الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القوارير وأنحطاط الرجولة

عبد شاكر

2006 / 2 / 26
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


الانسان هو أرقى الكائنات التي خلقت , يمثلهما في ملئ الطبيعة والحيـــاة الرجل والمرأة , كائنين تناسلت كل البشرية منهما , وطبيعة الخلق , هناك الحياة , ثم الموت الطبيعي , ومهما كتـب وقيـل فـي النصوص السماويـــة وشرائع الارض , تمثل ارادة لخلق نوع من العلاقــة الانسانيــــة بينهما , وخضعت هذه العلاقة منذ الخليقة الى الان للكثير من التطورات , وفـــــق التطور الذي اصبح عليه الانسان , في العصور الاولى , وتعاقبت الحيــاة على كليهما وفق حاجة كل مرحلة , وثقافتها ..

نفهم في النتيجة النهائيه . أن لكل مرحلة خصائصها , وللمرأة والرجــــــل أيضا موقعهما ونوع العلاقة وطبيعتها .. الذي يهمنا من هـــــذه المقدمة .. التأكيد على أن الحياة . صنعها الاثنين , بغض النظر عن الكيفية .. لم ولن تستمر الحياة على النحو الذي نحن عليه بغياب أحدهما منذ الخليقة الاولى ..

لاهمية تلك المقدمة .. كي يتوقف كليهما , مع نفسه , ويسترجع طبيعـــــة الحياة والخليقة .. بغض النظر عن كل المفاهيم التي طرحت لتنظيم العلاقة بينهما على مر العصور .. لان كل فكرهو نتاج مرحلة معينة .. هذا التوقف يعتمد اساسا , على ثقافة ووعي كل منهما الان : ليتأمل الحياة كم ستكـــون جميلة ورائعة . إن أرتقت العلاقة بينهما الى مستواها الحقيقي , إنسانيا أولا , ومن ثم تصنف تلك العلاقة – الاب – الاخ – الزوج – الحبيب – العاشق – يقابل ذلك الطرف المهم في العلاقة هي ( المرأة ) كيف يجب أن تكون ؟

الان وقبله , قرأت وسمعت ورأيت , الكثيرمن الامور التي تتعلق بالعـــنف ضد المرأة .. وعشته كذلك , كرجل شرقي .. منذ طفولتي , فـي القريــــــة والمدينة .. ولم يكن أحد يتناول الموضوع بالشكــــل الذي يحصل الآن ....

الواقعية التي أؤمن بها بشكل مطلق , هو الانحياز الكامل الى حواء أنسانيا , هذا المنطق يجب أن يكون هو القاعدة .. وأخلاقيا أيضا , لأننا في مرحلة وصلت به الحضارة الى أرقى مستوياتها , وقد أسهمـــــت المرأة بشكل أو بآخر في هذا الرقي ..

وبما أننا في هذه المرحلة المتقدمة , يجب أن يكون منطق الحوار والعقلانيه هو السمة البارزة في العلاقة مع المرأة .. لاننا تجاوزنا عصرالعضـــــلات التي كانت سائدة في حل كل النزاعات , والتي تجذرت في أعماقنا , لاننا لم نكن نتقن فن الحوار وتقبل الرأي الاخر .. وثـقافــة العنــف التي تســــــــود مجتمعاتنا الان , أنسحبت بشكل أو بآخر الى أسلوب في التعامل مع المـرأة للاسف .. وعلى الرغم من الاختـلاف , بين رجل وإمرأة . في قرية ومدينة ودولة وفي كل انحاء العالم , وفقــا للكثير من الاختلافات , تبقى العلاقــــة خاصة جدا , بين الاثنين .. ولن يكون هناك تشابه بين أي ثـنائي مطلقـا ...

أني لن أستطيع أن أحكم على أي من الاثنين , الذي يبدأ بالعنف , ومن الذي يحرض على العنف .. لكن أقول أن المرأة , مهما كانت , تستطيع أن تدافع عن نفسها , رغم عدم أمتلاكها للعضلات ! أنما لها وسائلها ( الهائله ) فــــي
تركيع وتطويع أعتى الطغاة – بقلبها ودموعها وربما ( مكرها ) الذي هـــــو سلاح وهبه لها الرب , بحيث انها لاتشعر به , وحتى الرجل أحيانا يتوهــم به !! على أعتبار انه طبيعتها البشرية , ومع ذلك لايعنـــــي ذلك أننا يجب أن نستخدم عضلاتنا في – تركيعها وتطويعها– لانها المخلوق الرائع ..

كذلك نحن ندرك , أن في مجتمعاتنا العربيه تحديدا والاسلاميه , مفاهيـــــم ترتبط بشكل أو بآخر بالقيم الموروثه من الدين الاسلامي والسنه النبويـــة . أخذ البعض مايتناسب ومزاجيته وتبريراته في تحديد نوع العلاقة مع المرأة رغم انها وصفت في بعض الاحاديث ( بالقوارير ) كصفة رائعه لرقتها . .

وفي بعض الاحاديث وصفت على انها خلقت من ظلع أعوج ( أستوصوا بالنساء خيرا فأنهن خلقن من ظلع أعوج , أن ذهبت تقيمه كسرته وأن تركته لم يزل أعوج .. فأستوصوا بالنساء خيرا) أيضا أخذ منه ما يتناسب والرغبة ! ونسي الاهم في هذا الحديث ( أستوصوا بالنساء خيرا ) كــل ذلك مترسخ في تلك المجتمعات الى الحد الذي أصبح تقليدا .. لكن بعض المفاهيم المتحرره , التي كانت وما تزال تنادي بالمساواة وحريةالمرأة . أعطت للمرأة حيز أو هامش مـــــــــن الحريه لاسيما حينما دخلت ميادين العمل الى جنب الرجل .. ورغــــــــم ان البعض من النساء أساء الى ذلك ( الحيز ) مما حدى ببعض المعارضين الى ( الشماته ) ..

في المحصلة النهائية .. أود القول .. أن حرية المرأة وأرتقاء مستواهــــــــا يرتبط بحصول وعي شامل لمفهوم الحريه كمبدأ أو قيمة أساسية فــــــــــي المجتمع شأنها شأن – الصدق – الاخلاص - .. الخ .. تنشأ مع الفـــرد منذ الطفوله ويمارسها بوعي ..

لكن هذا لايعني أننا لا ننادي ( الرجل ) الى نبذ العنف , ونوصي حواء بنا خيرا نحن الرجال ( الغلابه ) التي تستفزنا أحيانـا . ونرتـد الـــــى شرقيتنا .. ونعلن التمرد على المساوة !! ..

وفي كـل الاحوال , أن العنف اذا ما تحول الى ظاهرة , سوف يتحول الـى وباء خطير .. ينسف كل المحاولات الهادفة الى الارتقاء للمستوى الانساني والحضاري في التعامل مع المرأة , لتنشأة الجيل الجديد على هذا المبـــــدأ وبنفس الوقت ندعو المرأة , الى أتقان فن الحوار .وأستخدام منظومة العقل بدل الانفعالات العاطفيه المتشنجه , التي لا تستند الى منطق , تنتهي عادة أما بذرف الدموع ,أو تجمهر الجموع ..

وهذا الامر أخطر من العنف بذاته , بسبب حصول تدخلات آخرين الـــــى حياتهما ومملكتهما , وسوف تدس أنوف الفضوليين .. ويحصل أختـــــراق مؤسف لخصوصياتهم .. وتفقد حياتهما لونها الممتع !!

ويخترق أيضا بشكل مؤلم كبرياء وأعتـداد أبنائهم , بأسرتهم التي يفخرون بالانتماء اليها لاسيما , ان كانت تلك العائلة مدعاة للفخر .. وهكذا تتوالـــى الخسارات , دون وعي , وكل ذلك بسبب , فقدان اللغة المشتركة ,او عــدم اللجوء الى الحوار الرائع ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لوحة كوزيت


.. شاعرة كردية الحرية تولد الإبداع




.. اطفال غزة يحلمون بالعودة إلى ديارهم


.. ردينة مكارم المرشحة لعضوية بلدية حمانا




.. المهندسة سهى منيمنة