الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى انتفاضة آذار, مؤتمر للجالية الكردية في أمريكا

صلاح الدين بلال

2006 / 3 / 3
القضية الكردية


في حركة غير مسبوقة أقدمت الجالية الكردية لغرب كردستان " سوريا " المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية في الآونة الأخيرة , على فتح قنوات للحوار واللقاء بين الإدارة الأمريكية والجالية الكردية لغرب كردستان " كردستان سوريا " الغاية منها عرض القضية الكردية في كردستان سوريا , وشرح المعاناة التي يلاقيها الشعب الكردي من الحرمان في الحقوق وممارسة شتى الأساليب العنصرية والمنافية لحقوق الإنسان بحقه , كالتعريب والحرمان من الهوية وإلغاء الجنسية السورية عنهم , ومنع التعلم والتعليم باللغة الكردية وكذلك وقف ومحاربة أي نشاط للأحزاب أو للجمعيات والأندية الرياضية و اللجان الحقوقية والمنتديات المدنية للشعب الكردي , و محاولاتها المستمرة في تنفيذ مخططها بصهر الكرد في أتون الشوفينية العربية , وتطبيق سياسات أمنية كثيرا ما ترجمتها على الأرض بالحديد والنار , من حرق سينما عامودا وحرق سجن الحسكة وضرب المتظاهرين المدنيين العزل في 12 من آذار 2004 بأنواع من الرصاص المحرم دوليا . والتي أزهقت حياة العشرات من الشباب الذين خرجوا للتعبير عن احتجاجهم أثر مؤامرة " مباراة رياضية " في قامشلو والتي امتدت إلى جميع المدن الكردية في غرب كردستان " كوباني وعفرين وعامودا والحسكة ومناطق حلب ودمشق " .
ويحاول القائمون على شؤون الجالية الكردية في أمريكا وكندا بالقيام بأنشطة حثيثة لدفع العربة الكردية باتجاه ملعب السياسة الدولية عبر البوابة الأمريكية والأوربية وإخراجها من شرنقة السلطات السورية وتداخلاتها , فبعد عقد مؤتمر دولي للأكراد السوريين تحت قبة البرلمان الفرنسي في نهاية العام المنصرم بتاريخ 1/ 12 / 2005 , وبمشاركة واضحة وملفتة لبرلمانيين وأعضاء حكومة حالية وسابقين للحكومة الفرنسية .
وعلى نفس الخطى دعت جهات أخرى من الجالية الكردية في أمريكا وكندا لعقد مؤتمر مماثل في مقر مجلس الشيوخ الأمريكي أيضا حيث يقوم المنظمون عليه , التحضير له بخطى جدية لعقده في تاريخ 12 / 13 / 03 / 200 في العاصمة الأمريكية واشنطن .

لقاء كردي أمريكي في مبنى وزارة الخارجية الأمريكية :
ولعل الخطوة الأهم التي تناقلتها وكالات الأنباء هو اللقاء الذي تم بين وفد سياسي كردي من الحركة الكردية في غرب كردستان
" كردستان سوريا " مع مسؤولين كبار من وزارة الخارجية الأمريكية , يشكل مفترق طرق لمسار مجمل المعارضة السورية وللحراك السياسي للحركة الكردية , ويعتبر أكثر المراقبين للشأن السياسي السوري والكردي , هذا اللقاء خطوة هامة وتطورا كبيرا من جانب الأكراد السوريين , وخروجهم عن إطار ( الخطوط الحمر ) المفروضة عليهم من قبل النظام السوري , وخروجا على الخطاب الرسمي للمعارضة " المقيدة " السورية ونفرا من الكرد " في داخل سوريا وبعض الأطراف المعرقلة للتغير الحقيقي في الخطاب السياسي تحت حجج " العدو الخارجي والهوية الوطنية للمعارضة " .
ويأتي هذا اللقاء كحدث سياسيا للمرة الأولى بهذا المستوى والعلنية , ليقدم رسالة إضافية من الضغوط المتصاعدة من قبل الإدارة الأمريكية بمواجهة للنظام السوري , و كما يشكل هذا الحدث خطوة مهمة لدعم وحماية تصاعد المد الشعبي والجماهيري للشارع الكردي وخاصة

" مع اقتراب الذكرى الثانية لانتفاضة آذار واحتفالات " النوروز " العيد القومي للشعب الكردي في 21 / 03 / 2006 , مع ظهور مظاهر مسلحة في شوارع مدينة قامشلو الكردية وحشود من قطعان عسكرية نظامية مدججة بأسلحة الهاون والمدفعية حيث تحولت المدينة إلى قطعة عسكرية حقيقة , وتخشى الأحزاب الكردية من مؤامرة قد توْْْدي بمجزرة أو حماقة أخرى قد يرتبها النظام على غرار 12 من آذار 2004 ضد الشعب الكردي . .
ولعل إعلان المنظمين للمؤتمر , افتتاح أعمالهم بتاريخ 12 / آذار في واشنطن تخليد لهذه الذكرى وتذكير العالم بالجريمة التي اقترفت ضد المدنين والممتلكات الكردية ومن اعتقال الآلاف من الكرد , الذين ما زال قسم منهم رهنا المحاكم بتهمة تخريب أملاك الدولة وإنشاء جمعيات محظورة وانفصالية .

مؤتمر للجالية الكردية في واشنطن :
وفي اتصال مع السيد " شيركوعباس " وهو من مواليد كردستان سوريا ويحمل الجنسية الأمريكية " رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر ورئيس الوفد في لقاء وزارة الخارجية الأمريكية . صرح لنا ..... إن اللقاء الذي جرى مع موظفين كبار من الخارجية , كان ودي للغاية وقد طرحت مسائل هامة أمام الأمريكان لبحثها , وتابع أن الأيام القادمة قد تحمل بعض التطورات على صعيد تعزيز هذه العلاقة لخدمة الشعوب السورية , وبما فيها حل للقضية الكردية هناك , وأوضح أن الإدارة الأمريكية عازمة على ممارسة أقسى الضغوط على النظام الحالي بما فيها تفعيل قانون " تحرير سوريا " ووضعه قيد الفعل وتخصيص مبالغ لدعم التغير الديمقراطي في البلاد .
وأضاف : " ونحن نعتبر أننا في الطرف المعارض للنظام وليس علينا إلا ترجمة هذه الضغوط والاستفادة منها " .
وأكد أن اللقاء لن يكون الأخير في هذه المرحلة , التي تعتبر هامة وحساسة بالنسبة للقضية الكردية والوضع في سوريا والمنطقة , وتحدث السيد " شيركوعباس " عن تحضيرات الجالية الكردية لمؤتمر عام للقضية الكردية في واشنطن تاريخ 12 / 13 / 2006 تحت شعارات تناولها البيان الختامي الأول الذي صدر عن اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر بتاريخ 8 / 12 / 2005 . وتنص على :
1 . دعم ومساندة الشعب الكردي في سوريا وحركته السياسية .
2 . أيجاد آلية للتنسيق والتعاون بين كافة القوى الديمقراطية في سورية .
3 . التعاون مع الحلفاء والأصدقاء الذين يساندون الحل الديمقراطي في سورية والحل العادل للقضية الكردية في سورية .
4 . حشد الطاقات الكردية في أمريكا لأجل دعم القضية الكردية في سورية .

وقد صرحت لنا جهات مقربة من المؤتمر , إن الدعوات قد وجهت لكل الأطراف السياسية والاجتماعية والثقافية والحقوقية لحضور هذا المؤتمر , وتخوف المصدر المقرب نفسه أن تتم صفقات بين أطراف معينة على حساب الأهداف المعلنة للمؤتمر أو وضعها في خدمة البعض منهم , وأكد المصدر أيضا مفضلا عدم الكشف عن اسمه " أن بعض الأطراف قد لا تتمكن من حسم مشاركتها نظرا للضغوط التي تمارس عليها وتكتفي برسالة مشاركة للمؤتمر أو التحفظ عن أسماء وفدها منعا لأي إحراج لها أو مسائلة .
ومن جهة أخرى يشكل حضور المؤتمر لأي طرف سياسي كردي اعتراف ضمني بدور وأهمية الدعم الخارجي لمناصرة القضية الكردية وأهميته وتأثيره في التغيير الداخلي في سوريا , وهذا ما يتعارض مع التزامات لها !!!! وقعتها مع أطراف أخرى مما قد يخلق ردود أفعال من جهات معينة في المستقبل القريب , و قد تحدث هزة أخرى وأصطفافات جديدة للتحالفات القائمة للمعارضة السورية و الكردية , ولعل ما حدث عشية لقاء المراقب العام للإخوان المسلمين السيد : علي صدر الدين البيانو ني , مع نائب الرئيس السوري السابق المنشق عن النظام السيد عبد الحليم خدام , وما تبع ذلك من تصريح لقادة إعلان دمشق على خلفية اللقاء يعزر هذه الآراء .
حيث أدلى السيد حسن عبد العظيم رئيس التجمع ورئيس إعلان دمشق :
" أن ما جرى من لقاء لا يمسها من قريب أو بعيد ويخص أصحابها فقط , رافضة في الوقت نفسه أي التجاء أو أي حراك في الخارج , ورفض أي معونة من الولايات المتحدة الأمريكية .

ترقب وأسئلة برسم المؤتمر :
وتتجه أنظار الكثير من أوساط شعبية كردية كبيرة , أنظارها وآمالها على أي تحرك خارجي لدعم التحرك الداخلي , والتشديد على أن يخرج هذا المؤتمر بأسس جديدة وقوية وواضحة وأن لا تقع اللجنة المنظمة والمؤتمر في مطب الكونفراسات و المؤتمرات السابقة , والتي لم تخرج عن إطار مناظرات ثقافية واستعراضات حزبية وشخصية , رغم رفعها لشعارات دولية وأهداف كبيرة , سرعان ما كانت تخبو آمال الكثيرين عند خروج أول وفد " حزبي " ؟؟؟ من بوابة المؤتمر .
ورغم تصريح البعض أن المنظمين للمؤتمر سيعرضن برنامج لتوحيد جميع الأطراف من سياسية وثقافية وجمعيات ولجان مدنية وحقوقية وقوى اقتصادية وعشائرية في هيئة مجلس منتخب بنسبة النصف للأحزاب والنصف الآخر للقوى المستقلة والمدنية " تحت أسم المجلس الوطني الكردستاني لسوريا " لتكون مظلة شاملة ومرجعية للشعب الكردي في المحافل الدولية وداخل سوريا وغرب كردستان والذي يشكل رغبة جميع أطياف الشعب الكردي .
ويبقى السؤال : هل سيكون مؤتمر واشنطن مفصلا انتفاضيا آخر للنخبة الكردية .
وهل سيكون مؤتمرا لجميع الأطراف الكردية وبدون إقصاء أو استبعاد .
وهل ستكون نتائجه ومقرراته بحجم الذكرى الثانية للانتفاضة وحسب ما أعلنته اللجنة التحضيرية في بيانها الأول وإصرارها على عقده مع مرور الذكرى الثانية للانتفاضة .
وهل سيحمل ذلك دلالات طال انتظارها للمؤتمر في بلاد العم سام .
الأيام القادمة قد تحمل الأجوبة ... وسيكون لنا معها وقفة أخرى .


صلاح الدين بلال
أعلامي كردي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي


.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية




.. كاميرا العربية ترصد نقل قوارب المهاجرين غير الشرعيين عبر الق


.. هل يمكن أن يتراجع نتنياهو عن أسلوب الضغط العسكري من أجل تحري




.. عائلات الأسرى تقول إن على إسرائيل أن تختار إما عملية رفح أو