الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- جيلبير مينييه - عمل المؤرخ على قضايا الذاكرة الفرنسية الجزائرية

محمد عبيدو

2018 / 1 / 6
المجتمع المدني


المؤرخ الفرنسي، جيلبير مينييه، الذي رحل الشهر الماضي عن عمر يناهز الخامسة والسبعين عاما، بعد صراع مع المرض. ولد بمدينة "ليون" سنة 1942، وهو أستاذ التاريخ بجامعة نانسي ، و يتقن اللغة العربية، يُعد أحد أهم المختصين في تاريخ الجزائر بمختلف مراحله. ناضل جيلبير مينييه ضد الحرب الاستعمارية في الجزائر منذ عام 1957. و بعد الاستقلال تعاون للتدريس في جامعة قسطنطينة لمدة ثلاث سنوات .
يصف غي بيرفيلي "جيلبير ماينييه "بأنه "مؤرخ مستوحى فكره من الماركسية" يحلل الاستعمار بأنه "نظام للاستغلال والسيطرة" ، ويشيد "بالاهتمام الكبير لمساهمته في تاريخ الجزائر" .ومن أشهر مؤلفاته كتاب "التاريخ الداخلي لجبهة التحرير الوطني"، الذي صدر سنة 2002 وتكمن أهمية هذا الكتاب في إعتماده على أرشيف الجيش الفرنسي الذي وضعته مصلحة تاريخ الجيش الفرنسي في يد المؤرخين مؤخرا، كما عاد أيضا إلى أرشيف المؤرخ محمد حربي الذي سبقه في موضوع دراسة جبهة التحرير الوطني من الداخل . كما نشر رفقة محمد حربي كتاب "الأفالان..وثائق وتاريخ .. 1954، 1962" الذي فتح المجال قويا للبحث ، وكتاب مشترك "القضايا الحضرية في المغرب العربي "، باريس، لارماتان 1985. وكتاب "الأمير خالد..الزعيم الأول" بالتعاون مع أحمد كولكسيس، الصادر سنة 1987. و "الجزائر المعاصرة. تقييم وحلول للخروج من الأزمة " 2000. ومع فريدريك أبيكاسيس انجز جيلبرت مينير، كتابه "من أجل تاريخ فرنسي-جزائري:إنهاء الضغوط الرسمية و لوبيهات الذاكرة " ساهمت في ترجمتها خولة طالب الإبراهيمي وصدرت عن دار النشر إيناس بالجزائر، وشكل نشر هذا الكتاب في الجزائر تحية لجميع المؤرخين الفرنسيين الذين حشدوا ضد قانون 23 فبراير 2005 الذي أعاد تأهيل الاستعمار وأجبر حكامهم على إلغاء أكثر الأحكام الفاضحة.
ومما جاء بمقدمة الناشر :"إن البحوث المتعلقة بتاريخ الاستعمار والهجرة وحرب استقلالنا شهدت منذ ذلك الحين تقدما لا يمكن إنكاره. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير مما ينبغي القيام به للتغلب على استمرار الاستياء، وقمع قمع، والرغبة في الانتقام وتحليل عمل الذكريات والنسيان. وكما هو الحال في أفريقيا وآسيا، فإن بناء تأريخ لاعادة التملك للماضي الجزائري كان ضد الهيمنة الفرنسية ولكن أيضا، وهذا هو التأكيد، ضد "استعمار خيال" الجيل الأول المتعلمين في الغرب."
وجاء بالكتاب " إن تاريخ الجزائر الاستعمارية لا يزال يثير مناقشات. و حرب الاستقلال الجزائرية الدامية (1954-1962) تفسر هذه العاطفة التي لا تجدها للمستعمرات الفرنسية السابقة الأخرى: الذكريات الجارحة لممثليها - الجنود الفرنسيين،والجزائريين الإقطاعيين، والفلاحين وغير المعدمين، والجزائريين الفرنسيين والتقليديين،مقاتلي جبهة التحرير الوطني - لا تزال تتصارع القصص في كثير من الأحيان أساطير، حتى غامضة، على جانبي البحر الأبيض المتوسط. كيف تنتهي مع هذا الماضي الجزائري الفرنسي ، كيف أخيرا بناء قصة مشتركة لمواجهة الحاضر ؟ "
وستكتشف بالكتاب ثروة هائلة من المعرفة المتراكمة على مدى عقود، وخاصة في السنوات الأخيرة، على تاريخ الجزائر الاستعماري بكل أبعاده السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والدينية. وباختصار، دفاع رائع وتوضيح لاستقلال المؤرخ والوظيفة الاجتماعية والتعليمية، فضلا عن مقدمة مضيئة لتاريخ الجزائر الاستعماري .
ويمكن القول إن السياسة الاستعمارية، كما يقول جيلبير ماينيه، يمكن تلخيصها في ثلاث كلمات: "المراقبة والقمع من جهة والأبوية من جهة أخرى". ومع ذلك، فإن الحرب، "تضع الناس في حركة" و "بخضم" الأسئلة. وهي تمثل بالجزائر "نقطة انطلاق الجزائر الجديدة". بالتأكيد، "في الخطوط العريضة، للسلطة الاستعمارية، لم يتغير شيء. رغم انه في الواقع، كل شيء قد تغير. والغرض من هذا الكتاب هو بالضبط لإظهار كيف يحدث هذا التغيير ".
فبعد وصف الإطار الاستعماري الجزائري، الاقتصادي والاجتماعي والسياسي بعناية، سوف يحلل المؤلف الأحداث التاريخية التي تؤدي، مع ما يصاحب ذلك ، إلى تحولات عميقة في المجتمع الجزائري..
و تساءل المؤرخ في كتابه حول امكانية التوصل يوما ما إلى " إعداد كتاب فرنسي-جزائري على غرار الكتاب الفرنسي-الألماني الذي حاول أن يقدم في بداية القرن 19 تاريخا مزدوج المنهج و متصالح كمحاولة لتجاوز نزاع تاريخي يعود جذوره إلى قرون خلت".
و اعتبر أنه رغم الاختلافات في وجهات النظر إلا أن "التاريخ المشترك الفرنسي-الجزائري ثري لدرجة أنه يجب أن تحظى كل محاولات التبادل بين باحثين فرنسيين و جزائريين بالتشجيع" مشيرا إلى أن فكر المؤرخين الفرنسيين قد تغير منذ حرب التحرير الجزائرية بحيث لم يبق منهم اليوم من هو مناصرا للاستعمار".
في اجابة عن سؤال صحفي يصف "مينييه" عمله: " أنا لا أعرف إذا كنت"مؤرخا متخصصا في الجزائر". لقد حاولت حياتي أن أكون مؤرخا، وليس الجزائر فقط، ولكن الجزائر بصفة خاصة. ولكنني تعلمت أيضا الكثير وأنا كرست نفسي أساسا لهذه المهمة. على أية حال، لا أعتقد أنني مؤرخ استثمرته وسائل الإعلام، ولكن أعلنت وبثت كتاباتي من قبل هذه الوسائط نفسها. فهو علامة جيدة نوعا ما لوظيفة المؤرخ الذي يسعى المرء إلى القيام به.."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة