الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كنوز العقل --- 1

حسين عجمية

2006 / 3 / 4
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إمعاناً في وعي الجوهر العقلي للوجود القائم على التتابع في إدراك معنى المعرفة و قيمة الوجود المادي تنبثق الحياة كقوة خلاقة ندرك معنى وجودها في عمق العقل القادر على كشف النواقص المتممة لحالة التطور في بنية الوجود البشري .
فالحياة ليست نتاجاً لقوى هوجاء غير محددة الاتجاه و المصدر و غير مطابقة لحالتها ضمن وجود المتغيرات الكونية ضمن الأنساق التابعة لجوهر القيمة الفعلية لماهية الكون و ما يحتويه من فعاليات غير مدرجة على لائحة العقل البشري .
فالكينونة العقلية للوجود متضمنة في وعينا له و كلما تزايدت قدراتنا على الفهم الأكثر أهمية و الأكثر جوهرية لحياتنا الإنسانية تتعزز قدراتنا العقلية لمحتوى الأفكار المطابقة لمصدرها الكوني و نتوسع أكثر في تلافي الآثار الضارة و المدمرة للوجود و عبثية الأفكار المبنية على الطرائق المأخوذة من المظاهر الانحرافية حول فهمنا لأهمية الحياة بماهيتها العقلية و تتعمق معها المظاهر العدائية الكامنة و الناشئة من المظاهر السلبية المأخوذة من الإرث العقلي لأفعال الشذوذ في السلوك البشري , و بالتالي فإن الحياة بقدراتها المتوافقة و المتنامية أكثر فأكثر مع أهمية محتواها الضمني و تلازم التصاقها بالشمول الكوني تكون جميع القيم الإيجابية متناغمة فيما بينها و هي متآلفة ضمن اتحاد نسقي متتالي يعزز طاقة الوجود الإبداعية و يعزز الطاقة الحيوية للبشر للقيام بأعمال متوافقة مع الازدهار و التقدم المرافق لوجودهم , و بمقدار تزايد الطاقات الإيجابية للبشر يرتفعون معها نحو التجاوز القطعي لمجمل الخصائص و الوظائف الهدامة في المجتمع , و بالتالي رفد طاقة التغيير الاجتماعي بمنظومة من العوامل المساعدة على تخطي المصاعب و العراقيل و السير ضمن سلوك فاعل ينظم وجوده لتأمين الفرص الذهبية لإحداث نقلة نوعية تعزز تطور المجتمع و ترفع جاهز يته لتجاوز جميع المظاهر السلبية في بنيته , و يمكن من خلال دعم الطاقات الخلاقة للعقل و تغذيتها بالحب الوطني أن ترفع من المستوى التطوري و بناء جميع الأنشطة الداخلة في نظام ازدهاره .
و يمكن أن نشير إلى حقائق مضادة للازدهار المادي و الفكري و الأساس التخريبي لبناء وجود مخالف جوهرياً للتوجهات المستقبلية للعقل.
فعندما نغذي وجودنا العقلي بالطاقات الهدامة والمخالفة للقواعد السليمة والمنطلقات الباعثة على الازدهار والعدالة من خلال توسيع الأفكار الهدامة والسلوك المخالف لتطلعاتنا المستقبلية فإن الخراب يتغلغل في جميع مفاصل المجتمع الأساسية وتزداد المخالفات مما يؤدي إلى تنمية طاقات عقلية مدمرة تتغلغل في ذهنية الأفراد وكان الإنسان يريد أن يطفئ النار بالنار ويمكن أن يصل إلى هدفه بعد أن يصبح كل شيء محترقا عندها لا بد من بناء كل شيء من جديد إنه أسلوب ممكن ولكنه يكلف الوجود غاليا فالوعي الخارج عن عقل دمر نفسه يحتاج إلى مزيد من الوقت لتغذية الوعي الإيجابي المحصن ضد المخالفات وضد ما يكرر تجربة الفشل في وجوده
فالطاقات السلبية الناتجة عن العقل تغير بنية الوجود بالاتجاه التخريبي وبمقدار توسعها في بنية الوجود العقلي للبشر يتوسع التخريب بما يطابق ذلك
من هذا المبدأ لا يمكن لأي وعي عقلي أن يصل إلى نتيجة منطقية عندما يغذي الشعور عند الأفراد بأن المظاهر السلبية ستقود إلى تغيير واقع الوجود نحو تدمير نفسه دون أن ندري لأن الخوف من مواجهة الواقع بجدية وإنسانية يعمق واقع الانهيار في بنية النفس البشرية ويزداد الشعور بالعداء لنمطية الحياة ضمن النسق المعتاد فيتولد نظام معرفي مخالف جوهريا لماهية وعينا التاريخي عندها سينقلب كل شيء في نظام المعارف والمعايير المحددة لماهية السلوك البشري فيظهر العقل وكأنه تخلى عن ذاته وأخذ يشق طريقا مخالفا لماهية وجوده مما يظهر للبشر بأنهم أعداء ما بنوا من معارف وأنظمة وحقوق ....وغيرها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله