الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلم الرسالة .. مرة اخرى

راضي العراقي

2017 / 11 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اليوم وبمناسبة ( المولد النبوي ) سنكون بالتأكيد في موعد متجدد مع فلم الرسالة الذي اصبح المادة الاكثر عرضاً في المناسبات الدينية الكثيرة من خلال القنوات الفضائية الاكثر ..
واذا كان هناك من يستحق ان نقول انه خدم الاسلام كأحسن ما يكون فأنه مصطفى العقاد منتج ومخرج فلم الرسالة الذي تم انتاجه عام 1976 .. وبنسختين عربية وانكليزية على طريقة الافلام التاريخية الملحمية ذات الميزانيات الضخمة . وقد تكون الخدمة التي اسداها العقاد للاسلام تتجاوز في اهميتها وفاعليتها ما قدمه الكثير من قادة ومفكري الاسلام ربما على امتداد اربعة عشر قرناً من عمر الاسلام .. فقد اعاد هذا الرجل الحصان المتهالك الذي كان يسيير عربة الاسلام الى مكاانه امام العربة التي كانت قد بدأت تنزلق بأتجاهات اخرى .. فالعالم بعد الحربين العالميتين بدأ يتغيير بأتجاه الافكار الليبرالية والعلمانية .. وكان للعرب والمسلمين نصيب من هذا التغيير الذي طرأ . فظهور التيارات الفكرية الحديثة اطاحت بالكثير من المفاهيم الدينية وبدت المجتمعات تسير باتجاه المدنية والتحضر .. فكانت الفترة الممتدة من ثلاثينيات القرن الماضي وحتى منتصف السبعينات زاخرة بالتطور المجتمعي والانفتاح نحو قيم العلمانية الحديثة .. فأزدهرت الفنون والثقافة وبدأت المجتمعات الاسلامية والعربية تشق عصا الطاعة على المفاهيم الدينية وسلطة رجال الدين .. الى أن جاء مصطفى العقاد برؤيته التجميلية عن الاسلام .. فأحدث هزة عنيفة اعادت الحصان الى مقدمة العربة التي بدأت تسير بطاقة جديدة مستمدة من الافكار الحديثة فكانت عودة الحصان ايذاناً بعودة العربة الى وضعها الذي كانت تسير عليه طيلة اربعة عشر قرناً من الزمن ..
لقد كان فلم الرسالة كما اعتقد هو الضربة القاضية التي اجهزت على الحلم النهضوي الذي كان بأنتظار المنطقة .. فقد قدم الاسلام بصورة رومانسية مثالية جعلت الكثيرين يربطون اسلامهم بتلك الصورة الجميلة التي تم عرض الفلم فيها .. كما ساهمت الاحداث التي جرت في نهاية عقد السبيعنات كالثورة الاسلامية في ايران والغزو السوفيتي لافغانستان وما رافقها من ظهور ما سمي بالجهاد الاسلامي .. في اعادة المنطقة الى نقطة الصفر لتبدأ حالة جديدة من النكوص نحو قيم الانغلاق التخلف انتهت بالتطرف الديني الذي قاد الى الارهاب الاعمى وخاصة بعد موجة الفوضى التي تسببت فيها ما سُمي بثورات الربيع العربي التي اتت على البقية الباقية من الاستقرار النسبي الذي كان يسىود المنطقة .. حيث اتاحت الفوضى التي تسببت بها ( ثورات الربيع العربي ) في استغلال المشاعر الدينية التي تمت استعادتها من خلال فلم الرسالة في صعود وبروز التيارات الاسلامية الظلامية التي عاثت في الارض فساداً وارهاباً كان مصطفى العقاد نفسه احد ضحاياه حيث قتل في العام 2005 مع ابنته في عملية انتحارية في احد فنادق عمان ..
وعلى الرغم من ان الفلم كانت له اهداف انتاجية ومادية بحتة .. الا انه اسهم بشكل غير مسبوق في اعادة الروح الدينية الى المجتمعات العربية والاسلامية .. حتى اصبحت شخصيات الفلم واحداثه من اهم ما رسخ في ذاكرة المسلم الذي بنى اسس ايمانه على ما شاهده في هذا الفلم .. ناسياً انه كان يستهدف الربح المادي من خلال دغدغة المشاعر الدينية بطريقة ذكية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط


.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع




.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية


.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-




.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها