الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مزار النبي يونس في الموصل في العراق يجب ان يتحول الى مركز ثقافي يساهم في إعادة اعمار المدينة المهدمة المنكوبة

يعقوب يوسف
كاتب مستقل

(Yaqoob Yuosuf)

2017 / 11 / 30
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات



مزار النبي يونس في الموصل يجب ان يتحول الى مركز ثقافي يساهم في إعادة اعمار المدينة المهدمة المنكوبة
من المعالم التاريخية الذي يخلد مدينة الموصل الحدباء، هو دير النبي يونس لما له من الأثر الكبير في عراقة هذه المدينة، إضافة الى ان النبي يونان الموثق في الكتب المقدسة اليهودية والمسيحية والصابئية، ومعناه (حمامة أي حمامة السلام المرسلة من الله الى اهل نينوى) ومعروف لدى المسلمين بالنبي يونس.
يعتقد بعض المؤرخين ان النبي يونس مدفون فيها، ويعتقد البعض ان هذا المكان ليس مرقد النبي يونس الحقيقي، وإنما هو مرقد لاحد الأنبياء السابقين، الا ان هذا الادعاء غير موثق ولا يوجد ما يؤيد ذلك لدى المؤرخين او الكتب المقدسة جميعها.

مقام النبي يونس يقع في الموصل شمال العراق والتي تبعد عن العاصمة بغداد (405 كم) في الضفة الشرقية لنهر دجلة يطلق عليها الدملماجة (داملة مه جه) التركية وتعني هنا الترشيح لأن ماءها يكون في الصيف قليلا.
-
وذكر الرحالة ابن بطوطة هذه التلة باسم تلة النبي يونس او تلة التوبة، حيث كان الجامع سابقا يجذب الكثير من الحجاج الاتراك الذين يعتبرون المرور والصلاة بالجامع من المناسك المكملة للحج، حتى ان الكثير من العوائل التي تقطن قرب التلة كانوا يتكلمون اللغة التركية.
وللنبي يونس مساجد كثيرة لدي المسلمين يدعون انه مدفون فيها منها مسجد النبي يونس في مدينة حلحول في مدينة الخليل الفلسطينية.
وفي لبنان يوجد مقام للنبي يونس في قرية كفرا في جنوب لبنان. واخر في شيخون في سوريا وربما في أماكن أخرى، كما هو الحال في العديد من مقامات الأنبياء والمرسلين.
-
يقول المؤرخ سعيد الديوجي إن المعابد في فترات متباينة، كانت تشيد على أنقاض ما قبلها، وقد شيد الملك الآشوري ادد نيراري الثالث بن شمش ادد الخامس 850-782 ق .م قصرا في الموقع.
وبعد مقتل سنحاريب خلفه على العرش أسرحدون 680-669 ق. م اتخذ من القصر مخزنا للأسلحة ومربطا للخيول، ثم هدم القصر وبنى قصرا فخما.

وبعد سقوط نينوى 612 ق. م، دمرت المدينة مع ما كان فيها من قصور ومعابد وما لا شك فيه أن هذا القصر دمر مع ما كان حوله من الأبنية والمعابد، وبعد ذلك رجع من سلم من أهل نينوى إلى مدينتهم، وعمروا لهم مساكن ومعابد من جديد.
-

تقع بقايا مدينة نينوى التاريخية اليوم في الجانب الايسر لمدينة الموصل على بعد كيلومتر الى الشرق من نهر دجلة وهي عبارة عن منطقة تلية واسعة تمتد بشكل مستطيل غير منتظم بطول كيلومترين تقريبا ( تل قوينجق، وتل التوبة او تل النبي يونس) ويعتقد أن نهر دجلة في حينها كان يحاذي السور الغربي للمدينة.
وهذه التلال الترابية التي لايزيد ارتفاعها عن عشرين مترا هي بقايا تراكمات وأنقاض المدن التي شيدت في المنطقة على مدى تاريخها الذي يزيد عن 6000 سنة، مناطق بكر وغير مكتشفة، أي ان تاريخ عريق للحضارات الإنسانية لازال مدفون فيها، وكان المؤرخ الكبير الدكتور بهنام أبو الصوف ان اكد ان 70% من الاثار في العراق غير مكتشفة، وان التنقيب فيها قد يعيد كتابة تاريخ الحضارة من جديد، ولربما قد يكتشف احداث متعلقة بقصة يونان او يونس والتي لا زالت معلوماتنا مأخوذة من الكتاب المقدس.
-
وبنى المسيحيين ديرا في المنطقة وأطلقوا عليه دير النبي يونان تخليدا لقصة النبي يونان المعروفة والمفصلة في الكتاب المقدس ويعتقد ان الكنيسة او الدير فيها ضريح للبطريك حنا نيشو المتوفي عام 700 ولايزال القبر موجودا.
ويعتقد أيضا أن المبنى تحول الى مسجد اسلامي في القرن الثالث عشر بعد ان سيطر الاتراك على المدينة وحولوا العديد من كنائسها الى جوامع.
-
ورغم ان جرائم التخريب غير المنطقية وغير الأخلاقية، فمن السخرية القبول بمنطق ان هذه اوثان يجب لا تعبد، فاذا كان عابديها قد اندثروا من الاف السنين، الا يثير هذا القول السخرية، واي دين مهزوز هذا الذي يخاف على مؤمنيه من ان يعبدوا هذه الحجارة ان ظهرت من جديد. ورغم ذلك فقد أدت عمليات التخريب الى اكتشافات مذهلة وكما تقول عالمة الاثار إليانور روبسون، رئيسة المعهد البريطاني للدراسة في العراق، "لم أر قط شيئا من هذا القبيل مصنوعا من الحجر بهذا الحجم الكبير"، مشيرة إلى الكتل المنحوتة بشكل متقن لتزيين أرباب النساء في القصر. "المنحوتات لا تطابق وصف ما كنا نظن وجوده هناك، وبالتالي فإن الدمار قادنا فعلا إلى اكتشافات رائعة".
ومهما كانت الروايات، فإن الثابت أن الكثير من مسلمي العالم كانوا يقصدونه، باعتباره مزارا دينيا ومركزا سياحيا مهما، حيث يقصده المئات ممن يهمهم التعرف عليه او التبرك بمقامه وهناك حديث متداول في الموصل عن النبي محمد يقول فيه: كل من لا يستطيع زيارتي، دعه يزور قبر أخي يونس.
ويزوره المسيحيين إضافة الى العديد من السياح والباحثين ومحبي التراث والتاريخ، مما يدل على أهميته التي يمكن استغلاله ذلك من خلال انشاء مركز ثقافي وبانورامي في الموقع الى جانب إعادة بناء الجامع وبعد مسح المنطقة واجراء التنقيبات الاثارية عليها، لجعلها معلما سياحيا كبيرا ويستفاد اقتصاديا منه في إعادة بناء المدينة المدمرة.
-
إذا أؤكد ان استثمار هذا المعلم التاريخي السياحي وتحويله الى مركز ثقافي مطلب مهم جدا لإعادة اعمار مدينة الموصل المنكوبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة