الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تبت أياديكم

ندا الخوّام

2017 / 11 / 23
المجتمع المدني


في الوقت الذي يتسابق فيه العالم مع الزمن لأجل كسب منافسته مع عجلة التقدم مجالات الحياة العلمية والأقتصادية والتكلنوجية والعمرانية وغيرها. نجد في الضفة الأخرى منه سعيا كبيراً من البرلمان العراقي وعدد من كتله ونوابه الى سحب حبال الزمن الى الوراء والعودة بها الى ما يقارب أكثر من ألف واربعمائة سنة وتحديداً الى زمن ظهور الدين الاسلامي وتشريعاته غير الموائمة للزمن الحاضر والمتطلع نحو الحياة المدنية . إذ لا يتوانى اسياد التشريعات القانونية في البرلمان العراقي عن زج الحياة المدنية ببئر الظلام ، بل يسعون اليها بكل ما أوتوا به من قوة مستمدين فتواهم من أسياد الدين وتشريعاته ومحاولاتهم تمرير القانون الجعفري كقانون للاحوال الشخصية وجعله بديلا من قانون الاحوال الشخصية العراقي ذي الرقم (188) لعام 1959م ، والمعمول به والمطبق على اطياف الشعب جميعها من غير استثناء.
ذلك السعي الخبيث الى تمزيق نسيج الحياة الاجتماعية والمدنية والعودة بها الى الوراء هو مخطط الانظمة السياسية والاحزاب الاسلامية التي تعمل وبعمق لفرض سيطرتها على الحكم لعقود لاحقة وجعل القانون الجعفري وتشريعاته قانوناً سارياً ومعمولاً به . وقد بدأت شرارته الأولى منذ تولي عبد العزيز الحكيم رئاسة مجلس الحكم الانتقالي عام 2003م . إذ كان أول من طرح فكرة العمل بالقانون الجعفري لاغياً تنوع الاديان الموجود في البلد الواحد.
اذ تنص فقراته على ( منع الزوجة من الإرث في العقارات) ( تشريع الزواج المؤقت) ( النفقة بشرط الاستمتاع) ( حرمان الأم من حضانه اطفالها ) ( يشرع للطائفية والعمل على وفق المذاهب) (زواج القاصرات) وتشريع التاسعة من اعمارهن سنا رسميا له، وغيرها من القوانيين .
طفلة السنوات التسعة يشرع لها الزواج في العراق!! من غير التفكير بالامور اللوجستية لحياتها ومدى قدرتها على استيعاب ما يدور حولها وتحمل اعباء الحياة الزوجية في عمر طفولتها المغتالة .
هل تستطيع طفلة التاسعة من ممارسة الحياة الزوجية كأية إمرأة بالغة ؟ هل تفهم ما يأمرها به دينها الذي لم تعي منه سوى انه ذريعة لاغتصابها؟ وهل يفهم مشرعو هذا القانون أية جريمة يرتكبون بحقها ؟
أسئلة تطرح نفسها ازاء إجابة عقيمة وخالية من الاقناع ، بأية اجابة سنجيب عنها حين تنضج وتعي أن الدين أمر بتزويجها وبيعها. وتلك حقيقة لا ينكرها المسلمون ولا المتأسلمون .
ومن ثم الزواج سيكون بمن ؟ بمن يكبرها سنا أو بمن في السن ذاته يا ترى؟ أي عقل تفكرون فيه وتقررون أن بكارة طفلة في التاسعة من عمرها هي رهن إشارة من يتقدم لشرائها .
هل هي لعبة السياسة والدين الثنائي السيامي اللذان باتا لا يفترقان عن بعضهما كالتؤام في العراق . فالسياسي رجل يستمد سلطته ووجوده على كرسي الحكم من منبر رجل الدين الذي يدعمه هذا الأخير بطريقة أو بأخرى ليمارس من خلاله سلطته الدينية على المجتمع .
إذا كنتم تودون اقناعنا بأنها أوامر دينية فلاجدوى من محاولاتكم الواهمة كيف أقنع الصبية الصغيرة أن الدين الاسلامي الذي تؤمن به هو دين الرحمة، ثم نقع في فخ المغالطة بأن دين الرحمة اغتال طفولتها وجسدها في الوقت نفسه. أين الرحمة والصبيات يغتصبن بإسم الدين يا سادة ؟

حتما امر مثل هذا مرفوض النقاش فيه البتة أو طرحه فما بالك بتشريعه والزام المجتمع به وهو ينافي العقل والمنطق ، ويتعارض بشدة مع الحياة المدنية الانسانية التي نسعى اليها وعودة ألقها في مجتمعنا المتعثر في خطواته .
فمن ناحية علمية تلك جريمة أن تتعرض طفلة للاغتصاب القانوني ولما يكتمل مفاتنها ولا جهازها التناسلي بعد ؟ ويمكن لأهل الشأن العلمي اخبارنا بالعواقب الجسدية والنفسية الوخيمة التي ستلحق بالطفلة واضرارها المستقبلية عليها .
إذ كيف لها ان توازن بين تعاملها مع المجتمع والأسرة وبين أحلامها وبرائتها والعابها وأوراقها وكتبها وبين غرفة تجمعها برجل لا تعرف ماذا يخبى لها وهل هي قادرة على مواجهة رعب ما يسمى بليلة الدخلة وفض البكارة ؟
ولنحاول مناقشة الامر من ناحية فكرية، اذ كيف تحاولون اقناع السذج بمحاربة ما يسمى بتنظيم (داعش) و اغتصابهم للاطفال وأنتم تسيرون على النهج نفسه ولكنكم تقولبونه بقالب يبدو مقبولا ومشرعا بالمجتمع ، مع أن الكارثة واحدة ؟
ومن ناحية اجتماعية تدسون السم في العسل من أجل تمزيق نسيج المجتمع العراقي وعودة الطائفية الى سطح الحياة من جديد بعد أن قطعنا شوطا كبيرا للخلاص منها .
يا سادة التاريخ الحديث تبا لسلطتكم وأنتم تروجون للجاهلية الأولى لأجل التحكم في الألفية الثالثة .. يا للمفارقات العجيبة في بلد الغرائب اللامنتهية .
أنتم أيها القتلة الذين تزعمون أنكم المؤمنون سواء أكنتم رجال ساسة أو دين ، لن نسمح لكم برمي اطفالنا في كهوف الظلام ؟ من سمح لكم باغتيال الطفولة وطرح جريمة كهذه للتصويت عليها ؟ اطفالنا ليسوا لعبة مزاجكم ومصيرهم ليس ملككم ليرهن بجرة أقلامكم أو برفع أياديكم للتصويت على سحقه تحت عجلة فكركم الظلامي ، تبت أياديكم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين