الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
قراءتي الشخصية لازمة الرسومات المسيئة لمقام رسولنا الاكرم ص
المهدي مالك
2006 / 2 / 28العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كما يعلم الجميع يعيش العالم الاسلامي في هذه الايام على ايقاع ازمة الرسومات المسيئة الى مقام الرسول الأكرم ص و التي نشرتها بعض الصحف الاوربية تحت غطاء حرية التعبير التي نحترمها كمفكرين و ككتاب لانها ذات قيمة عظيمة و ثمينة في عالمنا اليوم و حرية التعبير كمفهوم يسمح لنا في الكلام بكل حرية بدون قيود و التعبير عن مشاعرنا الانسانية كالفرح و الحزن و عن مشاربنا الفكرية و الحضارية كشعوب و كنخب ذات توجهات معينة التي تحاول ان تبني مجتمعاتنا على اسس التبادل الثقافي و احترام المقدسات الدينية و الثقافية لاي شعب كان .
و نحن كمسلمين يجب علينا ان نعترف بمجموعة من الحقائق و تقول ان التطرف الاسلاموي يتحمل المسؤولية الكاملة وراء هذه الازمة لانه جعل ديننا الطاهر يدخل الى خانة التفجير و قتل الابرياء في شتى بقاع الارض من امريكا و الى اندونيسيا و نهجه لسياسة تكفير المسلمين الذين يلبسون بذلة غربية و يفكرون بمنطق العصر و الذي يؤمن بقيم التعايش السلمي بين الديانات السماوية و بين الثقافات العالمية .
و ان المجتمعات الغربية تنظر الى الاسلام كدين ارهاب و لا يقبل التعايش بل يسعى الى تدمير الغرب و يعتبر هذا من نتائج التطرف الاسلاموي الذي اعطى صورة مشوهة عن ديننا الاسلامي الذي هو دين الرحمة و الدليل على ذلك هو قول الله تعالى (ما ارسلناك الا رحمة للعالمين) و الذي يتامل في هذه الاية الكريمة يجد هذا المعنى الكبير و الذي يقول ان الرسالة الاسلامية تدعوا الى الرحمة و الى قيم التعايش مع الاخر مهما كانت مرجعيته الدينية او الفكرية او اللغوية و هذه الاية تحمل معنى اخر و هو ان الاسلام دين الرحمة و ليس دين الارهاب و التطرف الديني .
و الاسلام يعاني اليوم اكثر من أي وقت مضى من مشكل مسايرة التحديات المطروحة على المستوى الإقليمي كمحاربة فقر العقول قبل فقر الجيوب و محاربة التخلف الذي مازال يعيش في عالمنا الاسلامي منذ قرون و يعلمنا هذا التخلف عبادة الفكر الخرافي و الرافض لمعاني التقدم الحضاري و لن يكون الا بترسيخ الديمقراطية و حقوق الانسان و حرية التعبير و الاعتقاد.
و شهد العالم الاسلامي مجموعة من التظاهرات المستنكرة لهذا العمل الشنيع و الارهابي و اخذت هذه التظاهرات ابعاد مختلفة و اخذت هذه التظاهرات كذلك طابعا غير مشرف لدفاع عن نبي الاسلام ص كتحطيم الكنائس كأنها السبب في هذه القضية و نحن ندين بشدة هذه الاعمال المتخلفة و التي لا تخدم هذه القضية الانسانية بل تخدم التطرف.
و نحن لا نريد حربا دينية او ايديولوجية مع الغرب لاننا نحتاج اليه في الوقت الحاضر و يجب علينا ان نكون واقعيين ليس عاطفين اكثر من اللازم نعم كلنا نقدس الرسول الاكرم ص ولكنننا يجب ان نفهم ان صورة الاسلام في الغرب مشوهة و غير سليمة بحكم الاعمال الارهابية التي ارتكبت في دوله باسم الجهاد ضد الكفار كما يسمى عند التطرف الاسلاموي.
و ان الغرب عموما يجب عليه ان يعترف بوجود فئات او تيارات من مجتمعه المتحضر تعادي الاسلام بشكل صريح و هذه التيارات المتطرفة تسعى الى
احياء الحقد و الكراهية بين المسلمين و اصحاب الديانات المحترمة و هذه التيارات اعلنت من خلال اعمالها انها تسعى الى تدنيس مقدساتنا الاسلامية
كالقران الكريم و مقام رسولنا الاكرم ص الذي كان رحمة للعالمين و كان يدعوا الى السلام و الى حوار الحضارات و اسس في مدينته الشريفة اعظم مجتمع عرفه التاريخ من حيث التعايش مع الاخر بدون قيود في ممارسة شعائره الدينية.
و نحن اليوم نعيش هذه الازمة و نحن نتساءل عن الحل من اجل الخروج من هذا المشكل العويص و ضمان عدم تكرار مثل هذه الاساءات على أي دين من الديانات السماوية و انني قد أعجبت بموقف الداعية الاسلامي الكبير الاستاذ عمرو خالد و الذي دعا الى عقد مؤتمرا في الدنمارك بين الشباب المسلم و الدنمركي و يهدف هذا المؤتمر الى التعريف بالنبي ص و رسالته العظيمة للبشرية جمعاء و أشجع مثل هذه المبادرات الجليلة التي ستعطي للغرب ان الاسلام دين يسعى الى الحوار مع الغرب المتحضر بقيمه النبيلة و التي تدعوا الى احترام حقوق الانسان المتعددة و من بين هذه الحقوق حقه في احترام مقدساته الوجدانية و الدينية و غيرهما من المقدسات .
و ان هذه المبادرة لم تاتي من الفراغ بل جاءت من الوعي بضرورة تغيير صورة الاسلام المشوهة في الغرب و التعريف بالاسلام الحقيقي الذي لم يدعوا الى قتل اهل الكتاب و تكفير المسلمين على اختلافاتهم المذهبية و الفكرية و حتى الثقافية بل دعا الاسلام الى السلام بمفهومه المتكامل العناصر .
و في ختام هذا المقال المتواضع اعلن الى القارئ الاغزاء في موقع الحوار المتمدن انني سأخصص مقالاتي شهر مارس القادم لفتح ملف وضعية المعاق في المغرب انطلاقا من تجربتي المتواضعة كانسان معاق و يدخل هذا في اطار الاحتفال باليوم الوطني للاشخاص المعاقين فكونوا في الموعد
المهدي مالك
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات
.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع
.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية
.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا
.. 161-Al-Baqarah