الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كثير من الطلبة لا علاقة لهم بالدراسة..... لماذا؟

محمود الشيخ

2017 / 11 / 17
التربية والتعليم والبحث العلمي


كثير من الطلبة لا علاقة لهم بالدراسة..... لماذا؟
بقلم : محمود الشيخ
قبل ايام قليله قمت بزيارة لمدرسة الذكور في بلدي المزرعة الشرقيه - فلسطين من الصف الخامس الى
الثاني عشر،ناقشنا خلالها مع بعض المعلمين بعضا من الامور التى تهم العملية التعليميه،وكيفية تطويرها بما في ذلك مجلس اولياء الامور ومهامه ودوره في تطوير العملية التعليميه ومساندتها واهمية صياغة خطة استراتيجيه لنقل مستوى المدرسة والطلبه الى اعلى الدرجات في النتائج الدراسيه ومن اجل خلق حالات ابداع في صفوف الطلبه على كل المستويات والذى يتطلب انتهاج اسلوب تدريسي وخطة عمل دؤوبه تساهم في زيادة اهتمام الطلبه في العملية التعليميه،واثناء النقاش لفت انتباهي قول احد الأساتذه عن بعض الطلبه انه لا يوجد لهم اي علاقه بالدراسه،وهذه اخطر ملاحظة سمعتها تلخص جانب من جوانب حياة المدرسين والطلاب،وتعكس مدى اهمال جهات كثيره في مراقبة العملية التعليميه،منها وزارة التربية والتعليم التى بدورها تطل على المدارس من خلال تقارير يرفعها المدراء شكلها شامل اعتقد ودون تفصيل وربما لا تشمل مستويات الطلبه واسباب ضعفهم في التعلم وفي النتائج المدرسيه.
مما دفعني للوصول الى نتيجة ان الوزاره ربما تراقب الدوام ولا تراقب قدرات الطلبه ودراسة اسباب ضعف مستوياتهم ،وكيفية تطوير قدراتهم ولا تراقب في نفس الوقت قدرات المدرسين،ولم تحاول اقامة دورات تأهيليه للمدرسين مهمتها تعليمهم اساليب التدريس وكيفية التعامل مع كل الحالات الطلابيه والمشاكل التى قد تواجهم وكيفية حث الطلبه على الدراسه وتشجيعم على القراءه وتثقيف انفسهم واطلاعم على كتب ليست مقرره في المنهاج تساعدهم في فهم حياتنا وتاريخنا ودورهم في البناء وكيف ان اهمالهم له علاقة بالهدم،اليس مصيبة ان لا يعرف هؤلاء من هو ( خليل عجاق ) المعروف بأبو ابراهيم الكبير،وهو ابن بلدهم ومن عائلة يعج اسمها في البلد ولا يعرفون من هو ( ابراهيم بكر ) وهو ابن بلدهم ودوره كبير في الحركة االوطنية الفلسطينية والأردنية،وايضا لا يعرفون من هو ( الشيخ عبد الفتاح زبن ) المجاهد القسامي قائد منطقة رام الله وغرب النهر في ثورة 1936،ولا يعرفون ( امين حميده ) الذى ابتاع (70 ) بارودة لتسليح الثوار في العام 1936،هذه اسماء من البلد التى يدرسون فيها هؤلاء الطلبه،انه قصور من التربيه والتعليم ام البلديه ام مجلس اولياء الأمور او الأهل ام كل هؤلاء مع تفاوت حجم المسؤوليه هذه.
والأنكى قد تكون نسبة هؤلاء الذين ليس لهم علاقة بالدراسه ويذهبون يوميا للمدرسة ان نسبتهم عاليه،وما لسمته غياب دور المعلمون في صياغة خطة او استراتيجيه تساهم في عدة مسائل منها نقل هذه الشريحة من الطلبه من حالة عدم الإهتمام في الدراسة الى الإهتمام،ثم نقل المدرسه من حالة تدني نسبة النجاح في التوجيهي الى التفوق وعدم الرسوب،وايضا الإطلاع بشكل جيد جدا على مواطن ضعف الطلبه واسبابها وصياغة خطة لمعالجتها،كما لفت انتباهي الخطأ في معالجة بعض القضايا التى تقع في المدرسه، وذلك بتهديد الطلبه عن طريق إستخدام البربيج لتخويفهم من اجل الإنصياع لتعليمات المدرس قد يكون المدرس معه كل الحق،ويلاحظ هنا تراجع لغة الإحترام ،فالمعلم يواجه طلبة لديهم تمرد،ثم لا اعتقد ان الهيئات التدريسيه تعقد اجتماعات دوريه تناقش فيها النتائج ضعفها او مستواها واسبابها وكيفية علاجها،في نفس الوقت في اعتقادي ان البلديات ومجالس اولياء امور الطلبه ايضا ليس لهم علاقة بكل هذا فالبلديات تسأل عن احتياجات المدارس في غرف صفيه او ابنيه انما لا تعتقد ان لها دور او من ضمن مهامها مناقشة اوضاع الطلبه وقضاياهم وما يعانون منه ومستوياتهم في التحصيل الأكاديمي،وايضا مجالس اولياء الأمور فمن خلال حضوري لإجتماع كانت مهمته انتخاب مجلس جديد،ما سمعته في طرح البعض عن مواصفات العضويه ان يكون مقتدرا ماليا، وهذا يغيب العقل ودوره في النهوض التعليمي والمجتمعي، ويستدعي هذا ان لا يكون الفقير بين هؤلاء هذه بعض المفاهيم،وتناسا هؤلاء ان من اولى مهامهم صياغة خطة تعالج مواطن القصور عند الطلبه والإطلاع على دور المعلمين في ادائهم ولا يعني هذا ان يحلوا محل وزارة التربية والتعليم بل مساعدتها في كيفية انتقاء مدرسين لديهم القدرة على ايصال المعلومه بأسهل الطرق اضافة الى تمتعهم بقدرة تربوية عالية.
انني اعتقد ان مدارسنا ينقصها اهم شيء حتى ترتقي في ادائها وحتى تكون النتائج كما يطمح الجميع ،ينقصها استراتيجيات تربويه وتعليميه لرفع قدرات الطالب ومن اجل زيادة اهتمامه في التعليم وتمسكه في مقاعد الدراسه وحتى لا يكون هناك اي زيادة في تسرب طلبة جدد الى سوق العمل قبل ان يكملوا سني حياتهم المدرسيه ومن اجل زيادة قدرتهم التعليميه.
ولا انفي ان للأهل دور هام في ذلك ففي بلدي المزرعة الشرقيه تلعب الهجرة دور سلبي في حياة الطلبه،الكل فيهم يفكر في الهجرة سبب ذلك ما يرونه باعينهم في صيف كل عام عند قدوم المغتربين زيارة الى البلد،سيارات مستأجرة واعراس تفوق في مصاريفها اي بلد اخر،وغير ذلك الكثير من التصرفات في الأعراس،وليس هذا فحسب فالتكنولوجيا لها دور كبير في خراب البعض من الطلبه الذين لم يتمكن والديهم من تنظيم علاقتهم بين المدرسة والتكنولوجيا ( الأي باد والأيفون ) الكثير من الشباب الذين لم يزيد اعمارهم عن (15) سنه تغلب على حياتهم استعمالهم الدائم وفي كل الأوقات الأيفون والذى يحتوي على اسفل الأشياء الى افضل الأشياء في ظل غياب مراقبة الأهل لهم ضف الى ذلك الفيس بوك الذى وفر لهم مصادقة اناس لا يعرفون عنهم شيئا ومصادقة رفاق السوء،فالبعض من الطلبه يمارسون التدخين وهم دون سن ال (15) سنه واقل من ذلك ،ايضا نتيجة طبيعية لصداقات السوء،في ظل انتشار اخطر ظاهرة في المجتمع الفلسطيني حسبما اعلن المعهد الوطني للصحة العامه عن وجود حوالي (26.500 ) حالة متعاطي مخدرات وبشكل خطر في فلسطين من بينهم ( 61453) في الضفة الغربيه و( 10) الاف في غزه،وحسب ما اعلنت السيده سلوى مسعد مديرة الأبحاث في المعهد ان حوالي ( 1118) شخصا يتعاطون المخدرات بالحقن ( 61%) منهم بشمال الضفة الغربيه و ( 20% ) بوسط الضفة الغربيه بدأوا بالتعاطي وهم تحت سن (18) سنه وكما اشارت ان (94% ) من الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات بشكل خطر يدخنون السجائر او الأرجيليه وان ( 52% ) منهم في الضفة الغربيه،وهنا اعرض هذه النتائج والنسب حتى ينتبه الأهالي من تصرفات اولادهم ومن رفاقهم ومن استعمالاتهم ( للأي باد والأيفون ) واستمرار مراقبتهم في المدرسة مع إستمرار السؤال عنهم.
وهنا اتهم الأباء والأمهات في عدم تكليف انفسهم عناء التعب للسؤال عن اولادهم في المدرسه ولا يقومون بمراقبتهم بعد مجيئهم من المدرسه اين يذهبون ومن اين يأتون ثم بعدها اين يذهبون وماذا يمارسون،ولا يراقبون وظائفهم المدرسيه ايضا كل هذا في ظل غياب اي دور توعوي تقوم به التربية والتعليم سواء للوالدين او المعلمين وكذلك لأولياء امور الطلبه ،تاركة االحبل على الغارب مكتفيه بإطلاعها على النتائج في نهاية كل فصل دراسي دون دراسة تلك النتائج،ولذلك تتحمل وزارة التربية والتعليم المسؤولية كاملة عن سوء استخدام سواء مجلس اولياء الأمور او المعلمين وكذلك البلديات لمسؤولياتها في قضية التربية والتعليم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت