الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النبي والديمقراطية

غازي صابر

2018 / 1 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


النبي والديمقراطية
الله العادل لا يعارض النظام الديمقراطي
ولايقبل بالنظام الفردي والدكتاتوري .

واجه أهل مكة وفي مقدمتهم سادة قريش دعوة النبي للإسلام بالرفض والمقاومة وربما واحدة من أسباب هذا الرفض هو الصراع الخفي والذي كان قائماً بين بني هاشم وبني إمية على الزعامة في قريش وفي مكة .
مارسوا ضد النبي وأتباعه أساليب قمعية حتى هاجر للمدينة وهناك خلع عبائته وتخلى عن عصاه ولبس درعه وتقلد سيفه وحتى الأيات التي نزلت في المدينة إختلفت عن مكة في دعوتها الى الإسلام من اللين الى الشدة والدعوة لفرض الإسلام على عرب الجزيرة بقوة السيف وهذا خلاف ما فعله النبي عيسى مع قومه والذي بقي يخاطبهم بالود والسلام حتى صلبوه لكنه بقى خالداً في عقول من أمن به ولحد اليوم .
معركة بدر كانت بوابة القتل بين النبي وقريش حتى كانت مثالاً للعصبية القبلية والثأر والغزو والذي إطلق عليه الجهاد في سبيل الله فيما بعد مع أنه لايختلف في دمويته وما يترتب عليه من الغنائم من الأموال والأطيان والنساء والأطفال وبيعهم في سوق النخاسة وهذا تقليد عربي قديم ومنهج ثابت لدى الشعوب الرعوية عند الفرس وجنكيز خان والعثمانيين .
وتوالت الثأرات والإقتتال بين النبي ومعارضيه حتى إنتصر عليهم بعد فتح مكة وما تلاها من غزوات بلغت 37 غزوة 17 منها بقيادته لكن نتائج طريقة النبي في التعامل مع معارضيه وما فعله بهم من قتل وتشريد إنعكس في الإنتقام والدماربعد موت النبي .
وكانت البداية بما إطلق عليه بحروب الردة حيث سفكت أنهر من الدماء والأكثر دموية مع مسيلمة وسجاح وعندما وصلت المعارضة للحكم ممثلة بقريش الأمويين معاوية وتقلده زمام الخلافة وهو أبن أبو سفيان الذي أسلم بقوة السيف وأبن هند التي أكلت كبد الحمزة وهو يخفق في معركة إحد والتي مثلت إنتقام قريش لقتلاها في معركة بدر وأباح معاوية لشتم الإمام علي وهو الأقرب للنبي من على المنابر وكان التراجع واضحاً عما جاء به الإسلام حتى وصل حد تمزيق القرأن من قبل خلفاء بني إمية .
وإستمر نهج قمع وقتل المعارضة من كل الخلفاء الذين جائوا بعد النبي تيمناً به وأن السيف هو الفيصل البتار في فرض السلطة والحكم ولعب سيف خالد الكثير في حز الرقاب والتنعم بالغنائم وأوسعها الفوضى التي حدثت زمن خلافة الإمام علي وتشضي القوى الى جماعات وفرق مسلحة وكما هي اليوم .
زمن السلطات الفارسية والعثمانية والتي حكمت بأسم الإسلام حتى وصلنا لزمن تشكيل الدولة الوطنية كان القمع والقتل للمعارضة هو السائد وفي النظام الملكي في العراق إضطهد نوري السعيد المعارضة وقمع التظاهرات والقى بهم في السجون والمنافي حتى وصل حد الإعدام وتعليق جثث المعارضين له في الشوارع وفي ثورة تموز 1958تمت الإطاحة به و إعدامه وسحل جثته في الشوارع التي أعدم معارضيه فيها وكذلك صدام وكانت نهايته أكثر بشاعة من سابقه .
كل السلطات العربية والإسلامية الحاكمة و التي جائت بعد النبي نهجت نفس النهج في التعامل مع المعارضة حيث تأريخ طويل من سفك الدماء والخراب والدمار وملك المغرب والأردن يحكمان بأسم بني هاشم وهما يمتلكان أبشع السجون والتعذيب والقتل للمعارضين والأبشع السعودية وهي تمتلك بيت الله وقبر النبي وتحكم بنفس العقلية زمن الإسلام في رجم الكافر والزانية وقطع يد السارق وجلد الزاني .
لاطريق أمام العرب والإسلام الا الإيمان بالنظام الديمقراطي والإنتخابات وتبادل السلطة سلمياً والتخلي عن قمع المعارضة وعن المؤامرات والإغتيالات من أجل الوصول للسلطة والحكم والتمسك بالكرسي حتى الموت ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي