الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعركة مع الإسلام هي معركة الحقيقة (النصية والتاريخية) حول كتاب -العنف والحرية في الإسلام، أركيولوجيا العنف في النصوص المؤسسة للإسلام-

حنان قصبي

2018 / 1 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ليس مطلوبا أن يكونَ الإسلامُ "دينَ حرية" ولا "دينَ سِلم وسلام" حتى يؤمن به الناسُ ويدخلون فيه أفواجا. فلقد اعتنقه الناس طيلة قرون (طوعا أو كُرها) والأعناق تُقطعُ باسمه، والعبيد والسبايا يُجردّون من حريتهم ومن إنسانيتهم باسمه.
لكن المطلوبَ هو ألا يَبنيَ المسلمون في القرن العشرين والواحد والعشرين إسلاما آخر مخالفا لإسلام النصوص ولإسلام التاريخ.
لذلك فالمعركة ليست ضد الإسلام كدين، لأن الدين مُكون تاريخيٌ للبِنيات الفَوقية في كل المجتمعات. إن المعركة هي ضدَّ صورةٍ يتم تسويقُها للإسلام.
يمكننا فعلا أن نوافق "الدعاة ومنظري الإرهاب والإسلاميين المعتدلين والسذّج من الناس" على وجود "إسلام حقيقي". لكن هذا "الإسلام الحقيقي" هو "إسلام العنف" وليس إسلام "السلم والسلام والاستسلام".
كما أنّ كونَ الإسلام "دينَ عنف" لا يُنقصُ شيئا من قيمة الإسلام كدين، وليس مشكلا في حدّ ذاته، لكن المشكلَ في هذه المسألة هو "دعوة الإسلاميين إلى التعامل مع مخالفيهم بالعنف".
في هذا السياق تُعتبر مُساءلة "الإسلام" مسألة شائكة ومُعقدة لأسبابٍ تخص الطابع الخاص للإسلام ذاته، ولضخامة التراث المنتسِب إليه، ولضرورة استعمال مناهج متعددة للإحاطة بالإشكاليات التي تفرضُها هذه المساءلة (المنهج التاريخي، مناهج التفسير والتأويل، منهج الحَفْريات، المنهج المُقارِن…).
وتعتبرُ هذه المساءلة شائكةً أيضا لأسباب لها علاقة بالعنف المُستعمل أو الذي يمكن استعماله ضد كل من يَجرؤ على التعامل مع الإسلام تعاملا نقديا.
يمكن القول إن مجمل إشكاليات الإسلام بالنسبة لعصرنا تعود لمسألتين أساسيتين هما:
أ) العنف الصريح المنصوص عليه في النصوص المؤسِسة والشارحة والشارحة للشارحة والمؤوِلة وصولا للفتاوَى، وابتداءً من النص القرآني نفسه، وصولا إلى القتل والحرق والإغراق والإعدام شنقا والإعدام بالرصاص والتفجير والتهديد بالقتل والترهيب باسم الإسلام كما نشاهد ذلك اليوم.
ب) تحييد الإسلام من المجال السياسي، أي رسم الحدود الفاصلة بين الممارسات الدينية للأفراد والجماعات والممارسة السياسية، والقطع مع مهادنة تيارات الإسلام السياسي لأسباب انتهازية أو نفعية أو خوفا من تأثيرهم أو خوفا من حُماتهم في الغرب (خصوصا أمريكا كما جسدت ذلك إدارة الديمقراطي الحسين أوباما).
من بين أهداف هذا الكتاب (العنف والحرية في الإسلام: أركيولوجيا العنف في النصوص المؤسسة للإسلام) تعرية مجموعة من المواقف التبريرية التي تعملُ بقوة على إدامة الغموض حول الإسلام، وفرض تصورٍ عنه يتناقض:
أ) مع الوقائع التاريخية
ب) ومع النصوص التاريخية لكبار الفقهاء والعلماء والمؤرخين المسلمين
ج) ومع الوقائع المعاصرة التي حدثت منذ القرن التاسع عشر مع الحركة الوهابية في منطقة الحجاز، واستمرت في الثلاثينيات من القرن العشرين مع تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في مصر، ولازالت تتم تحت أنظارنا إلى اليوم في سوريا والعراق وأفغانستان وبعض دول الغرب.
تمارس هذه المواقف التي تُسوِقُ صورة دعائية للإسلام:
- الإنكار
- والاحتيال
- والإخفاء
- والتزييف
- والغوغائية
- واستغلال جهل العامة من الناس
- وتجنيد آلاف الدعاة ليرددوا نفس الخُطب والتهديدات
إن عمل الحقوقيين والسياسيين اليساريين والليبراليين لم يَسْلَم هو نفسُه من الغموض:
- بسبب تعقد الظاهرة الإسلامية
- وتحول "الإرهابي إلى ضحية" (مثال غوانتامو، والمعتقلين الإسلاميين في المغرب...)
- "واستغلال الديمقراطية من طرف أعداء الديمقراطية" (فلا يوجد إسلامي يحترم مرجعيته يؤمن بالديمقراطية لأنها كفر: فمصدر السلطة والتشريع والقضاء هو الله وليس الشعب).
- واستعمال إستراتيجية "الحرب خدعة" (التي هي نوع من التقية)
- وعدم الثقة في الكافر والمنافق والمرتد وكل مخالف للعقيدة (مخالفة كلية أو حتى جزئية في بعض الأحيان)
لذلك لا بد من عمل إستراتيجي يحقق الإثبات ضد الإنكار، ويفضح الاحتيال، ويمارسُ التوثيق ضد التزييف، ويوفر المعطيات الضرورية لاتخاذ موقف سليم من ظاهرة الإسلام…
إن الإسلام هو كل ما تم إنتاجه منذ خمسة عشر قرنا باسم هذا "الاسم"، انطلاقا من نواته الصلبة التي هي "النص القرآني". ولقد أدّتْ هيمنة "هذا الكتاب" وكل ما تفرع عنه من علوم وتيارات إلى تحول المسلمين إلى "أمّةِ كتاب" بالمعنى التالي: جعل الواقع يخضع، مهما كانت التحولات والظروف، إلى مقاييس مستمدة من هذا الكتاب/المرجع المطلق.
لكن المجال الوحيد الذي يظل سجين "مشروع تطبيق الإسلام" هو مجال "الحياة الفردية والعلاقات العائلية والعلاقات بين الناس"، أي "المجال الذي ينبغي أن تكون الحرية هي أساسه".
لذلك هناك تلازم وترابط بين العنف في الإسلام (المنصوص عليه صراحة طيلة خمسة عشر قرنا) والحرية المستهدفة والمُحاربة والتي تُعتبرُ في آخر المطاف هي العدو الأكبر للإسلام، الذي يرتكز على إعلان الإيمان به كسلوك خارجي مرئي قابل للملاحظة، وعلى تبني سلوك جماعي نمطي في اللباس والأكل والسكن والعلاقات العامة والخاصة كدليل شرعي على الانتماء إليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ


.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح




.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا