الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل العرب من نسل اسماعيل

عمر سلام
(Omar Sallam)

2017 / 11 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل العرب من نسل اسماعيل
نسب الإسلام العرب الى إسماعيل بن إبراهيم، وإبراهيم هو الشخصية المحورية في الديانة اليهودية، وهو يعتبر الاب الفعلي والروحي لليهود.
ونسب الدين الإسلامي العرب الى إسماعيل، وذلك لهدفين أولا إعطاء قدسية للدين الجديد بجعل نسبهم الى إبراهيم أبو اليهود، الهدف الثاني طمس معالم العرب مع قدوم دين جديد مكتوب بلغتهم.
فاللغة العربية انتشرت الى مدى واسع من وسط اسيا الى شمال افريقيا واثرت باللغات المحكية الضعيفة في المناطق التي انتشرت فيها وأصبحت لغة قوية متماسكة امام لغات ضعيفة لا تفي بمتطلبات الحياة كافة، ودخلت مفردات العربية الى هذه اللغات بغزارة.
ومع ترجمة المصاحف من السريانية للعربية، وانتقالها الى مناطق انتشار العربية بدأ تشكيل الدين الجديد في وسط اسيا اعتمادا على هذه المصاحف، ثم جمعت أربع نسخ من هذه المصاحف في كتاب واحد سمي ب (القران) واضيفت اليه لاحقا بعض الجمل والعبارات المتأثرة بالديانة الزرادشتية التي كانت منتشرة في وسط اسيا.
ومن حمل لواء بث الدين الجديد هم طوائف يهودية، وكان الهدف منها الحد من انتشار الدين المسيحي العربي الذي اعتمد على كهنة عرب (اريوسيون ونسطوريون ويعاقبة) في نشره وتبنته الدولة الاموية بصيغته السريانية وعربته لاحقا. وتم تحريف المصاحف الأولى في وسط اسيا وانطلقوا بدين جديد بدعاة اسيويين ووصلوا الى الكوفة وكانوا يسمون القراء، اتخذوا مكانا نائيا هو (مكة) لممارسة عقائدهم. ونشروا دعوتهم بدءا من خراسان حتى الكوفة ومكة. وحملوا لواء الدين الجديد بالغة العربية وهذا الدين كان مخالف لشريعة الامويين. مما أدى بالحكم الاموي لمحاربتهم بكل فئاتهم وتدمير معابدهم أكثر من مرة وعدم التساهل معهم.
ومع محاربة الدولة الاموية لهم اخذت دعوتهم الطابع السري، واخذوا ينشطون في وسط اسيا وفي الرافدين الا انهم استمروا بدعوتهم السرية الى ان اظهروها للعلن في نهاية الحكم الاموي، حتى تمكنوا لاحقا من القضاء على الحكم الاموي على ايدي أبو مسلم الخراساني.
سمي اتباع الخراساني بالمسودة وسمي حكمهم بحكم المسودة لأنهم كانوا يلبسون السواد، وبعد انتصارهم فرضوا الدين الجديد بالقوة على المناطق العربية. وسهل عليهم الامر ان كتابهم المقدس المعدل عن مصاحف الدولة الاموية كان بالعربية.
ومن ضمن الأسس الفكرية التي قام عليها الدين الجديد اساطير الديانة اليهودية، ولاستمالة العرب ربطوا نسب العرب بنسب اليهود، فأوجدوا صلة تربط العرب بإبراهيم الاب الروحي والفعلي لليهود. وغالوا في جعل أولاده واحفاده انبياء، فملوك اليهود الكبير منهم والصغير جعلهم المسودة ولاحقا الإسلام انبياء. فجعلوا إسماعيل بن إبراهيم نبيا، علما ان اسم إسماعيل سرقه اليهود من التراث الكنعاني وهو يعني سمع ايل، وايل إله الكنعانيين، أي اسم إسماعيل يعني سمع الله.
وجعلوا إسماعيل بانه اول من تكلم العربية، ونسبت اليه اللغة العربية.
فمن كتاب طبقات فحول الشعراء:
(8 - وَقَالَ يُونُس بن حبيب أول من تكلم بِالْعَرَبِيَّةِ ونسى لِسَان أَبِيه إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم صلوَات الله عَلَيْهِمَا
9 - أخبرنى مسمع بن عبد الْملك أَنه سمع مُحَمَّد بن عَليّ يَقُول قَالَ أَبُو عبد الله بن سَلام لَا أَدْرِي أرفعه أم لَا وَأَظنهُ قد رَفعه أول من تكلم بِالْعَرَبِيَّةِ ونسى لِسَان أَبِيه إِسْمَاعِيل ابْن إِبْرَاهِيم صلوَات الله عَلَيْهِمَا
10 - وأخبرنى يُونُس عَن أَبى عَمْرو بن الْعَلَاء قَالَ الْعَرَب كلهَا ولد إِسْمَاعِيل إِلَّا حمير وبقايا جرهم وَكَذَلِكَ يرْوى أَن إِسْمَاعِيل ابْن إِبْرَاهِيم جاورهم وأصهر إِلَيْهِم )
علما ان إسماعيل في التوراة لم يعط عهدا من ربه على الرغم من انه باركه، انما العهد أعطاه الاله الى اسحق ابن سارة. أي اعتبر إسماعيل هو فقط استجابة لدعاء إبراهيم بالولد هو في التسعينات من العمر أي سمع ايل لدعائه ومنحه الولد ليس من زوجته بل من جاريته. ثم منحه الولد من زوجته.
والعرب لم تكن تعترف بعروبة إسماعيل، فهو عجمي ابن عجميين، فكما قال الجاحظ في الرسائل:
(وقد جعلوا إسماعيل وهو ابن عجميين عربياً)
وفي كتاب الطبقات الكبرى
(أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمْ يَتَكَلَّمْ إِسْمَاعِيلُ بِالْعَرَبِيَّةِ)
ومن كتاب الكامل في التاريخ يعتبر ان إبراهيم هو جد الفرس واي انه ليس عربي والاعتقاد السائد انه من خراسان نظرا لتواجد اليهود بكثرة هناك وهم من يعتبرون ان إبراهيم هو جدهم.
(وكانت أسلاف الفرس تقصد البيت الحرام وتطوف به تعظيماً لجدها إبراهيم وتمسكاً بهديه، وكان ساسان إذا أتى البيت طاف بها وزمزم على بئر إسماعيل، وقيل إنما سميت زمزم لزمزمته عليها هو وغيره من فارس، وفي ذلك قيل قديماً:
زمزمت الفرس على زمزم ... وذاك في سالفها الأقدم)

اذن إسماعيل ليس عربيا، وهو عجمي، اما لاحقا فقد جعله المسودة عربيا وانه اول من تكلم العربية. وفي هذا تجاهل لتراث وتاريخ المنطقة العريق، وربط الدعوة الجديدة التي قام بها المسودة بالإرث اليهودي، وتزوير واضح لتاريخ شعوب المنطقة العربية.
والاقرار بعدم عروبة إسماعيل هو نسف لمبدأ الإسلام من أساسه، ويبدوا ان العرب خافوا من البحث في هذا الاتجاه، لأنه ربط نسب محمد بإسماعيل. وبالتالي نسف عروبة إسماعيل سينسف عروبة محمد.

وفي الحديث التالي يثبت صحة ما نقول
من كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر
(أخبرنا أبو القاسم بن الحصين وأبو المواهب أحمد بن محمد بن عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أحمد الوراق قالا أنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري نا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف نا أبو بكر أحمد بن محمد بن شيبة ببغداد نا أبو الفضل حاتم بن الكنز الجوهري نا حماد بن أبي حمزة السكري نا علي بن الحسين بن واقد نا أبي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن عمر بن الخطاب أنه قال يا رسول الله ما لك أفصحنا ولم تخرج من بين أظهرنا قال كانت لغة إسماعيل عليه السلام قد درست فجاء بها جبريل عليه السلام فحفظتها)
في هذا الحديث يثبت ان الرسول ليس عربيا كما إسماعيل ليس عربيا.
أي ان الدين الإسلامي بقالبه المبكر اتى به الغرباء او العجم، بلغة عربية ولكن من قام به واخرجه للناس وكتبة أحاديثه ليسوا عرب.
وهذا ما جعل أبو العلاء المعري يقول عن حجاج مكة بأنهم قدموا من اقاصي البلاد
عجبت لكسري وأشياعه ... وغسل الوجوه ببول البقر
وقول النصارى إله يضام ... ويظلم حيا ولا ينتصر
وقول اليهود إله يحب ... رسيس الدماء وريح القتر
وقوم أتوا من أقاصي البلد ... لرمي الجمار ولثم الحجر
فوا عجباً من مقالاتهم ... أيعمى عن الحق كل البشر
وما ذكرته بمقال سابق عن اصدار حكم الإعدام بعصماء بنت مروان من قبل رسول الإسلام لأنها تلوم قومها بإطاعة الغرباء.
بالنتيجة إسماعيل ليس عربيا ولا يمت للعروبة بصلة وبالتالي احفاده ليسوا عرب، وإذا اعتبر المسلمون ان محمد من احفاد إسماعيل فهو ليس بعربي. ونسب إسماعيل للعرب او نسبهم اليه فيه تجني واجحاف بحق تاريخ وتراث المنطقة ويعتبر جريمة فكرية ومعرفية.

المراجع:
1- الكتاب: تاريخ دمشق
المؤلف: أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر (المتوفى: 571هـ)
المحقق: عمرو بن غرامة العمروي
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
2- الكتاب: الكامل في التاريخ
المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ)
تحقيق: عمر عبد السلام تدمري
الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت -لبنان

3- الكتاب: الطبقات الكبرى
المؤلف: أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع الهاشمي بالولاء، البصري، البغدادي المعروف بابن سعد (المتوفى: 230هـ)
المحقق: إحسان عباس
الناشر: دار صادر -بيروت
4- الكتاب: الرسائل السياسية
المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)
الناشر: دار ومكتبة الهلال، بيروت
5- الكتاب المقدس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أصل وفصل
أبو مصطفى السماوي ( 2017 / 11 / 24 - 08:42 )
أعطني فحصا نوويأ أعطيك شعبا هنديا .


2 - أصولنا عجم
سيد خضر ابو طراك ( 2017 / 11 / 24 - 08:51 )
بالنسبه لنا في العراق والجهه الشرقيه من سوريا وكذلك نصف الجزيره العربيه تعود اصولنا الى العجم والدليل نصف العراق كان يسمى عراق العجم والان قلوبنا تهوي نحو قم وسادة مقاومتنا عجم وسيد اباطرتنا في النجف أعجمي سيستاني وكل عرق ينبض فينا اعجمي ...


3 - تعقيب
عمر سلام ( 2017 / 11 / 27 - 20:31 )
ليس المقصود سمو عرق على اخر او ما هو اصول الناس في المنطقة المقصود ان الدين الاسلامي اتى من خارج العرب لكن بلغتهم. فمفسرين القران الاواءل من غير العرب وواضع قواعد اللغة العربية هو غير عربي وكتب الاحاديث كتبها غير العرب .... الخ. وهذا لب وليس تحديد هوية سكان المنطقة أو اصولهم. وشكرا لتفهمكم.