الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقلية القيادات الكردية والتغيير

زارا مستو

2006 / 2 / 21
القضية الكردية


لست مبالغا إذا قلت إن الحركة الكردية في سوريا مازالت لا تمتلك أي مشروع تغييري لوضعها الراهن , ولا تتفق على ابسط المسائل التي تخص قضية الشعب الكردي ، ورغم وجود إطارين يضمان أغلب الأحزاب الكردية .
فقد مرت الحركة الكردية في سوريا بمراحل كثيرة لكنها في كل مرة تثبت عدم قدرتها على التغيير والمواكبة كما يتطلب. فبعد انهيار السوفييت غيرت معظم حركات التحرر والدول الاشتراكية من برامجها ومشاريعها للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية, بينما الأحزاب الكردية بقيت أسيرة عقلية تلك المرحلة , ورغم أنها تخلت عن برامجها الماركسية. ثم جاءت أحداث سبتمبر , فكانت هذه الأحداث بمثابة نقطة التغيير و التحوّل لسياسات الدول الكبرى في منطقة الشرق الأوسط , فأدركت واقتنعت هذه الدول بأنه لابد من حل كثير من القضايا المتعلقة في منطقتنا لضمان مصالحها الأمنية والاقتصادية, ومن بين هذه القضايا قضية الشعب الكردي وقضايا حقوق الإنسان والديمقراطية. فرغم كل هذه التطورات الهامة بقيت الحركة الكردية منعزلة ومشغولة بصراعها الداخلي, فكان الأجدى لهذه الحركة أن تقرا التغيرات الجارية بإمعان دقيق ودون أن تفوّت هكذا فرصة, وكانت أيضا الأجدى لها أن تكون قدوة في الديمقراطية والتغيير للغير.
ثم جاءت انتفاضة آذار التي انتشرت في المناطق الكردية كافة , فاثبت الشعب الكردي في هذه التجربة بأنه حي وقادر على الصمود والتضحية لتحقيق طموحاته المشروعة في الحرية والديمقراطية, لكن كانت قياداته غير جاهزة, وغير مؤهلة لقيادة الانتفاضة, بل أصبحت هذه القيادات جزءاً من ضغوطات النظام لتهدئة الشعب الكردي . ودون أن تقدر التضحيات التي قدمها هذا الشعب.
ولكن هل استفدنا من هذه التجربة ؟
فقد أدركت بعض قيادات الأحزاب الكردية واقتنعت بأنه لا بد من ترتيب البيت الداخلي, فجاءت خطوة حزب آ زادي في هذا الاتجاه, وملبية طموحات الشعب الكردي . ولكن كان لا بدّ أن تتعمم هذه التجربة على الأحزاب المتقاربة سياسيا, وثم إلى إطار شامل يضم كافة الأطراف دون أي عملية إقصاء لأحد, ومن ثم إلى مشروع كردي يضمن الاعتراف بوجود الشعب الكردي وحقوقه المشرعة وفق المواثيق الدولية وضمن حدود الوطن, لكن كانت المتقاربات التي حصلت تكتيكية في اغلب الأحيان , وغير مرجوة .
ثم جاءت مرحلة ما بعد الحريري فكانت هناك فرصة كبيرة لَِلمّ شمل الحركة الكردية وتوحيد الموقف الكردي, والاستفادة من الظروف المحلية, ومع ذلك بقيت مرة أخرى متشتتة في موقفها حيال كثير من القضايا التي تخصنا, وخير مثال على ذلك ما أعلن في دمشق ( إعلان دمشق ) .
ولكن إذا أردنا أن نبحث عن العوامل التي جعلت الحركة الكردية لا تستطيع التغير والمواكبة كما يتطلب هي:
- كون هذه الأحزاب خلفياتها الفكرية والسياسية السابقة ماركسية, وهكذا الأحزاب غير قادرة على التحولات والمواكبة.
- ولأن هذه الأحزاب تأثرت وترعرعت في أحضان ثقافة الحزب الواحد والقائد الواحد, فمازالت بعض قياداتنا على رأس هرم الحزب منذ أكثر من / 35/ عاما .
- ضعف دور المثقف الكردي وعدم اهتمامه بالمسائل التي تخص الأحزاب وتتحمل هذه المسؤولية الأحزاب والمثقف معا .
- عدم وجود منظمات ولجان ثقافية مدنية حقوقية مستقلة لدى أبناء الشعب الكردي .
- العقلية العشائرية الضيقة لدى معظم القيادات الكردية , والاهتمام بالمصالح الحزبية التي لا تخدم أحدا.
- ضغوطات النظام على القيادات , لأن السلطة ترى في التغير والتوحيد خطرا عليها.
- العامل الاقتصادي : حيث مارس النظام السوري سياسة التجويع والتهجير فبقي الإنسان الكردي منشغلا بهمومه المعيشية في أكثر الأحيان.
ومع كل هذا مازالت أمام الحركة الكردية في سوريا فرصة كبير لصياغة مشروع وطني مواكب للتغيرات الجارية على الصعيد الكوني , ولا شك أن الظروف الدولية هي لصالح الشعوب كافة, بما فيها الشعوب العربية, إذاً المسؤولية الكبرى تقع على عاتق هذه القيادات لاستغلال هذه التحولات المهمة, وآن أوان التخلي عن مصالح شخصية , والاهتمام بقضايا الشعب الكردي , وأي تأخير أكثر من ذلك ستكون العواقب وخيمة على الشعب الكردي والقيادات الكردية ســوية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل


.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل




.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق