الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بين الشرائع السماوية و الأرضية و الحداثة

أيمن غالى

2018 / 1 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


جاءت اليهودية بأول تشريع بقوانين تحكم الإنسان, و تشمل عقوبات بدنية من قتل و رجم, و نرى إنه كان تشريع محلى لأمة بعينها, و جاءت المسيحية و لم تأت بتشريع لعقوبات بدنية أو غيرها من عقوبات و تركت الأمر لقوانين الدولة و أعلنها السيد المسيح بقوله: " إعطوا ما لقيصر لقيصر " و رأينا بولس أحد رسل المسيحية و مبشريها يرفض المحاكمة بشريعة آباؤه و أجداده اليهودية و يطلب - كمواطن رومانى - أن يحاكم أمام قيصر روما بالقانون الرومانى ..
و حين إنتشر اليهود فى شتاتهم حول العالم تركوا أحكام شريعتهم و إحتكموا لشرائع الدول التى كانوا تحت ظل رعايتها و للقوانين الدولية و مواثيق حقوق الإنسان العالمية حتى و بعد أن صار لهم موطناً و حكومة يحق لها التشريع, و لكنها إلتزمت بالتطور الزمنى و الإنسانى و تركت العقوبات البدنية من القتل و الرجم ..
و بنظرة للمجتمع اليهودى القديم سنجده مجتمعاً شبه بدوياَ يفتقر إلى ما كانت عليه دولة متحضرة كمصر - فى نفس الفترة الزمنية المعاصرة - كانت تعرف السجون لقضاء فترات من العقوبات و النفى خارج البلاد فى الجرائم الكبرى و العديد من العقوبات الأكثر تحضراً, لذا - ربما - ناسبت الشريعة الموسوية فى أحكامها البدنية هذا المجتمع الغير متحضر ..
و لو نظرنا إلى مجتمع شبه جزيرة العرب قبل الإسلام لوجدنا العقوبات البدنية كما كانت عند اليهود و الزيادة عليها فى الكثير من الأحيان من قطع الأطراف و سمل الأعين و غيرها من عقوبات ناسبت عصرهم و مجتمعهم الغير متحضر, و جاء الإسلام و وافقهم على بعض الأحكام لمناسبة واقعهم, و نجد تفنن الفقهاء فيما بعد فى إستحداث عقوبات أخرى بدنية لا سند نصى لها غير كونها تقع تحت بند الإجتهاد ..
و السؤال هنا؛
هل تخلينا اليوم عن أحكام شرائع تتعارض مع القوانين الدولية و مواثيق حقوق الإنسان تُعد كُفرا بالأديان فى حد ذاتها كما فى حالة تخلى اليهود عن شريعة الرجم ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج