عن اللاجنسيين ( Asexuals ) و- مشاكسة - للملحدين ..

هيام محمود

2017 / 10 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


(( من أجل ثقافة علمانية حقيقية تقطع مع البداوة من جذورها )) ..

هؤلاء لا يتكلم عنهم أحد , ليس لقلة عددهم فحسب بل لأنه لا يسمع أحد بوجودهم وكثيرون لا يتصورون وجودهم أصلا . الثقافة البدوية التي لم يتجاوزها إلا القليلون لا يعنيها الفرد لذلك تسمعون دائما أقوالا بدوية بائسة من قبيل "ليس وقته الآن" أو "عندنا ما هو أهم الآن" أو "يلزمنا قرون لتصل شعوبنا إلى مستوى طرح هكذا مواضيع" إلخ من الترهات البدوية التي تطلقها دوما "ديناصورات" آن أوان إنقراضها غير مأسوف عليها .

كلّنا نستغرب ونرفض سلوك دولنا العربية اللامبالي تجاه "رعاياها" ( وهو اللفظ الصحيح الذي يجب إستعماله عوض "مواطنيها" فلا مواطنة مع البداوة ) , ونقارنه بنظيره في الدول الغربية فمثلا لا يحصل شيء عندما يفنى أو يُظلم أحدنا في دولة غير دولته ويحصل الكثير والكثير جدا من الدول الغربية عندما يُعتدى على أحد مواطنيها . الثقافة البدوية لا تتكلم عمّن لا ينتمون إلى قطيعها إلا مُكرَهة وعندما تخرج الأمور عن سيطرتها , رأينا ذلك مع الشيعة تحت الإرهاب السني والسنة تحت الإرهاب الشيعي وتحتهما المسيحيون والبهائيون وتحتهم الملحدون واللادينيون والمثليون عندما كثرت أعدادهم وخرجوا إلى العلن غصبًا عن كل البداوات التي تضطهدهم , وليعلم هنا "المُستَلَبون" "المفتونون" بالغرب أنّ من سأتكلّم عنهم إلى اليوم في هذا الغرب يُعانون ويُناضلون من أجل أن يُعترف بـ "وجودهم" كبشر أصحاب "توجّه" جنسي مُختلف وأن يعيشوا في سلام كما هم وألا يُعتبروا "مرضى" أو "شواذا" , والمضحك المبكي هنا أنّ كثيرا من المثليين ( المضطَهدين من المغايرين ) يعتبرون اللاجنسيين "شواذا" و "غير عاديين" ! ..

في بلداننا , المثليون هم الأكثر إضطهادا وعزلة من ضمن المضطهدين الذين ذكرتهم بسبب ميولهم الجنسية المخالفة لميول قطيع الأغلبية "المغايرين" ومع ذلك فهم أحسن حالا وأكثر إندماجا من اللاجنسيين , هؤلاء لا يَشْكُون من أيّ تشوهات أو عجز أو "مشاكل" جينية / عصبية / "نفسية" / هرمونية / إجتماعية , هم ببساطة "هكذا" : "لاجنسيون" , ووجودهم ينسف خرافة الإله بالمناسبة . هؤلاء لا يُقتَلون ولا يُلقَى بهم من فوق الحيطان نعم , لكن العزلة والإضطهاد "النفسي" والملاحقات التي يعيشونها لا تقلّ عمّا يتعرّض إليه المثليون أو غيرهم ممّن تسمهم الثقافة البدوية العنصرية المتخلفة بـ "الشذوذ" , ربما تكون نسبتهم من واحد إلى ثلاثة من مئة كما تذكر بعض الدراسات عنهم ( ليس عندنا بالطبع ففي مصر مثلا لا يُقال عدد المسيحيين والشيعة والبهائيين والملحدين والمثليين فهل ستأبه الدولة العربية الإسلامية هناك بتعداد اللاجنسيين ؟ / سؤال وأمرّ : ماذا عن نيوتن , فولتير وكانط ؟ ) ومع ذلك شرف لي أن أكتب لهم / لهنّ وعنهم / عنهنّ وإن كانوا / كنّ واحد أو واحدة من مليون . هؤلاء كما تقدّم , في الغرب لا يزالون يبحثون عن الإعتراف بـ "وجودهم" , أما عندنا فهم "غير موجودين" أصلا ! أسأل كل من يقرأ كلامي الآن هل تعرف ما معنى أن تُعتَبَرَ "غير موجود" ؟ الحيوانات والحشرات "موجودة" في مجتمعاتنا العربية الإسلامية ومُعتَرف بها أما هؤلاء فلا ! ضع نفسك مكان أحدهم أو إحداهن للحظات وقل لي رأيك في "ديناصور" يقول لك : "عندنا ما أهم الآن" ! قل لي يا من تزعم العلمانية والعلماني ليس بدويا بالطبع هل هناك شيء أهم من "وجودك" ؟ .. كلّي شرف وفخر أن أكتب لهم / لهنّ وعنهم / عنهنّ وإن كانوا / كنّ واحد أو واحدة من مليون , أكتب بـ "طريقتي" هنا في هذا المحور , ويكون هدفي من وراء ذلك البحث عن "الفرد" المنفي والمُغيَّب ظُلمًا تحت نفايات "القبيلة" وما أكثرها , وكلّ ذلك يدخل تحت هدفي في هذا المكان : البداوة . وأذكر القراء بكلام من مقالي "إلى هيئة تحرير الحوار وإلى قراء الحوار .." قلت فيه أن هدفي هو ( "ثقافة" أزعم أنها شأنُ صفوةِ صفوةٍ ) وأنّ من سيصلهم هدف ما أكتب هم ( هؤلاء العلمانيون "الحقيقيون" الذين هم الأمل الوحيد لمستقبلِ إنسانٍ كريمٍ في وطنٍ حرٍّ ومنيع ) .

أعطيكم أحد مفاهيمي لـ "العلماني الحقيقي" (( هو الذي يستطيع التجسّد في كلّ ضحايا البداوة منذ بداية الوجود البشري إلى الآن .)) , ليتأمّل معي قولي الأعزاء الملحدون : لن يُشكل عليَّ أحد عندما أقول أن أيَّ فكر يسيءُ إلى كرامة الإنسان بأي طريقة كانت لا يمكن القبول به بل ويجب القضاء عليه , الملحدون على مرّ التاريخ وإلى اليوم فيهم من إقترف ويقترف جرانما عنصرية في حق المتدينين فقط لأنهم متديّنون , فهل هؤلاء "يمثّلون الإلحاد" ؟ .. أجزم أن أغلبكم سيقول لا , ويستطيع أن يجيبني بمجلّد وهذه هي البداوة يا سادة , كل أجوبتكم يا سادة ستكون نسخة منحولة من أجوبة المتدينين البدوية للدفاع عن أديانهم وآلهتهم تماما كإلحادكم , كلكم تقولون وقولكم صحيح أن الأديان كلها نسخ منحولة من بعضها لكن هل سمع منكم أحدٌ قولا يقول أن "الإلحاد نسخة منحولة من الأديان" ؟ , سجلوه لي فهو قولي .. أعجب من تساؤل المتدينين عن الإلحاد وأصوله والكتب الذي تمثله ومن هم رموزه و "أنبياؤه" كما أعجب من ردود الملحدين عليهم أن الإلحاد لا كتب ولا رموز ولا "أنبياء" له ؛ المتدينون والملحدون كلهم يشتركون في نفس الهراء ونفس الكتب ونفس الأنبياء , كلهم يمضون حياتهم يصارعون نفس طواحين الهواء ؛ الإلحاد هو "ضد الإله" وهو "الشيطان" و "الشرير" في كل دين , هو شريك "الإله" في الخرافة تماما كشراكة المسيح والشيطان في الخرافة المسيحية فلو غاب الشيطان لغاب معه المسيح وكذلك الأمر في كل دين , الإله خرافة والأديان خرافة وكذلك الإلحاد خرافة ؛ أصل القصة خرافات كتبها كمشة بدو في القرن السابع قبل وقتنا ( ق م ) إلى اليوم نتصارع من أجلها , المتدين يقول عنها أشياء فيكذبه الملحد والإثنان يضيعان أعمارهما في دراسة تلك الخرافات البدوية ويتساءل المتدين عن كتب الملحد ! .. الإثنان كذلك يتطفّلان على العلوم فالمتدين يستعملها للتأكيد على صحة دينه والملحد لنسف دينه والعلوم لا علاقة لها لا بدين هذا ولا بإلحاد ذاك فالعلوم لا تعتني بالتخاريف , التخاريف لها المتدينون والملحدون .

سأتجسّد في مسلمة سخر منها ملحدون أو لم يمنحها أحدهم الوظيفة الفلانية فقط لأنها "محجبة" , لن يرضيني من سيقول أن هؤلاء شذاذ وليس للإلحاد دخل في سلوكهم المنحرف والإلحاد ليس دينا يأمر بالبراء من غير أتباعه إلخ إلخ , لن يرضيني إلا إسقاط الفكر الذي يتبناه أولئك ومن أصوله أو على الأقل تخليصه من العنصرية التي فيه , لكن كيف سأصل إلى ذلك وأنتم تنزهونه عن كل مسؤولية ؟ .. فكر فيها عزيزي الملحد وقارن ردودك بردود المتدينين , ألست نسخة منحولة منهم ولا غرابة فأنت كنت منهم ؟ ثم لماذا لا يكون الإلحاد هو المسؤول ؟ من أهمّ عندك الإنسانة التي ظُلمت أم "فكرة" ؟ ثم ألم نتفق على أن أيَّ فكر يسيءُ إلى كرامة الإنسان بأيّ طريقة كانت لا يمكن القبول به ؟ ثم كيف تطلب من المتدينين مع آلهتهم ما لا تستطيع أنت فعله مع إلحادك ؟ .. سأقول عنك أنك بدوي وآن الأوان لتستيقظ وتنسف أي تقديس لإلحادك الذي لا حرمة له مثله مثل الأديان والإيديولوجيات , الحرمة الوحيدة تُمنح للإنسان فقط ؛ لنعطي النموذج أو المثل للمتدينين لنساعدهم على التخلص من أغلال التقديس فلا خلاص لهم ولنا إلا بذلك . لا أتصور أنه سيفوتكم أننا بذلك سـ "نتفرد" بآلهتهم التي لن يدّخر أحد منّا ذرّة جهد للقضاء عليها ولن نستطيع ذلك "كليًّا" بالطبع لكننا سنقضي على آلهتهم الحقيقية على الأقل وسيصبح الله ذلك السفاح الذي لا يرتوي من الدماء كالمسيح الموجود في الدول الغربية اليوم , ونفس الشيء مع كلّ الإيديولوجيات الأخرى المُدمِّرة لبلداننا بعد الدين وهي كلّها دون إستثناء .. مُدمِّرة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيد Sami Simo من الفايس ..
هيام محمود ( 2017 / 10 / 29 - 21:44 )
تقول (خسأ كل من ذكر اسم المسيح ولم يتعب نفسه قليلا للبحث الصادق عن من هو المسيح) , جزيل الشكر على الحضور فالفكر الذي قدمتَه والذي يُجسِّد في أبهى حلّة بداوة دينك المتخلف هو الذي أسعى لفضحه , أيضا شكرا لفضحك لإرهاب دينك الإجرامي الذي يزعم البدو المنافقون أتباعه أنه أسس للعلمانية فأين قولك البدوي الإقصائي (خسأ ...) من العلمانية ؟ : أنا بحثتُ عن من هو هذا المسيح ووجدتُ أنه لا يصلح للإستعمال البشري ومكانه المتحف إن لم يكن المزبلة ؛ هذا رأيي وهكذا عقلي قال لي فلماذا (أخسأ) ؟ وأين كلامك البدوي التكفيري هذا من حرية العقيدة ؟ .. الفكر الذي تحمله هو حقيقة المسيحية الإرهابية الإجرامية التي يدعي بنو جلدتك البدو أنها -حب- و -سلام- وباقي الأكاذيب التي يروجون لها , فجزيل الشكر لمساعدتك في كشف حقيقة هذه العقيدة المتخلفة الهمجية ..

اخر الافلام

.. جون مسيحة: مفيش حاجة اسمها إسلاموفوبيا.. هي كلمة من اختراع ا


.. كل يوم - اللواء قشقوش :- الفكر المذهبي الحوثي إختلف 180 درج




.. الاحتلال يمنع مئات الفلسطينيين من إقامة صلاة الجمعة في المسج


.. جون مسيحة: -جماعات الإسلام السياسي شغالة حرائق في الأحياء ال




.. إبراهيم عبد المجيد: يهود الإسكندرية خرجوا مجبرين في الخمسيني