الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهجوم على سياسة السيد البرزاني حجةٌ واهيةٌ و نفاقٌ

يوسف حمك

2017 / 10 / 30
القضية الكردية


مخطئ من يظن أن الاستفتاء كان سبباً لتصعيد العبادي ضد الكرد ، و إيقاظ عنجهيته المفاجئة ، و جرأته على مهاجمة البيشمركة ، و هضم كركوك ،
أو قضم المناطق المتنازعة عليها ، و مطالبته الملحة بالتهديد و الوعيد لابتلاع ما تبقى من إقليم كردستان بالأسلحة الأمريكية للحشود الشيعية – إحدى أذرع ولاية الفقيه – التي وصفتها الإدارة الأمريكية مؤخراً بالإرهاب .

تكالب الجميع داخلاً و خارجاً على سياسة البرزاني ، و إلقاء اللوم عليه ، بذريعة خوضه مقامرةً غير مضمونة النتائج ، و أن ماحصل كان خطأً ارتكبه ، و وبالاً كارثياً حل بشعبه .

فلأن الاستفتاء حقٌ مشروعٌ لأي شعبٍ يريد أن يقرر مصيره بنفسه متى ما شعر بالغبن ، و عدم تحمل الوصاية , و تعطشه للحرية .
حينها عليه حسم الأمر على عجالةٍ ، و البدء بما عزم عليه . مثلما فعل الكرد في / 25 / 9 / 2017 / .
فحصدوا اثنين و تسعين بالمئة من الأصوات لصالح الاستقلال . ولاسيما أن الرغبة في الحرية غريزيةٌ فطريةٌ لا تكتسب البتة . بل نابعةٌ من سجيةٍ ترفض المكان ، ولا تعترف بالزمان ، و لا صلة له بالوقت الذي وصفوه بعدم إنضاجه ، كي يجعلوه مطيةً لهم لتنفيذ مخطط أصحاب العمائم في قم ، و اللحى الطويلة .

إن ما يجري في المنطقة عموماً ، و في سوريا و العراق خاصةً ، ماهو إلا صراع الدول العظمى و الإقليمية على النفوذ ، و منابع النفط الغزيرة .
أما على أرض كردستان فالسباق محمومٌ على وجه الخصوص بين أمريكا و أيران و تركيا ، و تبلغ المنافسة أوجها بين المشروعين النقيضين ( الأمريكي و الأيراني ) . وما التصعيد العسكري للعبادي سوى صوت أصحاب العمائم ، و لطمةٌ عنيفةٌ في وجه ترامب لإفشال مخططه ، و إنجاح مشروع ( الهلال الشيعي ) لمرحلة ما بعد داعش .
الطغمة الحاكمة الفاسدة في بغداد لم تخدم العراق يوماً ، و لا فكرت في مصلحة الشعب البتة ، فلا مشاريع تنمويةٍ لديهم ، و لا اقتصادية أو خدمية تنهض بها البلاد
، ولا أمل ببناء دولةٍ مدنيةٍ ديموقراطيةٍ في ظلها ينعم المواطن بالأمن و العدل .
بل زمرةٌ متسلطةٌ على رقاب الناس ، متشرذمةٌ متناطحةٌ بميليشياتها الطائفية على النفوذ و المحاصصة .
فهم رجال سلطةٍ لا رجال دولةٍ ، و طغمةٌ تتاجر بالوطن ، ولا صلة لها بالوطنية ، أو لتطبيق الدستور و إعوجاجه .

لن يسود الاستقرار في أي بقعةٍ عليها طوائفٌ كثيرةٌ ، و عرقياتٌ متعددةٌ أُجبرتْ على التلاحم باسم الدولة ، تتبع كلٌ منها لمرجعياتٍ في الخارج تُؤْتمر بأمرها ، و تنفذ خططها على حساب سحق الفئات الأخرى ، و تهميش البعض الآخر .
ما هكذا تبنى الدولة ، و لا تتحقق الوحدة بالإكراه .
أما الحلول العسكرية فحبوبٌ مخدرةٌ لا تزيل المرض ، و لا تنجب الشفاء ، بل تعمق الخلافات ، و تستفحل الأزمة أكثر .
و ليس بوسع دبابات حشود أيران أن تمحي إرادة شعبٍ قال كلمته : ( نعم للحرية .. نعم للاستقلال و استرداد الكرامة ..) . خلاصاً من كابوس عقولٍ مصدأةٍ بغبار التاريخ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى كاتب المقال
صباح ابراهيم ( 2017 / 10 / 30 - 16:27 )
لينفعكم استافتاء مسعود البارزاني وليقم لكم دولة بارزانستان الوهمية وتقرير مصير لدولة لا يعترف بها احد سوى اسرائيل ربيبتكم .
حاسبوا مسعودكم الديكتاتور وشوفوا ماذا فعل بشعبكم ، مقرات الاحزاب السياسية تحترق بيد الكرد ،
البرلمان الحقيقي معطل ورئيس البرلمان مطرود من عمله وممنوع من الدخول الى اربيل ، و غدا ستنشب معارك طاحنة بين البارتي والاتحاد الوطني و التغيير كما كانت تحدث سابقا واعتدتم عليها .
كان ديكتاتور الاقليم سلطانا في مملكته لكن طمعه وطموحه الغير محدود اوصله الى التهلكة وتمزيق شعبه وتفتيت الاقليم .

اخر الافلام

.. مصر نسقت مع الأمم المتحدة لدخول 2272 شاحنة إلى غزة


.. حماس تتهم نتنياهو بالتخلي عن مقترح بايدن والأونروا تتحدث عن




.. اليونيسف: لدينا نحو 100 مليون طفل وشاب في القارة الإفريقية م


.. شهداء وجرحى نتيجة قصف إسرائيلي على محيط خيام النازحين غربي م




.. اعتقال سائحة أميركية اقتحمت مسجدا في يافا.. واعتلت منبره