الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللقاء التاريخي بين رضا شاه ومصطفى أتاتورك

عادل محمد - البحرين

2017 / 10 / 31
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


نشطاء يتداولون ويشيدون بالمجاملات بين الزعيمين

مقطع مصوّر نادر لأتاتورك وشاه إيران

في مدينة أزمير التركية في العام 1934، تبادل شاه إيران رضا بهلوي، ومؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، عبارات المجاملة والثناء، خلال زيارة لشاه إيران يسترجع تفاصيلها رواد مواقع التواصل.
وتداول النشطاء مقطعًا يبدو نادرًا، يجمع الزعيمين التركي والإيراني، ويبدو أنّ المقطع حظي بهذا الزخم كونه يتزامن مع ذكرى تأسيس الجمهورية التركية.

والمقطع الذي صوّر في مدينة إزمير غرب تركيا، يظهر بهلوي أثناء زيارته في عام 1934 وهو يتحدث مع مؤسس الجمهورية مصطفى كمال اتاتورك.

وخلال المحادثة التي أجراها الزعيمان، وهما يسيران على الأقدام، بحسب صحف تركية، يظهر أتاتورك ممتدحًا شاه إيران، كما يبلغ أتاتورك شاه إيران أنهم كانوا يترقبون هذه الزيارة منذ فترة طويلة، مشيراً إلى تحقق اللقاء الذي انتظروه بشوق في النهاية.

وفي رد منه على عبارات أتاتورك هذه، تقدم شاه إيران بالشكر إليه معرباً عن سعادته من زيارته إلى تركيا ورغبته في القدوم إليها كثيراً، بحسب موقع صحيفة "الزمان" التركية.

ومن جانبه، شدد أتاتورك على كون شاه إيران صديقاً له منذ القديم، مفيداً أن هذه الزيارة ستعزز الصداقة بين الدولتين.

وعقب هذا اللقاء، توجه الزعيمان لمشاهدة الأوبرا التي عُقدت خصيصاً من أجل شاه إيران.

ورضا بهلوي هو مؤسس الدولة البهلوية، حكم ما بين أعوام 1925 و1941 وقام بخلع آخر شاه من الأسرة القاجارية الشاه أحمد شاه قاجار في 12 ديسمبر 1925، وأنهى حكم القاجاريين.

خلفه ابنه محمد رضا بعد أن أجبره غزو بريطاني - سوفييتي مزدوج في 25 أغسطس 1941 على التنحي في 16 سبتمبر 1941.

وذكرت وسائل اعلام تركية أنّ رواد مواقع التواصل الاجتماعي ركزوا في تعليقاتهم على هذا الشريط المصور إلى "لباقة" أتاتورك في حديثه مع شاه إيران، مقابل موقف الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان العدائي في السياسة الخارجية.

يشار إلى أنّ الأتراك يكنون احترامًا شديدًا لمصطفى كمال أتاتورك مؤسس الدولة الحديثة وقائد الحركة التركية الوطنية التي نشأت في أعقاب الحرب العالمية الأولى.

وأوقع أتاتورك الهزيمة بجيش اليونانيين في الحرب التركية اليونانية عام 1922، وبعد انسحاب قوات الحلفاء من الأراضي التركية، جعل عاصمته مدينة أنقرة، وأسس جمهورية تركيا الحديثة، فألغى الخلافة الإسلامية وأعلن علمانية الدولة.

ولقد أطلق عليه اسم أتاتورك (أبو الأتراك) وذلك للبصمة الواضحة التي تركها عسكرياً في الحرب العالمية الأولى وما بعدها، وسياسياً بعد ذلك وحتى الآن في بناء نظام جمهورية تركيا الحديثة.

نقلاً عن موقع إيلاف

----------

العلاقات الإيرانية التركية

شهدت العلاقات الإيرانية-التركية فترات مد وجزر تعاقبت في اتصال لم ينقطع منذ مئات السنين، وكأن معطيات الجغرافيا قد أبت إلا أن تكون ناظماً لوتائر من الشد والجذب، طغت على العلاقات الإيرانية-التركية منذ ما يزيد على خمسمئة عام. ومثلما كانت الجغرافيا حاضرة في مسار تطور هذه العلاقات، فقد كان التاريخ شاهداً على الصراع بين المشروعين الصفوي الإيراني من جهة، والعثماني التركي من جهة أخرى، إذ مثل الشاه عباس الصفوي ذروة المشروع الأول والسلطان مراد الثالث قمة المشروع الثاني. ولتجذير التناقض بين المشروعين ولتثبيت هوية معادية للسلطنة العثمانية، فقد عمد السلطان إسماعيل الصفوي إلى إعلان تشيع إيران لتدعيم قدراتها الصراعية مع تركيا بالروافد المذهبية. وكان أن اتخذت العلاقات بين البلدين أشكالاً دراماتيكية حين قامت الحروب المتعاقبة بين الدولتين في القرون اللاحقة، وأبرمت المعاهدات لتثبيت حدود البلدين واعتراف كل منهما بالآخر حامياً لأحد المذاهب الإسلامية (إيران للشيعة والدولة العثمانية للسنة)، وهو الأمر الذي تم تثبيته في معاهدات بين البلدين مثل معاهدة زهاب الموقعة عام 1639. ومن يومها أصبح هناك بعد عقائدي للصراع على النفوذ في المنطقة بين الدولة الإيرانية الشيعية والدولة العثمانية السنية ومن بعدها وريثتها الجمهورية التركية. وفى هذا السياق لا يفوت أن «المسألة الكردية» ظهرت على إثر خسارة إيران للأناضول في معركة تشالديران أمام السلطنة العثمانية عام 1514، لأن الأكراد أصبحوا من يومها مشتتين على دول المنطقة بعد أن كانوا منضوين جغرافياً تحت عباءة الدولة الإيرانية.
ظهرت بواكير منطقة الشرق الأوسط الحالي ابتداء من العقد الثالث للقرن العشرين ، فالإمبراطورية العثمانية قد اختفت من الوجود وحلت محلها الجمهورية التركية ، وانتقلت مقاليد الحكم في إيران من يد الأسرة القاجارية إلى يد رضا شاه الجندي والضابط وقائد الجيش لاحقاً. أما في الدول العربية فقد عبثت اتفاقية سايكس-پيكو بملامح جغرافيتها بشكل حاسم وصلاً وقضماً، وضماً وقطعاً، ومثال تشكيل حدود دول المشرق العربي حاضر وناجز، إلا أنها في الوقت ذاته دشنت الدول الوطنية العربية لأول مرة في تاريخ المنطقة. يبدو الصراع على النفوذ بالشرق الأوسط والرغبة في التمدد الإقليمي قدراً مستمراً للعلاقات الإيرانية-التركية، على الرغم من بعض الفترات التاريخية التي شهدت العلاقات فيها تقارباً بين البلدين، ولكن دون أن يرقى هذا التقارب إلى مستوى التحالف بين البلدين الجارين.

رضا شاه يزور أتاتورك لمدة أسبوعين في 16 يونيو 1934.

وفي 22 أبريل 1926، وقع البلدان في طهران "معاهدة صداقة" تنص مبادئها على الصداقة والحياد وعدم الاعتداء على بعضهما البعض. المعاهدة تضمنت أيضاً احتمال القيام بعمليات عسكرية مشتركة ضد المجموعات في أراضي البلدين التي تسعى لتعكير صفو الأمن أو تحاول تغيير نظام الحكم في أي من البلدين. هذه السياسة كانت موجهة بطريقة غير مباشرة إلى الأقليات الكردية في البلدين.
وفي 23 يناير 1932 وقع البلدان في طهران معاهدة ترسيم حدود، على الرغم من أن الحدود لم تتغير منذ معركة چالديران في 1514.
ومثال آخر للتقارب كان العلاقات الدافئة التي ربطت بين شاه إيران الأسبق رضا شاه ومؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال آتاتورك في أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات. ففي 16 يونيو 1934 بدعوة من أتاتورك قام رضا شاه بزيارة تركيا لمدة أسبوعين مصطحباً وفداً عسكرياً رفيع المستوى ضم الجنرال حسن عرفة. وقد قام بزيارة العديد من المناطق التركية. الجمهورية التركية مثلت لرضا شاه وقتها «النموذج العصري» أمام إيران الراغبة في التحديث.
وفي 8 يوليو 1937 تم توقيع معاهدة عدم اعتداء بين تركيا وإيران والعراق وأفغانستان. وتلك المعاهدة أصبحت تُعرف بإسم معاهدة سعد أباد. الغرض من المعاهدة كان ضمان الأمن والسلام في الشرق الأوسط.
وبوتائر مختلفة استمرت العلاقات دافئة من وقت الشاه السابق محمد رضا حتى قيام الجمهورية الإسلامية في إيران، وإن ميزها انضواء البلدين تحت مظلة التحالفات الأميركية ومواجهة الاتحاد السوڤيتي السابق.

حلف بغداد، 1955

وكان تأسيس منظمة الحلف المركزي (حلف بغداد) في أغسطس 1955، مؤشراً جديداً على تقارب إيران وتركيا تحت السقف الدولي اللتين بنتا سياساتهما الإقليمية تحته وعلى قياسه، وبالمقابل من الأحلاف العسكرية ظهرت فكرة عدم الانحياز بقيادة ثلاثية ضمت الجمهورية العربية المتحدة والهند ويوغوسلافيا؛ مما أدى إلى ترسيخ صورة جديدة للمنطقة يقوم الفرز الإقليمي فيها على أساس التحالفات الدولية. وهكذا وبعد ظهور الدولة الوطنية في البلاد العربية وقيام الجمهورية التركية ومحاولات تحديث إيران تحت الحكم الملكي، بدا الفرز واضحاً في المنطقة بين حلف بغداد الذي قادته الولايات المتحدة الأميركية انضوت فيه كل من إيران وتركيا وباكستان والعراق، وآخر تحالف مع الاتحاد السوفييتي السابق وضم باقي الدول العربية. ساعتها تم تدشين شرق أوسط جديد بأبعاد وتوازنات مختلفة جذرياً عما ساد قبلسايكس-بيكو وما بعدها، إذ إن ثنائية النظام الدولي انعكست استقطاباً ثنائياً إقليمياً في المنطقة، ولكن هذا الاستقطاب الثنائي في الواجهة لم يستطع أن يحجب ظهور ثلاثة أطراف إقليمية أساسية على خلفية هذا الاستقطاب هي: العرب والأتراك والإيرانيون.

نقلاً عن موقع المعرفة
----------
رابط الموضوع + فيديو وصورة تاريخية للقاء رضا شاه مع أتاتورك
http://elaph.com/Web/News/2017/10/1174417.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من


.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال




.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار


.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل




.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز