الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإصالة بين الأمس واليوم

ابراهيم زورو

2017 / 12 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



الشرق مجزرة الفلسفة من حيث انتهى هيغل: كل ما هو عقلاني هو واقعي. وواقع الشرق بدا واقعا مخيفا لا يعوّل عليه احداً، لو كان آمنا لما خرج منه كل هذه الانبياء والرسل والذين لم يستطيعوا- رغم ان الله متفق معهم- ان يقنعوا احداً باخلاقهم، ترى لماذا لم يفهموا من الله كي يقنع الاخرين بمغزى رسالتهم؟! لذا كان عليهم ان يربي الجيل الاول من صحابتهم بفكر التسامح والامان وأن يكونوا على قدر كبير من الاخلاق وما أن فسحت لهم المجال حتى فتكوا بالناس ايما فتك، من هنا يمكن ان نفكر ان الانبياء لم تزوجوا جزافاً الا لانهم رسبوا في ارساء قواعد الاخلاق بين شعوبهم من حيث بات هدف زواجهم دليل القرابة والدخول في دينهم ونشر رسالتهم، ومن جهة اخرى ان بنات النبي لوط قد نجحن في اغواءه ومارسن معه الجنس وتلك هي اساطير الاولين،. وبعد كل هذه السنين يدعون صحابتهم كي يكونوا شهوداً على ان الرسالة تمت تبادلها بين الله وذلك الراعي الذي علينا ان نقول عنه من الان وصاعدا نبي الله. فلا يمكن أن نفكر بأن ليس لدى بني اسرائيل من هو احسن من موسى والذي اجبر الله أن يشاركه هارون بالنبوة كونه افصح لساناً، أيكون هذا الموقف تبريرا لبقية الانبياء من أن يكون من نفس الطينة كما يقال؟ إذاً لموسى مزايا فنحن لا ندركها كوننا محدودين الفكر مثلاً؟! أسئلة تبحث عن اجوبة بلا جدوى؟! أم أن لله مغزى آخر الذي جعل من راعي يتحكم بطبقات بقومه من أصحاب الأموال وكبار القوم من شيوخ العشائرة ووجهائها؟! والأنكى من ذلك أن يكون الراعي شاهداً؟ ويكون له كل هذه القيمة في سلم الترتيب الاجتماعي، فهم بكل الاحوال عبيداً ولن يستطيعوا الا ان يكونوا عبيداً ونحن لا نناقش العبيد اكثر ما نوقش عنهم في كتب علم النفس والسياسه، فتاريخهم وشهادتهم مجروحة بكل شيء؟!
لجهة عدم استطاعتهم لقيادة المجتمع يقودنا الى سبيين: الاول، انهم لن يفهموا من الله!؟ فقد كانوا رعاة وحسب، يمكن ان يكون لهم صبر وجلد وغير ذلك لا اعتقد أنهم يملكون شيئاً حتى أن اغلب أوقاتهم يمضونها خارج مجتمعهم، بقول واحد أن كلماتهم لا تكفيهم كي يشرحوا ما فهموه من الله؟! والحالة هذه تقودنا إلى التفكير حول ماهية الله وصفاته: كلي القدرة، كن فيكون، وهو كل شي قدير. إن من يختار الرعاة ليكونوا صلة وصل بين ربهم وشعبهم عليهم أن يكونوا على قدر كبير من الوعي ويراقبون زلاة لسانهم واعمالهم أيضاً، وقد نفكر ونقول بأن الله لم يستعمل كل صفاته ليخلق من الراعي نبياً على قومه ليرفع مستواهم إلى مستوى الشعوب المتقدمة كما يذهب بعض مؤرخي الاديان إلى تلك الفكرة، فكان الاجدى بكلي القدرة العمل على تشذيب اخلاق الرعاة أولاً، إذا فهمنا أن اختيار الرعاة جاء خطأ لا يمكن أن يغتفر، وهذا الأمر قد فضح الحامل والمحمول على حد سواء، واعتقد لهذا السبب فشعوب الشرق ليست في قاموسهم أنهم "لا يعرفون"، طالما هناك من يقتدي به في سياق تاريخه المقدس؟! أما إذا تناولنا إنهم لم يفهموا الله فهذا صحيح لأن جميع انبياء الله كانوا رعاة؟ فأي مهنة تتأثر بموضوعها كما يقول لنا علم النفس، هنا باستطاعة الراعي أن يعاقب أغنامه بالضرب؟! وراعي الابل يفعل ذلك، ومالك الحمار يعاقب حماره، يا له من فهم جميل!!، أن تلك العلاقة المتبادلة متأثرة بين المهنة وموضوعها، وأن المكان الطبيعي للرعاة والاميين هو مكان عملهم، وعليهم أيضاً ان لا يقتربوا من أعمال الفهم وما إلى ذلك؟! بقول واحد أن العلاقة غير متكافئة لجهتي الشكل والمضمون، لذا أول عمل قاموا به أنهم قد مارسوا القمع كي يثبتوا هويتهم بأنهم موجودون بهذه الطريقة، ولم يفكروا أن النبي لا يمكن أن يقتل أبداً، اما لماذا لم يتدخل الله في سياق النبوة ويرمي بكل هذه الأنبياء الجهلة على قارعة الطريق لا أحد يستطيع أن يتكهن بذلك؟!.
ومن النتائج المستخلصة لهذه النبوة هي أن شعوب الشرق مازالوا يمكثون في عقر التاريخ القديم ولم يتطوروا لأن انبيائهم صورة نموذجية للإنسان المؤمن والاقتداء بهم هو طريقهم نحو الخلاص الأبدي وكأن العلم والثقافة لم تتطور منذ تلك اللحظة، ونحن نعلم بأن الفكر الديني قد سكت صوت العلم والثقافة اللتين كانتا تسمع من هذه الزاوية أو تلك، يمكن من هنا أن نفهم لماذا أوروبا فكت ارتباطها عن دين الشرق بفلسفة التنوير، كون الفكر الديني لا يمكن أن يصمد طويلاً أمام الفلسفة والعلم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4


.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا




.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب