الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموت و االلاجدوى

ايدن حسين

2017 / 11 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ياتي الانسان الى الحياة يحمل كما هائلا من الغرائز .. البقاء و اللذة و الشهوة و العلم و حب الاستطلاع .. ترى الطفل الصغير يحاول ان يتعرف على اي شيء يراه .. حتى ان كان هذا الشيء مؤذيا كالافاعي و العقارب مثلا .. تراه يلمس القدر الحار فيبكي بعد ذلك
و عندما يصل الى عمر معين و يبدأ الكلام .. تراه لا يكف عن السؤال .. ما هذا و ما تلك .. و في عمر ما .. و لنسميه العمر الحرج .. يبدأ باطلاق اسئلة من نوع ( لماذا ) .. مع الاسف المتدين لا يصل الى هذا العمر ابدا .. يموت قبل ان يسأل اسئلة من نوع ( لماذا ) المحظورة في الاديان .. بل هناك ايضا اسئلة ليست من نوع لماذا .. لا يجوز السؤال عنها .. بل هي من نوع ماذا بسيطة .. كالسؤال .. يسألونك عن الروح
ياتي البشر للحياة تماما كما ياتي الكثير من الاحياء الاخرى .. فيروسات و حيوانات و حشرات و نباتات .. ترى النملة تعمل بدون كلل و لا ملل .. كما عملت اجدادها قبل ملايين السنوات بنفس الشكل و لنفس المهمة و بنفس النشاط .. ما جدوى ذلك .. لا ندري
ترى انسانا يعيش مائة سنة .. لديه مخ متطور و كليتين و قلب .. و عيون متطورة و غدد صماء و الخ .. و يقضي كل هذه المائة سنة في رعي المواشي لا غير .. و شخص اخر .. انشتين مثلا .. يقضي عمره بين الزمان و المكان و سرعة الضوء و المعادلات الرياضية .. ثم يموت الاثنان .. و كأن شيئا لم يكن .. راعي الخروف و راعي الضوء .. يتساويان بالموت .. تماما كتساوي من بنى الاهرامات مع من عاش في كهوف ما قبل التاريخ
قد يقول قائل .. مشكلتك اذن مع الموت .. مشكلتك انك تنفي الحياة بعد الموت .. فأرد .. و ماذا لو كان هناك حياة بعد الموت .. الا يعني ذلك تكرار ما حدث في الدنيا مرة اخرى .. حتى لو قلنا ان الحياة بعد الموت لا موت بعدها .. فما اهمية ذلك يا ترى
و لاعترف لكم .. ان الخلود قد تحل بعضا من مشكلة اللاجدوى و ليس كلها
و لكـــــــــــــــــــــــــــــــــــن هناك ايضا ما ينفي مسالة الحياة بعد الموت و مسالة الانبياء بصورة قاطعة
لو عدنا الى قصة كلكامش او جلجامش .. فنرى انسانا يفتش عن الخلود .. ماذا يعني هذا .. اين ذهبت قصة ادم و حواء .. اين ذهبت قصة ابليس و طرد ادم و زوجه من الجنة .. اين ذهبت .. فمن تبع هداي فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون
لماذا جلجامش يفتش عن الخلود في الدنيا و قبل الموت .. هل يعقل انه لم يصله اخبار ادم و حواء ( ان كانت صحيحة ) .. هل يعقل خلو منطقته من المشعوذين و الدجالين الذين يقولون بالحياة بعد الموت .. و ان هناك ثوابا و عقابا بعد الموت .. و اما خلود في النار و اما خلود في الجنة
اذن .. قصة جلجامش .. تنفي بصورة قاطعة .. قصة ادم و حواء .. و قصة ابليس و الطرد من الجنة .. و قصة بعثة الرسل لكل قوم .. و بنفس لغة كل قوم .. و الا فما تفسيركم عن تفتيش جلجامش عن الخلود في الدنيا قبل الموت
اذن النتيجة .. يبقى الوضع على ما هو عليه .. لا جدوى الوجود و لا جدوى الحياة .. و لا جدوى الاستمرار بنفس الشكل ايضا .. الى ان نصل الى تفسير معقول و منطقي .. لوجودنا و حياتنا و استمرارنا و استمرار نسلنا من بعدنا
نستمر في القول .. بلاجدوى الحياة و بلا جدوى الموت
و الى اللقاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلكامش
بارباروسا آكيم ( 2017 / 11 / 9 - 20:48 )
أَخي العزيز ايدن
كلكامش فتش عن الخلود
صحيح انه لم يجد عشبة الخلود ولكنه في النهاية خَلَدَ نفسه من حيث لا يدري !
وذلك من خلال تلك الملحمة الرافدينية

تأملات جميلة عزيزي آيدن

تحياتي وتقديري




2 - مجرد هلوسة
بلبل ( 2017 / 11 / 9 - 22:06 )
نحن الان بصدد صناعة الروبوهات وبعدها سنتوصل الى صناعة كائن حي قد يكون انسان اوحيوان او مخلوق اخر حسب رايي فان الانسان والحيوان والحياة بصفة عامة فوق كوكب الارض هي مجرد اختراعات لمخلوقات سوانا توجد على كوكب ما في هذا الكون وهم يراقبون تطورنا انها مجرد هلوسة من الهلوسات التي تمر بمخيلتي


3 - لايوجد موت بل انتقال او تحول
مروان سعيد ( 2017 / 11 / 9 - 22:24 )
تحية للاستاذ ايدين حسين وتحيتي للجميع
اكتشف علماء النفس حديثا ان الانسان كما يتمنى تحصل امنيته اي كمى تبني افكارك تكون
مثال تتمنى العيش بصحة وتقول ان قوي وصحتي رائعة واحس بالنشاط ولو كنت مريض ستتعافى بسرعة فائقة
وايضى تقدر ان تضعف من مناعتك بالياس والاحباط وحتى الموت
وتوجد ديانة في الهند والصين يقدرون ان يموتوا اجسادهم بالفكر فقط بدون اي جرح او خنق
ولنمشي حسب قوانين الطبيعة المادة لاتفنى بل تتحول وايضا عن الطاقة فهي لاتموت بل تتحول وايضا الروح هي لاتموت بل تذهب لصانعها والذي كان يمدها بالطاقة
نحن يا اخي مثل الربوط وعندما تفضى بطاريتنا ننطفئ
واني اعتقد بالتقمص اي يوجد احياء عاشوا مرتين ويوجد ادلة كثيرة وتحقيقات صحفية واطفال قصوا على اهلهم الجدد بانهم قد عاشوا قبل واعطوهم وصف دقيق عن المدينة والمنزل وكيف ماتوا وما اسم اهلهم واحدهم طفل مات بحادث هو واهله وعنده كلب واخذ اهله الجدد وتخققوا من كل شيئ
لذا من عمل خيرا خيرا سيرى ومن عمل شرا سيرى الشر
ومودتي للجميع

اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية


.. 110-Al-Baqarah




.. لحظة الاعتداء علي فتاة مسلمة من مدرس جامعي أمريكي ماذا فعل


.. دار الإفتاء تعلن الخميس أول أيام شهر ذى القعدة




.. كل يوم - الكاتبة هند الضاوي: ‏لولا ما حدث في 7 أكتوبر..كنا س