الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


Bad Muslims are good, good Muslims are bad.

مالوم ابو رغيف

2006 / 3 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الوهم لا يصنع الحقيقة، ولا الشعارات تغير الواقع، والكذب حبله قصير.. والادعاء تكشفه التجربة، فدعونا من كل هذه السفسطة عن الوحدة الوطنية، وعن حكمة المرجعيات ورجحان عقل رجال الدين، وحرص الاحزاب...دعونا نرى الواقع المر الذي يعيشه العراقي المسكين البسيط، دعونا نرى كيف يذبح الانسان في بيته على يد عصابات الارهاب السلفي الوهابي، دعونا نرى كيف الهاونات تدق البيوت وتصبح منسيا منسيا، دعونا نرى كيف ان العوائل تقتل من رضيعها الى شيخها، تنطفي تماما كانطفاء الشموع، فلا يبقى منها الا الدم المتجمد على عتبة البيت،دعونا نرى كيف تجبر الناس على الهجرة لا تاخذ معها الا سلامتها وسلامة اطفالها واهانات وشتائم وكلمات بذيئة من الذين يقولون انهم يمثلون سنة محمد. دعونا نرى كيف ان الشوارع قد تحولت الى حقول الغام، دعونا نرى كيف تستغيث الناس كاستغاثة الحسين فلا احد يجيب، لا الجعفري والا الدليمي ولا صولاغ ولا الشرطة الخائفة المرتعدة من حفنة ارهابين، ولا استخبارات الشهواني الذي لا نعرف ماذا يفعل منذ ان تسلم المنصب، ولا المتأتئ موفق الربيعي، ولا العنزي ولا اي من المغفليين والطفيليين الذين همهم الاوحد ان يملؤا جيبوهم وكروشهم ويواجهوا الناس بوجه قد بصق عليه ابليس فسلبه الخجل والحياء.
دعونا نرى كيف ان الدين تحول الى تعاليم للقتل والسلب والنهب والاغتصاب، دعونا نرى اي مأساة خطها الله لنا، فاوكل لعباده المؤمنين باليوم الاخر تنفيذها، فاتقنوا التنفيذ حتى فغر الله لهم فاهه اعجابا بما سفكت سيوفهم من دماء اطهر من الصلاة ليرسلونا الى اليوم الاخر بشكل جماعي.
دعونا نرى كيف تقود الطوائف عربة الزمن المجنحة الى ما وراء عصر الحضارات، الى ما وراء الشموس، فتشرع السيوف والسكاكين وتزرع القنابل والعبوات، ليتهيا الجميع ويسارعوا لخطا للركوب الى محطتهم الاخيرة حيث التلاشي الاخير.
دعونا نرى كيف تتغير المفاهيم في بلد الحضارة الاولى ،فيغدوا الجبن حكمة، والنذالة مقاومة، والسفالة شرف، والسرقة امانة، والضعف قوة، والرشوة مكرمة، والغبن عدل، والقتل شريعة انسانية، والفوضى ديمقراطية، وهدر الدم ايمان، والصمت قنوت لله، وخور العزيمة محافظة على الوحدة الوطنية.
دعونا نرى الخدعة الكبرى في الديمقراطية وحقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني الساكتة كلوح الخشب والصامتة كصمت ابو الهول وهي ترى، ان الحلاق يقتل، والقصاب يقتل، وبائع الخضر يقتل، والمرأة تقتل، والطفل يقتل، والعمال وهم يعرضون قوة عملهم للبيع يفجرون في تجمعاتهم المسكينة، والمهندسون والاطباء والاساتذه والشعراء والكتاب والفنانون يقتلون او يهربون او يصمتون.
دعونا نرى كيف يذبح التاريخ، فالمتاحف تُنهب وتُسلب وتباع، والمواقع التاريخية توغل بها الفؤوس والمجارف وبراثن اللصوص، والقبب المقدسة والكنائس والمعابد تفجر، وعادات العراقي الفلكلورية يحنطها النسيان، لا يتذكر الانسان لا امسه ولا يومه ولا يصدق ان يرى غده وهو لم يفقد طرفا من اطرافه او ولدا من اولاده، فكيف يتذكر او يعرف حضارة اجداده الاقدمين.
ايها السياسيون الاغبياء، ورجال الدين المحتالون، اغلبية الناس وان تعيش كل هذا التدهور والانحدار، لكنها لا زالت تملك القدرة على التحليل والاستنتاج، وتعرف ان مناخات الارهاب الديني السلفي الوهابي تناسب مشاريعكم ومخططاتكم واحلامكم. الناس تعرف ان احلامكم المريضة في الوصول الى السلطة ولو على جماجم الابرياء هي كل ما تطمحون اليه، وتعرف ايضا مقدار جبنكم عن قول الحقيقة، بان الدين كان السكين التي شطرت الجسد العراقي ومزقته وجعلت من الصعب جمعه مرة اخرى الا بابعاد هذه السكين المسمومة المسمات الوهابية والسلفية...
هل يجرأ رجل دين اواي سياسي اسلامي، من كل المذاهب، على الاعتراف بالحقيقة والقول ان من يقتلنا هم المؤمنون بالله واليوم الاخر وبسنة محمد، من نطق بالشهادتين واقام الصلاة وادى الزكاة.. ومن يؤمن بالجهاد والموت في سبيل الله...وسبل الله متشعبة، ملتوية، مضيعة، غير معرفه، من مشى فيها سوف لن ينتهي الا بارتكاب مجزرة او بزراعة حقول الحقد والبغض واحتقار الاخر..فالمسلم الجيد المتمسك بتعاليم الاسلام، المؤمن، هو من يقتل، اما ما تعارف عليه بانه مسلم سئ، لم يدخل الايمان الا قلبه، الذي يحب الحياة ويحب الناس، فهو البرئ الذي يُقتل ويُسلب ويُنهب على ايدي المؤمنين المسلمين، لذلك فهم يقتلون العراقيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسي اليميني جوردان بارديلا: سأحظر الإخوان في فرنسا إذا و


.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف




.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله


.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446




.. 162-An-Nisa