الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لليسار در: صلاح عيسى

حسين عبد الرازق

2018 / 1 / 4
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


من الصعب، بل من المستحيل، أن أكتب عن «صلاح عيسى» بصيغة الغائب، فصلاح حاضر أبداً بكتبه ومواقفه ونضاله وعطائه الفكري والأدبي والسياسي، وصلابته فى مواجهة المحن والمصاعب، وما أكثرها فى جيلنا، وقدرته على استخلاص لحظات الفرح وسط الأحزان والمآسي.
من منا لم يشعر بمتعة روحية وفكرية وهو يقرأ العديد من مؤلفاته، سواء «الثورة العرابية» أو «مثقفون وعسكر» أو «تباريح جريح» أو «حكايات من دفتر الوطن» أو مقدمته لكتاب «دستور فى صندوق القمامة» فى إشارة لمشروع دستور 1954 الذي لم ير النور، أو « رجال ريا وسكينة «.. إلخ.
كان اللقاء الأول عام 1972 عندما انضم إلينا فى جريدة الجمهورية، التي تجمع فيها فى ذلك الوقت كل كتاب وصحفيي اليسار فى مصر من محمد عودة ويوسف إدريس وسامي داود وأحمد عباس صالح إلى فريدة النقاش وأمير اسكندر وفتحي عبدالفتاح.. وغيرهم. وتم حشرنا فى غرفة واحدة لا يوجد بها إلا مكتبان وعدد من الكراسي وكنبة، وأطلق الزميل محمد الحيوان «تشنيعة» علينا فأسمى هذه الغرفة «المركز الثقافى السوفيتي» وطوال عام 1973 خضنا معا معارك من أجل حرية الصحافة والمطالبة بتحرير سيناء والأراضي العربية المحتلة واستقلال وحماية نقابة الصحفيين، وعندما منعنا من الكتابة والعمل وفرض علينا ألا نذهب إلى جريدة الجمهورية، كنا نلتقي يوميا فى حديقة نقابة الصحفيين فى مبناها القديم، وأصدرنا وقتها أول صحيفة حائط « وتم تعليقها فى النقابة.
وطوال 45 عاما من 1972 وحتى 2017 كان صلاح عيسى أكثرنا تعرضًا للاعتقال والفصل والملاحقة، باستثناء السبع عشرة سنة الأخيرة التي أصدر خلالها «جريدة القاهرة « ورأس تحريرها ثم رئاسة مجلس إدارتها.
ورغم تعرض صلاح عيسى للتعذيب خلال اعتقاله عام 1968، فهو من القلة التي لم تتاجر بآلامها، ولم تفقد البوصلة أبدأ، ووضع «جمال عبد الناصر « فى مكانه وموقعه الصحيح كقائد وطني مقاتل ضد الاستعمار والإمبريالية ومنحاز للطبقات الشعبية من عمال وفلاحين وللطبقة الوسطى، منتقدا فى نفس الوقت غياب الديمقراطية والحريات السياسية، وهو الموقف الذي اتخذه عديد من الشيوعيين الذين اعتقلوا أو تعرضوا للتعذيب فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر.
وعندما تولى صلاح عيسى أمانة «المجلس الأعلى للصحافة» فى ظل رئاسة «جلال عارف» له، بقرار من المستشار «عدلي منصور عام 2013»، بعث الحيوية فى هذا المجلس وفى المؤسسات الصحفية القومية، وساهم مع نقابة الصحفيين فى تشكيل اللجنة الوطنية للتشريعات الصحفية والإعلامية، الذي تولى «صلاح عيسى» أمانتها، وأنجزت مشروع «القانون الموحد للصحافة والإعلام» بهدف تحقيق حرية الصحافة والإعلام واستقلالهما عن سلطات الدولة كافة، إلإ أن الحكومة ومجلس النواب تكفلا بإفساد المشروع، كما أنجزت اللجنة مشروع قانون إلغاء العقوبات السالبة للحرية فى جرائم النشر، الذي أخفته الحكومة ولم يتحرك من أدراج وزارة العدل !.
لقد حاولت فى الأسطر السابقة الإشارة لجزء من عطاء صلاح عيسى أعرف مسبقا أنه لا يوفيه حقه، فصلاح لم يكن مجرد كاتب لامع ومثقف كبير وأديب مبدع ولكنه جزء مضيئ من نضال المثقفين المصريين الحقيقيين، وبالنسب لي أخ وصديق وحبيب لم أخجل عندما انفجرت باكيا لحظة معرفتي برحيله، وتذكرت قول الشاعر الكبير على الجارم:
شيئان ماعيب البكاء عليهما
فقد الشباب وفرقة الآلاف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا


.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس




.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب


.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا




.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في