الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فن الوجود الأنطولوجي

نورالدين ايت المقدم

2017 / 12 / 18
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


فن العيش ليس سوى مهارات للتفكير في ذلك اليومي الذي يسلب الذات الأنسانية وهي لا زالت لم تحيا بعد ،بعد الامكان الذي تتميز به عن باقي الموجودات المتاحة . فن العيش هي أن تتحرر هذه الذات من قبضة الهوم كما ذكر هايذغر الألماني / إن تحررنا من ذلك المسار الذي لا يكف هذا الهوم أن يرسمه ويجعله نموذجاً أرقى وأفضل للعيش لا يضاهيه مثله نموذج ... هو السبيل أو الفسحة نحو الانبثاق لملاقات أولاً الحرية المسلوبة وكذلك إنفتاح نظرة الذات على عالمها الحقيقي وهو عالم الممكنات اللا نهائي ثانياً . وهي في هذا التحرر العسير والصعب والمقلق تعيش فيه الذات التواقة لصياغة نموذجها المعيشي الأنطولوجي التيه واللامسؤلية أحيانا والحرب والرغبة في الموت أحيانا أخرى...؟ في هذه اللحظة تعمل الذات على تطهير كينونتها من الشوائب التي كانت تربط أليات ومنطق تفكيرها وتشدها بأغلال منطق نموذج الهوم ... فالهوم يلقح الذات الانسانية منذ فترات التنشئة بمخدرات ورؤى لها صفة الحقيقة المطلقة تجعل هذه الذات لا ترى عالمها الجميل والغني... المدفون والمخنوق بترسبات همها إحكام السيطرة على ذلك العالم الأصلي الجميل في نفق المفقودين ليتم الترويج بدكتاتورية رمزية ومادية لتلك الطريق الشاقة الوحيدة التي بيدها خلاص الذات إن اتقنت لعبة السياقة فيه ... لا وجود لطريقٍ أخرى غيرها... حتى إن خرجت عن مسارها بسبب عطب أو سقوط غير مدرك أصبحت الذات من المنحرفين على الطريق وخارج السياق الصحيح فضاعت الذات ولن تصل إلى أهل الايمان... هكذا والذات قد تطبعت على رؤيةٍ مستقيمة كتلك الدابة التي يروضها صاحبها بوضع حاجزين في جهة أعينها يساراً وشمالاً حتى لا ترى جوانبها وكل العوالم الممكنة ماعدا ذلك النموذج أو الطريق المستقيم الذي يخدم فقط غايات صاحب الدابة... هذا التطبع للذات وهو بمثابة مخدر يصعب الانفكاك منه لطالما يؤدلج ويبرر باستمرار منطقه الماكر والمغري لوهم امكاناته المأمولة والموعودة... هذا ما يخلق نوع من الصراع الداخلي والخارجي للذات حينما تقرر وتعزم أن تقول لا وكفى لمنطق الهوم حينها تعود الذات انسانية بحيث يستيقض المفقود بكامل قواه ليتصدى ويتحدى منطق عيش الهوم بشق طريق جديد ليس نموذجاً بطبيعة الحال خاص بقدرات الذات التي تسعى أن تكون انسانية في جوهرها فتسقط الحواجز على أعينها لترى مدى شساعة العالم ومدى تعدد الطرق والالوان والفنون الممكنة لركوب مغامرة الوجود... هنا تدرك الذات مدى قوة خاصية التفكير التي تمتلكه حينما تكون قادرة بالفعل أن تنقل خبرات وكيفيات العمل الفكري المسلوب في طريق الوهم إلى الوجود المعيشي الأنطولوجي المتاح لها في فعل حرية الاختيار كفن قيمي يعلي من شأن ماهية الذات الانسانية فتعود تنتبه لخطواتها اليومية بممارسة التفكير في الشارع في التسوق في المطبخ في التربية في أنماط العلاقة في النوم ...إلخ . هكذا يكون فن العيش الانطولوجي فن للاختلاف والابتكار؛ والحرية بصفة عامة . أي لا يكون فن العيش انطولوجياً إلا حينما تكون الذات انسانية تحررت من قيود نموذج عيش العامة وابتكرت نموذجها الذي يشترط نقل كيفيات التفكير والاحساس والفعل -الموجهة لدى العامة بشكل كلي نحو غايات واهداف مجهولة ومفقودة مع تلك الذات الأولى التي وضعت ذلك النموذج- إلى كل الميادين التي تتحرك فيها هذه الذات في وجودها حتى لا تعود فريسةً أمام وحش اليومي والانتهازية الرأسمالية والاصولية وكل من يسير على نموذج عيش العامة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة