الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات .. 11 .. كشكولٌ وَجيزْ مُبِينْ عنْ خرافةِ العروبة وعنْ فلسطينْ ..

هيام محمود

2018 / 1 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


( 1 )

هذا "كشكول" من الأفكار , يتكلّم عنّي وعنكم ,عنْ وطني وعنْ أوطانكم , سيقرؤه قرّاء وسيقفون فيه على أشياء قدْ تُضيف لهم شيئا أو على الأقلّ قدْ تَجعلهم يتساءلون أو يَشكّون .. أذكركم بقاعدتي التي تخصّ الأفراد ( حصرا ) : كلّ الأديان "شرٌّ مطلق" لا يصلح للاستعمال البشري اليوم , وكلّ مَا نَتج عنها منذ نشأتها إلى اليوم ليس إلا مُجرّد ترهات وأكاذيب مكانها "الطبيعي" والوحيد : المزبلة ! لنْ أقول "المتاحف" وذلك احتراما لذكرى كلّ ضحايا هذه الأديان , وكيف أجرؤ على وضعها في مكانٍ آخر غير المزبلة وأهمّ الضّحايا : ( أنَا ) و ( وطني ) ؟!

قلتُ فيما مَضَى أنّي هنا لأحبّ النساء , وأكيد أني "غلّبتُ" القراء معي إذا مَا أراد أحدهم فَهْمَ "كلّ" شيء أكتبه في محور "الأدب والفن" .. أعتذر مرّة أخرى , ليسَ اعتذارا منْ قبيل "ثقافة الإعتذار البدويّة" لكنْ انطلاقا من ثقافة أحملها تقول أنّ "كلّ" شيء يجبُ أنْ يَمُرَّ عَبر ( الفرد ) .. هدفي الأسْمى "الباطني" وطني "الوهم" ولا شيء غيره , لكنّه لنْ يَمُرَّ إلا عَبْرَ منْ أحبّ .. رجلٌ واِمرأة ثمّ أخرى هي الأقربُ إلى أنْ أُشبّهها بوطني الذي لنْ يتغيّر ولنْ يتقدّمَ .. لكنّي أرفضُ تلك "الحقيقة" لأنّي أحبّها والحبّ يُعمي البصيرة كما هو معلوم . حبّ الوطن وَهْمٌ يُشبه "حُبّ" الإله عند المُتديّنين , صحيح أنّ حقيقةَ "حبِّ" أغلبهم "خوفٌ" لكن فيهم أقلية "تُحبّ" إلهها حقيقةً , والمقارنة تخصّ تلك الأقلية فمَا الفرقُ بيننا ؟ هم "يُحبّون" إلها غير موجود وأنا أيضا أُحبُّ وطنًا غير موجود , الوهمان ليس لهما وجود إلا في عقولنا "الوقحة" التي لا تُريد الإعتراف بالحقيقة ومِنْ ثَمَّ مُواجهتها لتَشْفَى منْ "هلاوسها" .. الوهم واحد وآثاره التدميرية واحدة , هل تعرفون ماذا يحدثُ عندما يصبح ذلك الحبّ "هوسًا" ؟

ربّما لا أستطيع الكلام "مباشرة" عنْ وطني لأنّي إذَا فعلتُ ستُصبحُ داعش مُقارنةً بِي .. "لعب عيال" . لا تخفْ ! وإياكَ أن تزعم أشياء لا تنطبق عليّ , كلامي من قبيل كلام قُلتُه كثيرا في السابق : أرفضُ كلّ الأديان رفضا "قطعيًّا" بل أرفضُ حتّى اللاأدريّة ! لكنّي أحبُّ أهلي المُتديّنين , المسألة "عقلية فكرية" ( حصرا ) والقصاص العادل لا يخصّ أولئك المساكين المضحوك عليهم بل يخصُّ عقلَ "الفرد" بالقطع ( جملة وتفصيلا ) مع الأديان وثقافتها وأزعمُ أنّ هذا الشأن يخصّ ( حصرا ) منْ تجاوز الإسلام وعروبته , لأنّ العروبة كهوية - تعتمدها شعوبنا الجاهلة بتاريخها - ليستْ إلا "مُنتَجًا" إسلاميًّا فُرِض بالسيف وبأَخَسِّ الأساليب الميكافيلية اللاأخلاقية منْ ترغيبٍ وشراءٍ لذممِ المُستلبين والخونة وتزييفٍ للتواريخ وتزويرٍ لكلِّ شيءٍ تحتَ مُسمّى "التّعريب" الذي كانَ هدفه الحقيقي ولازال : صناعة جنس / عرق عربي من أقوام لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بأولئك البدو الغزاة الذين استعمروهم كمَا يقول التاريخ "الرسميّ" المُعْتَمَدُ ..

توضيح مهمّ : هناك فرق كبير جدّا أرجو أن يُفهم في خطابي ولِمَنْ أُوَجِّهُه , مثلا فيمَا يَخصّ الدّين سأدعوكَ أنتَ إلى القطع معه "جملة وتفصيلا" أمّا مجتمعاتنا فأقصى ما سنصل إليه هو تقليم مخالب هذا الدّين .. نفس الشيء بالنسبة للعروبة وأقتبسُ من مقالي : ( تأملات .. 8 .. عن ( العلمانية العربية العنصرية ) و ( العلمانية الوطنية ) .. ) قلتُ : (( لكنّي وبكل فخر سأرفض وبأعلى صوت "الهوية العربية" المفروضة بالإرهاب والسيف والتلقين والتجهيل وسأقول بـ "هوية وطنية" تكون فيها "الهوية العربية" جزءا من الهوية لا "كلّ" الهوية )) : أكيد فُهم قصدي الآن , أنتَ أدعوك إلى "القطع جملة وتفصيلا" عكس مجتمعك الذي لَقَّنوه الخرافة بوجهيها الديني أي الإسلامي والعرقي أي العربي وسأُؤكد هنا على الطابع "النازي" العرقي الذي تعتقد به شعوبنا وليس كما يدّعي "جلّ" الكتاب الذين يزعمون أنّ شعوبنا "مُستعربة" باللسان والثقافة , وهو قول غير صحيح لأنّ هذه الشعوب تعتقد بعروبتها "العرقية" كما لقّنتْها دولها "العربية" ..

العروبة إيديولوجيا نازية مُدمّرة وبداوة لا يُمكن أنْ تقوم قائمة لبلداننا في ظلّ وجودها وسيطرتها "الأُحاديّة" , فكر صحراوي لا يُنتِجُ حضارة بل يُنتِجُ فقط الخراب والحروب والعداء لكلّ ما يَمتُّ للحضارة والتحضّر بصلة لأنّ عقدة النقص متأصِّلة في الفكر البدوي فهو لا يُنتِج ولا يَصنَع بل يُدَمِّر إنتاجَ الآخرين ليستووا معه في مستواه المنحطّ بمَا أنّه أبدًا لنْ يرتقي إليهم .. انظروا لـ "سكان" دول الخليج وتساءلوا أينَ حضارتهم بالرّغم منَ الأموال الطّائلة التي يملكونها ؟ تَخَيَّلوا الشعوب الأوروبية بعدَ أنْ قَلَّمَتْ مخالب المسيحية تَبَنَّتْ هوية القراصنة الفايكينگ "الصعلوكية" مثلًا , هل كانتْ ستتقَدَّم ؟ .. سؤال آخر وأَمرّ : قلّي أنتَ .. الملحد والمسيحي واليهودي , أولئك البدو الذين استعمروا بلدك قديمًا حملوا الإسلام وهويته العربية , ألا ترى معي أنّ أمركَ عجيب : ترفضُ الإسلام وتحملُ هويّته , الإسلام خُرافة وإيديولوجيا إجراميّة لكن لماذا هويّته "فلّ وياسمين" أو قل .. "مارخوانا وكوكايين" ؟ .. ودعني أقول لك أنك لو لم تكن تعتقد بعروبة "عرقية" مثلك مثل شعوبنا ما رَفَضْتَ نصف الخرافة وقبلتَ نصفها الآخر , ولو فهمتني جيدًا ستعلم أنك آخر من سيستطيع اتهامي بالعنصرية ضدّ "عرق" وأنساب وهمية لا توجد إلا في كتب الإسلام الصفراء والتي - ويا للعجب – أنتَ نَفسكَ تقولُ عنها أنها : "خرافات" !

( 2 )

يتشبّثُ جميعُ "التنويريّين" في بلداننا بمطلب العلمانية لأنّها الحلّ الوحيد للتعايش بين مختلف التوجّهات الدينية والإيديولوجية , ويقولون أنّها لا تُعادي الدّين وأنّها ليستْ "كفرا" كما يُروِّج المُتديّنون خصوصًا المسلمون بما أن الإسلام هو الحاكم "المطلق" لبلداننا . وقد وضعوا تعريفات كثيرة للعلمانية وحاولوا جعل الشعوب الإسلامية تتقبّل المصطلحات التي صاغوها والمفاهيم التي تحملها , وقد باءتْ جهودهم بالفشل والسبب الرئيسي لذلك هو "يقين" شعوب الإسلام بأنّ العلمانية "كفر" هدفها "رأس" الإسلام , وبما أنّ هذه الشعوب فهمتْ أنّ العلمانية منتوج غربي فقدْ سَهَّلَ ذلك عليها رَفْضَها وإدراجها ضمن "نظرية المؤامرة" التي تُعتَبَر من أهمّ عقائد الإيديولوجيا العبرية وأيّ إيديولوجيا توليتارية دكتاتورية أخرى , والإسلام في هذه النقطة ليس بدعًا من الدّينيْن العبريّيْن الذيْن سبقاه بل هو مجرّد ناقل منهما , إضافة إلى أننا لو ربطنا الفكر الإسلامي العُنصري بالبيئة الصحراوية التي نشأ فيها لجزمنا أنّ الإسلام لم يكن ليُوجد أصلا لولا عقائده الإقصائية لكلّ من يُخالِفه والتي تُلخَّص كلّها في لفظة "التّوحيد" أيْ "أنا الحاكم المُطلق والذل والصِّغار والموت لكلّ من خالفني" .

القول والدعوة إلى هوية ( وطنية ) تحترم كل مكونات تلك الرقعة الجغرافية مِنْ أصول وثقافات وقوميات , لا يعني القبول بزيف الهوية العربية المفروضَة بالقوة .. إذا كنا ندعو إلى العلمانية ونراها الحل الأمثل للتعايش والتقدم فذلك لا يمنعنا ولا يجعلنا ننسى أو نتناسى الجهر بالقول أن كل الأديان والآلهة خرافات . أيضا دعوتنا إلى هوية ( وطنية ) لا يجب أن تمنعنا أن نقول بأنّ الهوية العربية لبلداننا أكذوبة وخرافة تزامنتْ مع فرض الإسلام على أجدادنا . الذين يسمونهم "أصوليون / سلفيون / إرهابيون" هم المسلمون الحقيقيون والأعلم بحقيقة الإسلام , هؤلاء يعلمون جيدا أن العلمانية "كفر" و "شرك" وهي كذلك لأنها تَمنع الإسلام من الحكم وتَسمح وتُشجّع على وجود الآلهة والعبادات "الباطلة" إسلاميا .. الوطنية "الحقيقية" تفعل مع العروبة نفس فعل العلمانية مع الإسلام , ومن العبث الحديث عن وطنية مع العروبيين والإسلاميين إضافة إلى الغالبية السّاحقة من اليساريين لأنّ "الوطنية" عندهم كلهم تعني "العروبة" ( حصرا ) وهو الخطأ القاتل الذي إلى اليوم يجهله ويتجاهله اليساريون .. الذي قلته يسمّى "تجميلا" للقبح وهو ليس ديدني , لأنّ حقيقة الثلاثة أنهم لا يعترفون بالوطنية أصلا ! ويستعملونها كشعارات يضحكون بها على شعوبنا الجاهلة بأدبياتهم وتاريخهم , الاستثناء الوحيد يُرى عند قلّة من الماركسيين لم تُنسهم ماركسيتهم حقيقة الإضطهاد والأبارتهايد النازي الواقع على قوميّاتهم من تلك البورجوازيات العروبية الحاكمة والمستعمِرة لبلدانهم بإسم الإسلام وعروبته .

( 3 )

القضية الفلسطينية قضية عادلة ( لنْ ) تُحَلَّ إلا بعودة فلسطين للفلسطينيين والفلسطينيين لفلسطين ولا أقصد إسرائيل هنا , هي قضية ( وطنية ) تخصّ الفلسطينيين وليستْ قضية عروبة وإسلام ومسيحية , نعم لدعم الفلسطينيين لكن ليس من منظور إسلامي أو عربي / عروبي .. أبدًا لن يعود الحق الفلسطيني بركوب جواد الإسلام وعروبته وكلامي هذا تعرفه جيدا تلك الأقلية الماركسية الثورية و "الوطنية" والتي للأسف لا صوتَ لها , الإسلام والعروبة استعمار لفلسطين تماما كاستعمار إسرائيل ويهوديتها بل أبشع .. الإيديولوجيا العبرية بأديانها الثلاث اليهودية , المسيحية والإسلام إضافة إلى العروبة هم من أضاعوا "وطن" الفلسطينيين وأربعتهم هم الصهاينة الحقيقيين الذين يجب فضح حقيقتهم النازية التي تجهلها الغالبية الساحقة من "سكان" بلداننا .. وأيضا التعاطي مع القضية الفلسطينية يعد من أهم الأخطاء القاتلة لليسار في بلداننا المنكوبة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيد Samuel Fanous ..
هيام محمود ( 2018 / 1 / 3 - 22:06 )
كلكم ( بدو ) ويوما ما ستقف شعوبنا المُغيّبة على صحة كلامي , أنتَ لا يهمّك في القصة كلها إلا الدفاع عن كتابكَ الخرافي , العروبي لا يهمّه إلا عروبته وفلسطين ( الوقف العربي ) , المسلم لا يهمّه إلا مسجده والمسرى الخرافي لنبيه , اليساري همّه محاربة الصهيونية والإمبريالية : كلكم ( عبيد ) لإيديولوجياتكم لا أكثر ولا أكثر ولا علاقة لكم بمعاناة الفلسطينيين المُغيبين الذين يتبعون هراءكم .. ودعك من - اقرأي تاريخ اليهود - الذي قال عليه علماء الآثار الإسرائيليون أنفسهم أنه مزيف ..
كلامي يتكلم عن حق الشعوب في حياة كريمة إختطفتها كلّ إيديولوجياتكم النازية , ولا يقتصر على الفلسطينيين بل على الإسرائيليين أيضا , شتّان بين غايتي وغاياتكم شتان .

اخر الافلام

.. أزمة تجنيد المتدينين اليهود تتصدر العناوين الرئيسية في وسائل


.. 134-An-Nisa




.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي