الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايديولوجية حكم الشعوب

مصطفى فتحى اسماعيل

2017 / 12 / 3
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


على النقيض من نظرية الديمقراطية التى ارتأها الغرب كأفضل نظام للحكم فى العصر الحالى , كان سقراط اهم الفلاسفة يحمل منذ مئات السنين رأى مغايرا اخر يرى ان الحكم واختيار الحاكم يجب ان يكون فى يد الاقلية الحكيمة الواعية المثقفة , ولا يجب ان يكون اختيار الحاكم ان يدار بشكل عشوائى عن طريق الشعب , رأى سقراط ان التصويت واختيار الحاكم هى مهارة يجب ان تدرس كأى مهارة اخرى ! , وبالنظر الى الاراء نرى ان الديمقراطية كنظام لا يجب ان ينظر الية كنظام مثالى فالديمقراطية الحديثة ان كانت امنت التداول السلمى للسلطة ومشاركة الشعوب فى الرأى فلا تأمن بالضرورة وصول ذوى الكفائة وذوى الامانة الاستحقاق للحكم , واتخذت الحملات الانتخابية والترويج الانتخابى الى الدراسات النفسية الدقيقة لطبيعة الشعوب , من خطاب عاطفى للمرشحين يعرف كيف يخاطف عاطفة الشعب تارة او ميل الجماهيرنفسهم للتصويت للمرشح الانتخابى ذوى الملامح الافضل او الاكثر طولا على سبيل المثال !.
ان نجاح الديمقراطية فى نهضة الغرب يستند فى الاساس على ديمقراطية منضبطة ذات معايير صارمة ! , فأجتياز المرشحين لشروط الترشح او صلاحيتهم يخضع لضوابط , اى فى يد هيئات ومؤسسات نزيهة ذات شفافية اى فى يد الاقلية الحكيمة التى اشار اليها سقراط , ويتبقى للجماهير ان تختار من عدد من المرشحين الذين اقرتهم الضوابط وهم بلا شك مرشحين يراعوا ويعملوا على مصالح الوطن والشعب العليا فى ظل مسائلة ومراقبة دائمة , ومن ضمن الاسباب الاخرى لنجاح الديمقراطية فى الغرب هو انضباط الشعوب انفسها وامتثالها للنظام والانضباط وارتباط الانضباط بثقافة الشعوب انفسها , كالشعب اليابانى والالمانى خصيصا على سبيل المثال .
الان يمكن القول ان يوجد طريقتان لحكم الشعوب هم الافضل , الطريقة الاولى هى الديمقراطية المنضبطة وهى تصلح للدول القوية التى لا يعتريها الفساد والتى تستند الى معايير وهيئات ومؤسسات قوية ذات شفافية , وهى فى الغالب تصلح للمجتمعات الغربية المتقدمة التى اجتازت عشرات السنوات من التخبط الذى نمر بة الان فى منطقتنا وتخلت فى ثقافتها عن شخصية القائد الفرد بعينها والتى كانت تأخذ حيزا كبيرا فى ثقافتها ووجدانها فيما قبل.
اما الطريقة الثانية فهى الاصلح لمجتماعتنا الشرقية الان وهى عموما وتصلح للدول الضعيفة والدول التى فى طور الانماء والتى تستجمع قوتها من ركام الفساد والتدخلات الخارجية وهى طريقة الحكم الفردى الرشيد , هل كان نابليون ورمسيس الثانى والاسكندر الاكبر ويوليوس قيصرديمقراطيين على سبيل المثال ؟ ام بنوا امم على طريق النصرمن ركام التشتت والفوضى ؟.
ان دول العالم العربى ذات الثقافة الشرقية هى فى اشد الحاجة وتفتقر الى شخصيات قائدة تؤسس للمستقبل وتحسن ادارة البلاد ومواردها وهى بحاجة الى الاخذ برأى سقراط فى اختيار الحاكم من اقلية حكيمة واعية تكون ذات مسؤلية غير محدودة فى مسألة الحاكم وحسن ادارة البلاد وليس حكم مطلق للحاكم كما نرى الان فهو من اهم اسباب انهيار العالم العربى كما نراة, العالم العربى فى اشد الحاجة الى شخصيات قائدة ملهمة يلتف حولها الشعب تعيد بناء دول حطمتها الحروب والارهاب والفساد والتدخلات الخارجية , اما الحديث عن ديمقراطية مطلقة فى العالم العربى فهو سيكون الامر الذى لا يختلف سوءا عن الحكم الفردى المطلق الموجود حاليا فى اغلب البلدان العربية , وسيكون بابا اكبر للتدخلات الخارجية والفوضى لتفتيت وتدمير مالم يقسم على يد ابناء الوطن انفسهم ! .
ان الشعوب العربية والشعب المصرى كما قال اللواء عمر سليمان هى شعوب غير مؤهلة للديمقراطية فى الوقت الحالى.
فهل يخرج من بين ابناء مصرنا الغالية من يحمل على كاهلة تأسيس مصر العظمى التى تكون فى مصاف دول العالم الكبرى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تناور.. «فرصة أخيرة» للهدنة أو غزو رفح


.. فيديو يوثق اعتداء جنود الاحتلال بالضرب على صحفي عند باب الأس




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات القصف الإسرائيلي في جميع مدن ق


.. حماس: تسلمنا المقترح الإسرائيلي وندرسه




.. طالب يؤدي صلاته وهو مكبل اليدين بعدما اعتقلته الشرطة الأميرك