الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تغير الحال ؟

صبيحة شبر

2006 / 2 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل تغير الحال ؟
سيطرت علينا الدكتاتورية أربعة عقود كاملة ، أعدمت ما شاءت من خبرة الأبناء والبنات ، هجرت العراقيين الأبرار الى بقاع شتى من ارض المعمورة المترامية الإطراف ، حرمت الكثيرين من تحقيق ما يحلمون به من اكتساب للعلم والمعرفة ، وتحقيق الأماني والوصول الى الغايات ، جعلت العراقي يعيش حياته وهو خائف من اقرب الناس إليه ، لا يطمئن الى القريب والبعيد ، ولا يثق بالصديق الذي قد خبر إخلاصه سابقا وجرب حبه ،، ووفاءه ، أضحى العراقي خائفا وجلا ، بعد ان كان مشهورا بالشجاعة والإقدام ، لا يثق بأحد مهما كانت درجة القرابة منه ، كان العراقيون بالسابق يفخرون انهم يوفرون المكان الآمن لمن ثار ضد الطغاة وخرج على جبروتهم ، كان المناضلون المتعرضون للتنكيل والتعذيب يحظون بمكان امن ،بعيد عن أعين الرقباء وتجسس العسس ، وكان من يؤي هاربا من ظلم النظام يحق له ان يفخر انه لم يخش الظلم ونصر من يستحق النصرة من أبناء قومه المكافحين ضد الظلم والاضطهاد ، في عهد الدكتاتورية المقيتة تغير الحال وانقلبت المفاهيم التي كانت تشكل الراي العام السائد ، من تحدي الظلم والطغيان والوقوف بجانب المناضلين المضحين بحياتهم من اجل غد أفضل تنتصر به قيم العدالة والمساواة
اختلف الأمور وانقلبت المفاهيم عندما جاء الحكم الدكتاتوري واستبد بالناس وأذاقهم سنينا من القهر والعذاب ، اصبح العراقي لايامن التكلم ضد النظام أمام احد الا اذا كان من الذين يثق بهم ثقة مطلقة وخاصة حين يكون بالداخل حيث تراقب حركاته وسكناته وتؤول كل كلمة ينطق بها بغير حقيقتها ، أصبحت الدنيا جحيما لا يطاق ، النفوس تغلي دون ان تستطيع التعبير عما يسبب لها الألم والعذاب ، عانى العراقيون طويلا من صنوف عديدة من التعذيب وكانوا يحلمون بيوم قريب يأتي بعد نضالا تهم المستمرة ، فيبدد الظلام الذي يعيشون تحت نيره الى حياة أفضل يتمتعون بها بالحقوق الإنسانية التي يتمتع بها البشر في كل أنحاء العالم
وسقط النظام بعد سنين طويلة من المعاناة والقهر والنضال ، وتوقع العراقيون ان يحظوا بوضع افضل مما كانوا عليه سابقا ،، تتوفر به الحريات العامة التي ناضل من اجلها المناضلون وضحوا في سبيلها بالغالي والنفيس ، واذا بهم بعد التضحيات الجسام يحصدون المتاعب وحجما هائلا من الجراح ،، الدماء الركية الطاهرة ،، تسيل بكثرة لا مثيل لها ، الإرهابيون يحصدون الأرواح البريئة بلا حساب ، والضحايا السابقون هم أنفسهم الضحايا اللاحقون ، المستفيدون لم يتبدلوا ،، الوجوه نفسها ، تتربع على المناصب العديدة ، المحرومون ما زالوا على حرمانهم لم يحصلوا على ثمن نضالا تهم وتضحياتهم الطويلة المستمرة ،، البطالة مستشرية بالبلاد ، الناس محرومون من كل شيء ، الغذاء المناسب ، المسكن الصحي اللائق ، العمل المضمون ، الملبس الجميل الذي يحفظ كرامة الإنسان ، المتنعمون في العهد السابق هم من يحرز المكاسب تلو المكاسب ، الوظائف العالية ، والرواتب المرتفعة ، ينعمون بمباهج الإيفاد العديدة ، كل يوم في بلد جديد ، ويبقى المحرومون بالعهد السابق على حرمانهم التليد ، يحاربون بكل شيء ، يبعدون عن المكاسب لا يتمتعون بأبسط الحقوق ، التي حرموا منها طيلة العقود الماضية وكأن القول المأثور( يوم لك ويوم عليك ) لااساس له من الصحة لان الوقع يقول ان كان اليوم لك فان الغد لك أيضا
من استفاد بالعهد القديم ؟ هم أنفسهم الذين يتمتعون بعراق اليوم ، لم يتبدل الوضع ، بقي الحال علي ما هو عليه ، وحياتنا تصبح أكثر سوءا من الأيام السابقة ، لم نحرز نصرا ، ولم نجني أرباحا ، ولم نقطف زهورا ، بل زادت متاعبنا ، واشتدت ألام جراحنا ، وأصابنا اليأس ألا تغيير في حياتنا ، وان الظلم ما زال مستمرا ، والحقوق ما فتئت ضائعة ، وكأن النضال لم يكن ، والتضحيات لم تجري وبقي الحال كما كان بالسابق لا تغيير فيه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليبيا.. هيي?ة الا?وقاف في طرابلس تثير ضجة واسعة بمهاجمتها ال


.. 158-An-Nisa




.. 160-An-Nisa


.. التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات المرتقبة في إقليم




.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك