الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن والقرأن

نشأت عبد السميع زارع

2017 / 12 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لقد طالبت مؤتمرالقمة الاسلامى باعتماد تفسير للقران
معاصر يتناسب مع القرن ال21 ويتعايش مع الانسانية ولايصدمنا مع الاخرين لان هناك تفاسيرمغلوطة لبعض ايات ياخذها المتطرفون الارهابيون سبب فى الاعتداء عليهم ففى تفسير سورة الفاتحة ان غير المغضوب عليهم والضالين انهم اليهود والنصارى وهذا تفسير خاطىء فلماذا لايكون مجرمين القاعدة وداعش والدمويين الذين يعتدون على الكنائس والمساجد وجنودنا ضالين ومغضوب عليهم ومجرمين وسفاحين لماذا لايكون القتلة والتكفيريين من اى ديانة ضالين ومجرمين ومغضوب عليهم
كما ان هناك عبوات مفخخة ناسفة فى عقول المتطرفين عن النسخ فى القران انه تم نسخ ايات الرحمة فى القران واصبحت ايات العذاب والسيف والقتل بدلا منها وبهذا الفهم الاعوج يقتلون الاخرين ولذلك قال الشيخ محمد الغزالى فى كتابه كيف نتعامل مع القران انه لانسخ فى القران وكذلك الشيخ محمد ابو زهرة ايضا

لابد ان نفهم ايات القتال فى سياقها الزمنى والتاريخى وانها خاصة لذلك الوقت فحينما تقول اية ( اقتلوا المشركين كافة ) هل معنى ذلك ان نقتلهم الان ولا هذه اية خاصة بايات القتال فى زمنها ومكانها فقط .
المشكلة ان فهم القران سلاح ذو حدين هتفهمه بفهم انسانى عقلانى هتفيد وهتستفيد هتفهمه بفهم عدوانى كما فهمه الخوارج والمتطرفون والجماعات الارهابية الان هنشوف حممات من الدماء .

ان اولى اولويات التعامل مع القران هو الفكران التفكير فريضة اسلامية وليس سنة او مستحب وانما فرض مثل الصلاة لانريد للناس ان تقرأ القران مثل شريط التسجيل وانما بعقل وقلب ووعى فاعمال العقل فريضة والتدبر فريضة والله يقول ( افلايتدبرون القران ام على قلوب اقفالها )
ويقول القران انما يخشي الله من عباده العلماء فالعلماء هنا ليس المقصود بهم علماء الدين فقط وانما كل عالم ينفع البشرية بعلمه ويتفكرفى اسرار الكون

الغرب هو الذى طبق القران فهو الذى ارسل السفن الفضائية الى الكواكب الاخرى لاكتشاف كل جديد وهو الذى بحث فى اسرار الكون ونفع الانسانية وهو الذى حول العالم الى قرية صغيرة بفضل ثورة الاتصالات وهو الذى اكتشف العلاج للامراض وصنع الدواء ونحن استفادنا منه
ونحن فينا من يستخدمه فى غير مكانه فى الدجل مثل اخراج الجن وعلى المرضى الذين يحتاجون الطب والعلاج فيتسبب فى معاناتهم اكثر
فالقران شفاء وليس علاج وهناك فرقا بين العلاج والشفاء العلاج علاج مادى للجسد والشفاء معنوى لان القران ليس كتاب طب ولا فيزياء ولا كيمياء وانما كتاب هداية
مريض الكبد له علاج مثلا السوفالدى وليس اية من القران مريض السكر له الانسولين مريض الضغط له علاج مادى يصفه الاطباء
اما القران فهو شفاء معنوى من الهم والحزن والنفس والروح وليس علاج

ان المفسرين للقران اجتهدوا لزمانهم ولم تكن وسائل العلم ميسرة لهم ففسروا القران حسب البيئة والزمن والامكانيات البسيطة التى فى عصرهم فهم مشكورين ومعذورين اما نحن اليوم فلاعذر لنا وسائل البحث والعلم والتقنية الحديثة تساعدنا الان على تفسيرات تتناسب مع القرن ال21

ربنا وعدنا وقال (ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادى الصالحون ) ولايشترط ان يكون العباد الصالحون مسلمون اصلا بل العباد الصالحون الذين اصلحوا الارض وعمروها واكتشفوا اسرارها ونفعوا الانسانية بذلك فهل نحن ملكنا الارض ولنا كلمة مسموعة فى العالم بالطبع لا اذن لاتنطبق علينا الاية حتى نغير ثقافتنا وافكارنا .
ثم لابد ان ننظر الى العالم الان نظرة معاصرة واقعية نحن نعلم ان العالم فى الماضى كان البقاء فيه للاقوى حدث حروب اهلية فى كل مكان فى اوربا حربين عالميتين راح فيهما مايقرب من 80 مليون قتيل وحروب الكاثوليك والبروتستانت وقبل ذلك حروب الصليبين والتتار وحروب العرب الاهلية
لكن واقع اليوم ان اغلب سكان العالم تناسوا العداء والقتال واصبحوا يتعايشون مع بعض عباد البقرفى الهند اصبحوا يتعايشون مع بعضهم فى سلام وامان عندهم 1000 اله ومع ذلك يتعايشون بقانون واحد اوربا توحدت

اما نحن مازالت العداوت التى مر عليها 12 قرن و13 قرن يسفك دماء من اجلها العدوات المذهبية والطائفية حتى الان يقتل ابرياء بسببها لاذنب لهم فيها ومنها صراعات سياسية
بيسألوا شاب يابانى عن العداوة القديمة بين امريكا واليابان فقال لهم هذا كان عداء قديم بين اجدادنا لاعلاقة لنا به الان
اما نحن فهناك مازال من يستعدى العدوات والصراعات السياسية التى مر عليها عشرات القرون مثل قضية السنة والشيعة
واقول اما ان نتعلم العيش معا كاخوة او الموت معا كأغبياء مهما اختلفنا مع بعض فى كل شيء
المشكلة ان هناك انطاع ينظرون الى انفسهم انهم وكلاء عن الله فى الارض يحاسبون الناس على عقائدهم وافكارهم ويقولون نحن نريد اسلمة العالم
ولو ظلوا الى يوم القيامة فلن يفهموا ان ذلك مخالف لسنن الله ونواميسه فهو الذى خلقنا ويعلم اننا سوف نكون مختلفين فى كل شيء وامرنا ان نتعايش مع بعض رغم هذا الاختلاف قال تعالى ( ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولايزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم ) .
ان اعظم جهاد اليوم هو الجهاد لكى يفهم المتطرفون نسخة انسانية بعيدة عن العنف الذى يستقر فى عقولهم المريضة ويقتلون به الابرياء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - النهج وليس الاشخاص
عبد الحكيم عثمان ( 2017 / 12 / 30 - 15:50 )
الاخ الكاتب بعد السلام عليكم
اليك التفسير الذي لاحاجة لتغيره فالمقصود بالضالين هو النهج ومن يتبعه ويشمل المسلمين ايضا وهو النهج المخالف لما اقره الله
قوله تعالى : ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) ، والمعنى ] اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم ممن تقدم وصفهم ونعتهم ، وهم أهل الهداية والاستقامة والطاعة لله ورسله ، وامتثال أوامره وترك نواهيه وزواجره ، غير صراط المغضوب عليهم ، [ وهم ] الذين فسدت إرادتهم ، فعلموا الحق وعدلوا عنه ، ولا صراط الضالين وهم الذين فقدوا العلم فهم هائمون في الضلالة لا يهتدون إلى الحق ، .
فهناك من النصارى واليهود ملتزمون بنهج الله سبحانه وتعالى
لك التحية


2 - بين حانه ومانه ضاعت لحانه
ابو علي النجفي ( 2017 / 12 / 30 - 18:58 )
اعتقد ان التفسير الصحيح والاقرب الى المنطق والواقع هو المغضوب عليهم هم الذين عرفوا وفهموا احكام الدين ولم يعملوا به وانكروة والظالين هم التائهون الذين لم يعرفوا الهداية ولم يفهموا الدين والمقصود بهم اهل الجزيره العربيه وقت نزول هذه الآيات وقد حشر المفسرون اليهود والمسيحيين حشرا بشكل قسري لا يتناسب مع السياق العام لسورة الفاتحه او الاخلاص كما يطلق عليها ... والله اعلم طبعا . واذا بقينا نمشي وراء تفاسير ابن عباس وابو هريره والطبري والقرطبي نتيه المشيتين يعني لا احنه دواعش من وجه ولا شيعه من وجه

اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب