الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هندسة الذات (7) : الأرشاد العقلاني الأنفعالي

سعاد جبر

2006 / 2 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تواجهنا الحياة بتحديات من أنماط متنوعة ، ويواجهها البشرية بأشكال متنوعة ، ويغلب على المتابع المتأمل سيكولوجيا لطبيعة تلك الاستجابات لهذه التحديات ، قضايا في غاية الأهمية ، وتتأكد في أننا نضع لأنفسنا قواعد كلية مطلقة ، نبرمج الدماغ عليها ضمن قوانينه ، التي تصنع السلوك وكل نكهة حياتنا مرها وحلوها ، وهناك مساحات مطلقة لدينا نعتقد فيها الصواب دائما ، وهي سر دمار ذواتنا وأحياناً تبلغ حد جلد الذات أو رفضها وربما إيذاؤها ، وهناك دراسات نفسية متعددة في هذا المجال ، ويبدو أن البحث العلمي في هذا المجال قد حقق قفزات رائعة نفسيا واجتماعيا وتربويا في الغرب، ولكن لم يزل البحث العلمي وتتبع قضاياه في عالمنا العربي متأزم لم يحقق المستوى المطلوب والمنشود في هذا الصدد ، ولعل قلمي المتواضع بين أيديكم عبر مشروع هندسة الذات يحاول أن يضع لبنة بناء وتوعية في هذا الصدد ، علها تجد إذاناً صاغية وايدي تتكاتف في خدمة الثقافة النفسية عبر الأعلام الالكتروني ومؤسساته الرائدة ، لأنني عبر علاقاتي المتنوعة حاولت أن اصنع لبنة بناء في الأعلام المقروء والمرئي ولكن الحقيقة مرة في أن ذلك الأعلام يضع له شعارات خادعة على الملأ ، ولكنه في الواقع يرفض تلك المشاريع التنويرية ، أو بالأحرى يعتمد على أسماء معلنة لديه مرموقة بطبول ما يصنعه لها؛ من شهرة وهمية ، تخدع المشاهد والقارئ العادي لكنها لا تخدع الباحث والمتخصص المتابع ، وكلمة حق أقولها أن مساحة الحوار المتمدن هي المساحة الإعلامية الرائعة الوحيدة التي أتاحت لي بناء لبنة بناء وتوعية متسلسلة في مجال هندسة الذات ، والجواب واضح في أن تلك المساحة الإعلامية تعلن الانفتاح بصدق وتنبذ الأحادية والانغلاق وترحب بالتجديد والتغيير وإنا من هذا المنبر أهنئها على هذا الانجاز الرائع رغم ما يعترضه من تحديات ورفض في مجتمعاتنا العربية المتكيفة مع الأحادية والرافضة للانفتاح والتغيير في اغلب أحوالها
وهنا لابد أن احدد في مجال الإرشاد العقلاني الانفعالي ماهية الأزمات في سلوك المسترشد ، حتى نضع يديه على جرح ينزف نفسيا لديه وهو يعتقد انه جزء من ذاته لايستغني عنه ومنها
ـ أن الجميع بتأمر علي ويكنون الكراهية لي في الأسرة ربما والعمل دائما والحياة الزوجية حتى السياسة مما ينشأ عنه تضخيم صورة الواقع بين عيني المرء فتتعقد عليه الأمور واليات حلها
ـ يجب أن يكون الجميع راضي عنك في الأسرة والعمل والحياة ، وهذا ليس صحيحاً ، لأنه ليس بالضرورة أن يرضى عنك الآخرين ، دع الآخرين وتفرغ لترضى أنت أولاً عن نفسك وتصنع السلام معها ، بعد ذلك يتغير الآخرون والواقع معاً
ـ ليس مهما أن يشكرني الآخرين يكفي أن اشكر نفسي.
ـ ليس مهماً أن يصفق لي الآخرون يكفي أن اصفق لنفسي
ـ الصراع مع الصراع يصنع المحنة والأزمة، والمحبة تفتح القلوب ولا بد أن تنتصر على الأحقاد في كل الظروف والأمكنة وفي كل حال وحين ، اطرق أبواب الآخرين بالمحبة ثم اطرق ثم اطرق لابد أن يفتح الباب يوما ما وتنتصر المحبة على الأحقاد
ـ ليس مهما أن أوقف حياتي على مشاعر وانطباعات الآخرين وان يمشوا وفق مخيلتك ورغباتك بأن يكون الجميع راض عنك ويمضي وفق اتجاهاتك ، فهذا خطأ كبير في البعد العقلاني الذي يقع فيه اغلب الناس ، لأنهم يعتقدون انه يقع في بند ( الواجب ) أن يكون الناس على نمط معين وان يكون جميع الناس في موقف رضى عنك ، وهذا ليس صحيحاً لأن المهم أن ترضى أنت عن نفسك ويكون هناك نوع من الأمان النفسي أو لنقل السلام النفسي وحالة قبول متناغمة رائعة بينك وبين ذاتك
ـ اجلس مع نفسك وراجع إحكامك المطلقة ودونها على الورقة
ـ قم بالمحاكمة العقلانية لها ثم اتخذ القرار
ـ ثق دائما أن ثقتك بنفسك أولاً تصنع المعجزات وان استطعت أن تصنع المعجزات في ذاتك ، فقد صنعت المعجزات في الناس والكون والعالم بأجمعه
أودعك عزيزي القارئ على باقة فل وياسمين تحملها أجنحة سنونو المحبة المحلقة على عرش قلبك أولا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24