الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف للوجوية ان تغير حياتك !

علاء عابد محمد

2017 / 11 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الوجود، العدم، القلق،الفزع، الغثيان ،السقوط،الغربة،الحرية،الالتزام،الالتصاق،النظرة،الجحيم،سيزيف
كلمات غريبة ارتبطت بالفلسفة الوجودية وانطلقت على السنة الناس في المقاهي والمدارس والجامعات بفضل سارتر الذي حول الفلسفة من لغة الفلاسفة الى لغة العامة في كل مكان ،
الوجودية مجموعة من الاراء تنسب لمجموعة من الفلاسفة امثال كيرجارد ،سارتر،كامو ،هايدجر
وتبلورت هذه الاراء في النهاية لمذهب فلسفي يرى ان الانسان وجد على الارض او بالأحرى قذف إلى الوجود ثم يختار بنفسه ماهيته اي صفاته ،جوهره الذي يميزه عن غيره .
حيث كان يعتقد افلاطون وارسطو ان لكل شئ جوهر في ذاته بما في ذلك الانسان وهذا الجوهر يتشكل لحظة الميلاد،
ثمة مثال مجحف وقاس ساقه سارتر في هذا الصدد قائلا " إذا دخل شخص مبتور الساقين سباقا وانهزم فهو الملام الوحيد على عدم فوزه " ، ياله من مثال قاس ، هكذا ترى الوجودية الانسان متجردا من تأثيرات الظروف الخارجية مثل العائلة ، الاصدقاء، المحيط الاجتماعي ...الخ
وكعادة أي مذهب فلسفي لم يصفق الناس كلهم للوجودية فثمة من رحب ورأى فيها روشتة لعلاج مشكلات الانسان وهناك من ساق التهم يمينا ويسارا لهذا المذهب الشيطاني على حد وصفهم وعلى رأسهم المؤسسات الدينية ،
لكن كيف يمكن لهذا المذهب ان يغير حياتنا ،
أولا :- انت حر
انت حر تماما ، حر كليا ، إذا فشلت في اختبارات الكلية فلا تلم إلا غيرك فأنت المسؤول الاول عن غضبك عن سعادتك ومسبباتها عن قراراتك عن كل شئ،
لكن السؤال هنا :- هل هذا الرأي اجاب بشكل قاطع على إشكالية الحبرية والحرية
الإجابة:- لا يمكن للشخص ان يدرك هل هو حر ام مجبر ذلك لأن حل هذا الجواب خارج عن إرادتنا وقدراتنا العقلية لكن ماذا تريد
هل تريد ان تعيش بالفلسفة الجبرية معلقا فشلك وعجزك وضعفك على شماعة الجبرية ، فلن تصل إلى ماتريد
على العكس إذا قررت العيش بمبدأ انك حر ومسؤول عن حريتك ذلك سيغير من الوضع كثيرا
ثانيا :- أنت في مواجهة انت
تخيل معي ، هناك شاب في ريعان شبابه يقف عند مفترق طرق بين خيارين ، ان يجلس بجانب امه المريضة ويرعاها حتى تتماثل للشفاء او يلتحق بالجيش في حربه ، ماذا ستختار لهذا الفتى ?
إذا اختار الحل الاول فسيحقق نجاح كبير لشخص واحد وإذا اختار الحل الثاني فسيصبح جزء صغير من نجاح غير مضمون ،
ما يود سارتر قوله انه لا يوجد اي مؤسسة اجتماعية او دينية تستطيع ان تهدي الفتى الى الخيار الصواب ذلك لانهم بشر مثله لا اكثر او اقل ، لذلك لا بد ان يكون القرار اصيلا نابعا من ذاته ، فليس لدينا اي طريق مرسوم سلفا لاتباعه،
ثالثا :- الجحيم هم الاخرون
تخيل كم الرغبات والاحلام والاماني التي قتلناها بسبب خوفنا من كلام الناس ، الجحيم هم الاخرون حقا لان الفرد لا يستطيع ان ينزعهم من جلده ويعيش حرا ، ولا يستطيع ان يمنعهم من الدخول إلى عقله واحتلال تفكيره ،
الفيلسوف الالماني عاشق التجول وعدو التلفاز الاول لديه وصفة سحرية تخلصنا من هذا الجحيم ،
" تخيل انك مت .."
نعم ، تحب فتاة وتخجل من مصارحتها نظرا لكونك محافظا على كرامتك فضلا عن جحيم الاخرون
يرد هايدجر :- إذا تخيلت انك مت الان هل في موتك ستتدكر تلك اللحظة ، ففي اللحظة التي ستدرك فيها انك ستموت يوما عندها ستتوقف عن التفكير في الصورة التي يراك الناس بها ، او بمعنى ادق ستقتل الخجل بالتفكير في الموت،
عندما سئل هايدجر عن الطريقة المثلى التي يجب ان يتبعها الفرد ليحيا حياة سعيد
رد :- ان يعيش فترة طويلة في المقابر
رابعا :- انت لوحة ترسمها كل يوم
الانسان حر بشكل مخيف ، وقد قذف إلى هدا الوجود على غير إرادة وبدون استشارة منه ، ولا يوجد اي قانون اخلاقي باستطاعته مساعدتنا ذلك لان واضعي هذه القوانين بشر قذفوا للوجود مثلنا ، لذلك نحن احرار في صياغة وتشكيل عاداتنا واخلاقياتنا والطريقة التي نعيش بها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الشجاعة داخل نفق مظلم.. مغامرة مثيرة مع خليفة المزروعي


.. الحوثي ينتقد تباطؤ مسار السلام.. والمجلس الرئاسي اليمني يتهم




.. مستوطنون إسرائيليون هاجموا قافلتي مساعدات أردنية في الطريق


.. خفايا الموقف الفرنسي من حرب غزة.. عضو مجلس الشيوخ الفرنسي تو




.. شبكات | ما تفاصيل طعن سائح تركي لشرطي إسرائيلي في القدس؟