الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة نقدية في كتاب المدارس الفكرية الاسلامية من الخوارج إلى الإخوان المسلمين (1)

حكمت حمزة

2017 / 11 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قراءة نقدية لكتاب المدارس الفكرية الاسلامية من الخوارج إلى الإخوان المسلمين لمحمد سليم العوا، سيتم إذافة أجزاء أخرى على دفعات تبعا للوقت المتاح..
.
((وكان أصل اهتمامنا بموضوع المدارس الفكرية الاسلامية ناشئا عن معنى مهم أو بالأحرى معنيين مهمين استصحبهما هذا العمل على المدى الزمني الذي استغرقته المحاضرات الستون:
المعنى الأول هو أن المثقف لا يسعه أن يجهل المدارس الفكرية الكبرى في العالم، فإذا كان هذا المثقف غير مسلم، يكفيه أن يعرف أن في الدنيا مدرسة فكرية شاملة اسمها الاسلام))
التعليق: طبعا مع حفظ الألقاب و كامل الاحترام للأستاذ محمد سليم العوا، ولكن لنكن منطقيين قليلا، المدارس الاسلامية على اختلافها ماذا شملت من الفكر؟ أظن أنها شملت التبعية العمياء لذاك المختبئ فوق الغيوم في جوف السماء و قتل الآخرين واحتلال بلادهم شأنهم شأن أي محتل غاشم و ربما استعباد الآخرين وجعلهم يدفعون الجزية عن يد وهم صاغرون. فالذي شهدناه في العقود الأخيرة، ليس سوى امتداد لتلك المدارس التي يتغنى بها الأستاذ المبجل
((إذ أن المثقف المسلم لا يسعه إلا أن يتخذ من ثقافته معلم إيمان يتفيأ ظلاله راضيا قرير العين، ومعقل انتماء يحفظ به ذاته وديمومة أمته، واستمرار بقا مكوناتها المميزة لها، وباب معرفة لا ينضب معينها. إذا حفظها حفظته، وإذا قصر في شأن المعرفة بها ففي حق نفسه قصر وبنفسه أَضر، لا بدينه ولا بأمته لأن الدين محفوظ بحفظ الله تعالى))
التعليق: نظرا لوجود العديد من المدارس الفكرية الاسلامية، بت أشك في أن مسلما ما سيتبع إحدى المدارس وينام قرير العين، فالمعتزل سينام قرير العين تحت راية المعتزلة، والأشعري نفس الشيء والآخرون أيضا، المهم هنا بنظرهم هو انتماؤك، ستنام قرير العين بعد اطلاعك على المدارس الفكرية الاسلامية، لا يهم فمن المؤكد أن معتقدك و " مدرستك الفكرية" التي نشأت فيها هي الاصح. مشكلة المسلمين هي عدم شكهم ولو واحد بالمليون بأي جزء من معتقدهم، وإن كان الأستاذ محمد سليم العوا أحد المسلمين المنفتحين نوعا ما، لكنه بنفس الوقت لم يشجع على دراسة الاسلام دراسة نقدية، ولا حتى محاولة التفكير بأن أي معتقد أو " مدرسة فكرية" هي الأصح، فمن وجهة نظره نرى أن كل تلك المدارس رفدت الفكر الاسلامي بالغالي والنفيس، الذي أضحى اليوم يباع ويشترى بالدم والدولار، لم يعد للفكر وجوده إلا عند قلة قليلة، و جل هذه القلة القليلة مسيس، يستخدم الدين لأهداف ومآرب أخرى، يهمه نقد وتبديع الآخرين بغض النظر عن تياره الفكري الذي يوجد من ينقده ويبدعه بنفس الأسلوب.
((و أما المعنى الثاني فهو أن هذه المدارس في تنوعها واختلافها معبرة تعبيرا فكريا راقيا عن وحدة الأمة الاسلامية، إذ الجوامع بينها هي في الكليات والأصول، والفوارق كلها أو جلها في الفروع والتفاصيل وليس ببعيد عن الذكر تحديد ما يعد أصلا وما يعد فرعا، أو ما يعد مسألة تفصيلية، هو في ذاته أمر تختلف فيه الأفهام وتتباين فيه وجهات النظر، وهذا الاختلاف والتباين –عندي(يقصد مؤلف الكتاب) ممأ يصدق فيه قول الله تعالى.....))
التعليق: بحثت وفحصت الكثير، عدت للكتب، ونشرات الأخبار، فلم أجد إلا قتل بعضهم لبعض وتكفير بعضهم لبعض، ربما وحدة الأمة الاسلامية هي كوحدة الأمة العربية، ليست موجودة إلا في الشعارات والهتافات. صحيح أن الذي يجمعها هو الأصول، كذلك الإله المختبئ والقرآن، وصحيح أن اختلافاتهم في الفروع والتفاصيل، إلا أن هذه التفاصيل ولدت مجازرا، وهو ما تجاهله الكاتب في مقدمته، تلك الاختلافات التي لا يعيرها الكاتب أي اهتمام، هي سبب أكثر من نصف البلاء الذي تعيشه سوريا والعراق اليوم، والكثير من الأماكن الأخرى. هذه التفاصيل التي لا تشكل هاجسا للكاتب، هي أخطر مرض يجب علينا علاجه اليوم.
((والمطلع على تراث هذه المدارس الفكرية وبخاصة ما كتب في العصور المتأخرة، يجد كثيرا من مقولات التكفير والتفسيق والتبديع من أتباع مدرسة لأتباع مدرسة أخرى. ولم يكن شيء من هذا يقع في المراحل الأولى من تكون المدارس الفكرية، ولا يؤثر شيء منه عن مؤسسيها، وعمن تلقوا منهم تلقيا مباشرا، لكن هذا كله ظهر بعد أن بلغ التعصب لكل مدرسة ذروته، وسيطر المقلدون على مقدرات التعبير عن أفكارها، وبعد العهد بين الناس وبين الآثار التي صنعها المؤسسون ونظراؤهم وغلا المحب في حب من يقلده والمبغض في كره من يخالف رأيه أو مذهبه، وبعد أن فرق الخلاف السياسي بين الناس-علماء وعامة- وذهب بعقولهم كل مذهب))
التعليق: طبعا نفس الكاتب يذكر فيما بعد كيف نشأت الفرق الاسلامية، كالخوارج مثلا عندما رفضوا التحكيم يوم حرب علي ومعاوية، فرفضوا الطرفين، و أسروا اسيرا من رجال علي فلما حاججهم وطالبهم به، رفضوا فكان منه أنه أبادهم إبادة شبه كاملة، وهذا أحد التناقضات التي وقع فيها الكاتب ضمن كتابه 0للاطلاع على تفاصيل أكثر يرجى الاطلاع على كتاب المدارس الفكرية الاسلامية من الخوارج إلى الإخوان المسلمين لمحمد سليم العوا). رغم قوله أن بداية تأسيس المدارس الفكرية لم يحدث تكفير وتفسيق وتبديع من مدرسة لأخرى، مجرد حروب وقتلى بالآلاف فقط لا غير!!.
النقطة الأخرى هو اللمحة ( الأبولوجستية) التي يظهرها الأستاذ محمد سليم العوا هنا في تناوله لهذا الموضوع، فالمشكلة ليست في المدارس الفكرية طبعا رغم تعدادها الكبير، لكن المشكلة في من يطبق هذا الفكر، طبعا شأنه شأن كل المدافعين بطريقة عمياء عن قضية ما، فكل الأفكار والأحزاب والثورات الفاشلة والتي ثبت تاريخيا أنها غير صالحة للاستخدام، تدعي الفشل بسبب سوء من يقوم بها، وليس بسبب فشل الفكرة ذاتها، وهذا واقع اعتدنا عليه من أصحاب الفكر الشمولي.
((إن التخلص من آفة التعصب هو الطريق الوحيد لإدراك فضل الغير، ومعرفة مزية المخالف، والوقوف على وجوه إحسانه، ووضع إساءته في موضعها الصحيح، من مجموع أثره في الفكر والكون، بغير زيادة ولا نقصان...)).
طبعا هذا الكلام جيد جدا، وربما يعتبر احد الخطوات الأولى لإنهاء هذه المأساة، لكن الأحرى أن يتم تحريض المسلمين على القضاء على كل فكر متعصب، وحتى على المدارس الفكرية المتعصبة. وحسب ما قرأت في الكتاب، يبدو أن الكاتب يرى الخلاف فكريا فقط، أو أنه لا يهتم بما يجري على الأرض بسبب هذه الخلافات.
طبعا سنكتفي بهذا القدر ونكمل في موضوع آخر، كي لا يشعر القارئ بالملل من كثرة السطور وتراكم الحروف، و لكن كتعليق عام أخير، لا زال المسلمون لحد الآن لم يعو الخطر الذي يحدق بالبشرية جمعاء، لم يدركوا بعد أن أصنامهم البشرية أي شيوخ الفتنة والدجل، لا يهتمون لأي من الانتماءات بقدر ما يهتمون للتسلط والسيطرة على أكبر قدر ممكن. يندد المسلمون بما يدعون أنه مؤامرة تحاك ضدهم، وشعار فرق تسد هو الأكثر رواجا بينهم، لكنهم يتجاهلون أن مشايخهم هم من يفعل هذا، وأن المؤامرة تأتي منهم هم، من مشايخهم وحكامهم الذين يمتطونهم باسم الدين، ويحكمون الأرص باسم السماء.
و جراء عدم وجود أي محاولة حقيقة لفرملة بوجه التيار التكفيري الذي يأبى الوقوف والهدوء والاستكانة. وبالطبع نتيجة الانقياد الأعمى لما يقوله فلان بصفته عالما أكثر من ملايين الناس، فمعظمهم لم يلاحظ أن المدارس الفكرية الاسلامية هي الأب الشرعي للتيارات التي نراها اليوم، والتي بدورها تشكل امتدادا لتلك الأفكار، والأستاذ محمد سليم العوا في كتابه الذي سيتم إضافة مقتطفات منه، على دفعات في مواضيع متعددة، لم يتطرق لهذه الفكرة، فلا يمكننا الفصل بين الماضي الاسلامي واحاضر وما قد ينتج في المستقبل، فجميعها تشكل معا أسطوانة واحدة تصم عقول البشرية، وتتنقر فيها كالسكين لاستخراج دماء الأبرياء، ظنا منهم أن تلك الأجساد أشجار مطاط ينقرونها لاستخراج اللبان، وشتان بين لبان الشجر ولبان الجسد، هذه هي الأسطوانة التي يتغنى بها أكثر تيارات المسلمين اعتدالا، يجب أن نثور على الواقع المرير، الخوف لن يؤتي ثمارا، الخوف كالخريف يسقط جميع الأوراق الخضراء، ولا يبقى فيه إلا الأشجار دائمة الخضرة، ونحن يجب أن نكون مثلها، نتحمل حر الصيف وجور الخريف وبرد الشتاء، لعل الربيع يأتي، الربيع الذي يعرفه كل بني البشر، وليس كالربيع العربي، الذي كان في واقعه خريفا، لكنه كسى نفسه بألوان الفصول الأخرى....
يتبع....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج